(Minghui.org) أمارس الفالون دافا منذ ٢٠ عامًا. كان زوجي داعماً لي في البداية، وكان يعتقد أنّ الحفاظ على لياقتي البدنية أمرٌ جيّد، وأنّ بعض الناس قد شُفوا من أمراضهم بعد ممارسة الفالون دافا. لكن بعد أن شنّ الحزب الشيوعي الصيني حملة الاضطهاد، انحاز إلى الحزب ولم يُدرك مدى شرور هذا الاضطهاد. كان مُصرّاً على منعي من الممارسة، بل وصل به الأمر إلى تدمير شريط الفالون دافا الخاص بي وموادّ أخرى. كانت علاقتنا متوتّرة، ونادراً ما كنّا نتحدّث.

القيام بالأعمال اليوميّة على نحوٍ جيّد

ضغط عليّ مشرف وحدة عملي للتخلّي عن الفالون دافا، وعندما رفضت، تمّ إلغاء عضويتي في الحزب الشيوعي الصيني. شعرتُ بالارتياح، لكن زوجي كان قلقًا وشعر بضغط كبير. اتّصل بأبنائنا وقال إنّه يريد تطليقي. فكّرتُ: "لا بأس بالطلاق. حينها لن يتحكّم بي وسيقلّ الضغط عليه". كنتُ أعلم أنّ خبر الطلاق سينتشر في منطقتنا لأنّنا معروفون في مجتمعنا المحلّي.

عندما فكّرتُ في رغبة زوجي في إنهاء زواجنا الذي دام عقودًا بدافع السعي وراء مصلحته الشخصيّة، شعرتُ بالحزن واستسلمتُ لفكرة أنّ هذه من طبائع البشر. أصبحتُ أكثر إصرارًا على ممارسة الدافا واتّباع المعلّم للوصول إلى الكمال. قلتُ لزوجي: "يمكننا الطلاق. لا أريد شيئًا سوى بطاقة راتبي. يمكنني الانتقال إلى شقّتنا الأخرى".

أعطاني أحد الممارسين ذاكرة محمولة "فلاشة" تحتوي على تعاليم المعلّم. قرأتها باهتمام. خطرت في بالي جملة: "إنقاذ الناس هي الأولويّة القصوى!" (من "تعليم الفا في مؤتمر الفا بنيويورك ٢٠٠٧مجموعة تعاليم مُقدمة حول العالم، المجلّد الثامن).

أدركتُ فجأةً أنّه لا ينبغي لي الطلاق منه، بل يجب عليّ إنقاذه. عاشت حماتي معنا بعد إصابتها بنزيف في المخ. كانت طريحة الفراش. قلت لزوجي: "علينا رعاية كبار السن. لا أستطيع المغادرة وتركها هكذا". التزم الصمت ولم يذكر الطلاق مرّة أخرى.

كانت حماتي مشلولة، ولا يمكنها رعاية نفسها. كانت بحاجة إلى مساعدة دائمة في الأكل والشرب واستخدام الحمّام والاستحمام. كنت أضطرّ للنهوض وتقليبها عدّة مرات ليلاً لتجنّب حدوث تقرّحات الفراش. كان الأمر صعبًا للغاية. كان زوجي يشكو كثيرًا من إهمال إخوته وأخواته لأمّهم، فشعر بالاستياء والغضب والضيق. قلت له: "راعِ إخوتك وأخواتك. مهما فعل الآخرون، نحن سنرعى والدتك جيّداً، ولن نندم على ذلك في المستقبل".

تأثّر كثيرًا بعد سماع كلماتي. اعتنيت بحماتي لمدّة خمس سنوات حتّى وفاتها. لم أساوم إخوة وأخوات زوجي أو أشتكي منهم. قال زوجي: "من حسن الحظّ أنّكِ نصحتني. لا أشعر بأيّ ندم لأنّنا كنّا نهتمّ بأمي".

كان زوجي سيء المزاج ومتغطرسًا. لم يكن يُعجبه إلا القليل من الناس. كان يعتقد أنّه يعرف الكثير ويتمتّع بمعرفة واسعة. كان يعتقد أنّه يمتلك بصيرة وفهمًا عميقًا وصحيحًا للمشاكل. نادرًا ما كان يتقبّل آراء الآخرين، بل كان يُجادلهم حتّى يحرجهم ويعجزون عن الرد.

كان عنيدًا، مُنغلقاً على نفسه، ودائمًا ما يكون حذرًا ويتجنّب الحديث عن موضوع الفالون دافا. كان من الصعب جدًّا تغيير فهمه. كان يرفض قراءة كتب أو موادّ الدافا. لكنّه ظلّ يتمسّك بأفكار تقليديّة وكان في داخله قلب طيّب. رأى فوائد وآثار ممارسة الدافا من خلال أقوالي وأفعالي. بالإضافة إلى ذلك، كنتُ أغتنم الفرص وأُخبره بمبادئ الدافا عندما لا يكون متوتّراً، فبدأ يتقبلها تدريجيًّا.

على سبيل المثال، خضع زوجي لثلاث عمليّات جراحيّة كبرى وعانى كثيرًا. قلتُ له بهدوء: "ألا تعتقد أنّ هذا بسبب كلامك السيئ عن الدافا؟" استاء. سقط من دراجته الكهربائية وانكسرت ضلوعه وعظمة الترقوة. كادت ضلوعه أن تخترق رئتيه. كان الأمر خطيرًا للغاية، لكنّه نجا. قلتُ له: "قال المعلّم: عندما يحصل شخص واحد على الفا، تستفيد العائلة بأكملها" ("تعليم الفا والإجابة على الأسئلة في جينان شرح تعاليم جوان فالون). المعلّم يحميك." التزم الصمت. سقط من دراجته الكهربائية ثلاث مرّات، لكنّه بقي سليماً ولم يصب بأيّ سوء. قلتُ: "ألا يحميك المعلّم؟ انظر، لقد سقطتُ ١٨ مرة، ولم يصبني شيء. أليس هذا بفضل حماية المعلّم؟" لم ينطق بكلمة.

الأصدقاء الذين زاروني في منزلي كثيرًا ما كانوا يشيدون بي لبشرتي النضرة والمشرقة، ويقولون إنّني لا أبدو أبداً كشخص في الثمانين من عمره. وقالوا أيضًا إنّهم يحبّون المجيء إلى منزلي لأنّهم يشعرون بالراحة. بعد أن انصرف الضيوف قال: "بشرتك تبدو رائعة حقًا". انتهزتُ الفرصة سريعًا لأخبره بما قاله المعلّم.

قال المعلّم:

تلاميذنا، تلاميذ الفالون دافا، بعد مضيّ فترة من التعهّد، يبدون متغيّرين كثيراً، البشرة تُصبحُ ناعمة، اللون مُشرقٌ ومتورّد، والأشخاص المسنّون تُصبح لديهم تجاعيد أقلّ، تكادُ تكونُ مُنعدمة، هذه حقيقة عامّة. (المحاضرة الأولى، جوان فالون)

قلتُ: "الناس يقولون إنّهم يشعرون بالراحة عند زيارتهم منزلنا. ذلك لأنّ في بيتنا حقل طاقة إيجابيّ." هذه المرّة استمع إليّ ولم يقاطعني. في الماضي، كان يقول إنّه لا يريد الاستماع.

كان يعاني من صعوبة في النوم، ويشتكي من آلام في الظهر والساق، وتورّم وألم في بعض الأحيان هنا وهناك. طلبتُ منه أن يردّد العبارتين: "فالون دافا جيّدة، الحقّ ـ الرّحمة ـ الصّبر مبادئ جيّدة."

كان يقول: "اذهبي، لا أريد سماع هذا." أخبرته عن تجربة تبلور الماء التي أجراها علماء يابانيون، وأريته التقرير الذي يفيد بأنه إذا قلتَ كلامًا حسنًا للماء، ستصبح بلورات الماء جميلة ولطيفة، وإذا قلتَ كلامًا سيئًا للماء، فستتبدّد بلورات الماء وتصبح مشوّهة.

عندما قال: "أؤمن بهذا"، قلتُ: "إذا ردّدتَ عبارات مثل "فالون دافا جيّدة، الحقّ ـ الرّحمة ـ الصّبر مبادئ جيدة"، ستتحسّن خلايا جسمك أيضًا، وسيتّجه المرض نحو الشفاء، وسيتحسّن جسمك تدريجيًّا". لم ينطق بكلمة.

جاءت جائحة كوفيد-١٩ وأصيب بها الكثيرون. قلتُ لمعلّمي في صمت: "يا معلّم، أريد إثبات صحّة الدافا". لم أُصب بالعدوى. جميع أفراد عائلتي الستة والعشرين أصيبوا بالعدوى. كان زوجي مريضًا جدًّا وأصيب بالعدوى ثلاث مرّات. سعل دمًا، وأصيب بالحمى، وكاد أن يموت. لم أرتدِ كمامة، لكنّني اعتنيت به. كما أوصلتُ الطعام والخضراوات لأقاربي وأولادي. لم أُصب بالعدوى حتّى بعد أن تحدّثت إليهم وجهًا لوجه. تحيّر زوجي وقال إنّه لأمرٌ مدهش أنّني لم أُصب بالعدوى.

قلتُ له: "إنّ شدّة أعراض المرض في عائلتنا وبين من حولنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمدى إيمانهم بالدافا. أنتَ الأكثر رفضاً للفا وأقل احترامًا للدافا، لذلك كانت أعراضك هي الأكثر شدّةً، وعانيت أكثر من الباقين." لم يقل شيئًا، ولكن كان من الواضح أنّه تأثّر بشدّة. أخبرته أيضًا عن تعاليم المعلّم.

علّمنا المعلّم:

" تلاميذ الدافا الحقيقيّون يتمتّعون بطاقة عليا، وهم قادرون على تدمير الكارما والجراثيم؛ إنّهم رسل الخلاص في هذه الأيام الأخيرة، ويستخدمون حكمتهم لإنقاذ الناس من خلال مشاركتهم معلومات صادقة تتعلّق بممارستنا." ("ابقَ عقلانيًّا")

قلتُ: "لهذا السبب لا يُصاب الممارسون الحقيقيّون بالعدوى." هذه المرّة بدا مقتنعًا. ثم طلبتُ منه أن يكتب بيانًا يعترف فيه بأقواله وأفعاله السيّئة السابقة تجاه المعلّم والدافا، ويعلن بطلانها وأنّه سيصحّح أخطائه. قلتُ له: "المعلّم رحيمٌ. سيغفر لك وينقذك مهما كانت أخطاؤك الماضية". وقّع باسمه رسميًا، وقدم ثلاثة أعواد بخور للمعلّم، وسجد للمعلّم، وطلب منه أن يسامحه.

كما وافق على الانسحاب من الحزب الشيوعي الصيني والمنظّمات الشبابيّة التي انضمّ إليها. قلتُ له: "عندما لا تستطيع النوم، ردّد هاتين العبارتين سرًا". قال: "وكيف تعرفين أنّني لا أردّدهما؟" مؤخّرًا، لم يعد يشكو من الألم في مختلف أنحاء جسده، ولم تعد ساقاه متورّمتين، وتحسّن نومه. قال إنّ ألم ظهره قد خفّ بفضل تناوله أقراص الكالسيوم.

قلتُ: "قال الطبيب إنّك تعاني من انزلاق غضروفي قطني وتحتاج إلى جراحة، وإلا فقد يؤدي ذلك إلى الشلل. تناولتَ بعض أقراص الكالسيوم. هل يُمكن علاجكَ بهذه السهولة؟ أليس ذلك لأنكَ اعترفتَ بأخطائك للمعلّم، وقد اعتنى بك؟" بدا عليه الاهتمام والتفكير العميق وأنا أخبره بذلك.

قال زوجي إنّه قد استوعب وفهم

كان زوجي شخصًا صعب المراس، ويجد عيوبًا في كلّ الأشياء. ولكن مهما كان من الصعب إرضاؤه أو إغضابه، لم أكن أتأثّر ولا أرفض الجدال معه حول الصواب والخطأ، لأنّ المعلّم نصحنا نحن الممارسين بالنظر إلى ذواتنا عند مواجهة المشاكل، والنظر إلى أنفسنا، وتنمية ذواتنا. كنتُ أعلم أنه يُساعدني على تحسين الشينشينغ لدي. في كل مرة كان هناك خلاف، كنتُ أفكّر في مواطن ضعفي، وأعتذر وأُصحّحها على الفور، كان راضيًا جدًا. كما وجدتُ أنّني أشعر بالاستياء والغضب وعدم التسامح تجاهه أحياناً، وكنتُ مصمّمة على التخلّص من هذه الأفكار السيّئة. عندما شكرته سألني عن السبب. قلتُ: "أنت تساعدني على تحسين الشينشينغ!".

رتّبتُ أيضًا نظامه الغذائي بما يتناسب مع حالته الصحيّة، الأمر الذي جعله سعيدًا جدًّا. أخبرته أنّ فقدانه لأعصابه وتوبيخ الناس يُولّدان الكارما، وأنّ المرض تُسبّبه الكارما. أقنعته وساعدته على تهدئة مزاجه، فبدأ يتحسّن تدريجيًّا، وقلّ غضبه. أصبح يبتسم طوال اليوم، وتحسن مزاجه، وعاد الهدوء إلى الجو العائلي.

ذات مرة، قلت له: "لكي تكون لديك عائلة منسجمة، يجب اتباع هذه القاعدة: لا تتذمّر". وافق فوراً. وهكذا وضعنا قاعدة: من يتذمّر، سيُذكّره الطرف الآخر فورًا. وافق أيضاً، كلانا ملتزم بهذا الاتّفاق، والنتيجة رائعة. نحترم بعضنا البعض. يشعر الأبناء أيضًا بالفرح عند زيارتهم لنا.

قال زوجي: "كيف وجدتُ زوجةً صالحةً مثلكِ؟ أنتِ شريكتي الروحية وسندي في الحياة. أنا امتثلتُ لصفات الدافا بفضلك". قلتُ: "هذه هبةٌ إلهيّة. أنت لم تمتثل لصفات الدافا بفضلي، بل بفضل الدافا نفسها. المعلّم هو من دبّر لي إيقاظك". ابتسم وكان في غاية السعادة. رأيتُ أنه كان سعيدًا حقًا من أعماق قلبه.

أبنائي أيضًا يُدركون الدافا ويدعمونني في تعهّدي. جميعهم يستفيدون من الدافا. في العام الماضي، تخرّجت حفيدتي الكبرى من الجامعة وبحثت عن عمل. قال أحد أقاربي إنّه من الصعب إيجاد وظيفة في حال وجود ممارس للفالون دافا في العائلة. مع ذلك، وُظِّفت حفيدتي في مؤسسة حكومية. رُقِّي صهري، ورُقِّيت ابنتي لتصبح كبيرة الأطبّاء ورئيسة القسم الذي تعمل فيه.

هناك العديد من القصص المؤثّرة بين أقاربي وأصدقائي الذين استفادوا من احترام المعلّم والإيمان بالدافا. لن أخوض في هذه التفاصيل هنا.

آمل بصدق أن يتمكّن الجميع من ترديد عبارة "فالون دافا جيّدة" باستمرار، وأن ينالوا الخلاص والبركة من الدافا.

(مقال مختار في الاحتفال باليوم العالمي للفالون دافا ٢٠٢٥)