(Minghui.org) عندما بدأتُ ممارسة الفالون دافا، كانت عائلتي لا تزال فقيرة جدًا. بالكاد كنّا نأكل اللّحم طوال العام. لذلك، لم يكن لديّ أيّ شعور فيما يتعلّق بالتخلّي عن تناول اللحوم.
بعد أن بدأ الحزب الشيوعيّ الصينيّ باضطهاد ممارسي الفالون دافا، اضطررتُ للبقاء بعيدًا عن المنزل وعيش حياة الترحال. بعد مرور بضع سنوات من ملاحقة الحزب الشيوعيّ الصينيّ لي، استقرّت حياتي تدريجيًّا وبدأتُ العمل وكسب المال. حتى أنّني استخدمتُ راتبي الخاصّ لإنشاء موقع لإنتاج الموادّ الإعلاميّة لدافا. تحسّنت حياتي نسبيًّا عن ذي قبل. أصبحتُ قادرةً على تناول اللحوم أكثر، لكنّني بقيت لا أشعر بطعمها اللّذيذ.
تدريجيًّا، بدأتُ أجد طعم اللحم لذيذاً، وكنتُ أتناوله بانتظام. ومع ذلك، كنتُ أعاني من ألم في الأسنان بعد تناوله. في البداية، ظننتُ أنّ سبب ألم أسناني هو تعهّدي للكلام، فبدأتُ أراقب نفسي أكثر. مع ذلك، ظللتُ أعاني من ألم في أسناني. لاحقًا، ظننتُ أنّ ذلك كان للتخلّص من كارما راكمتها في الماضي. ثم ظننتُ أنّ السبب هو قساوة اللّحم، إذ كنتُ أقليه كثيرًا حتّى يصبح مقرمشًا. ولجعله أكثر طراوة، أسلقه. على أيّ حال، ظلّ ألم الأسنان قائمًا.
كنتُ أفكّر أحيانًا: "هل هذا من أجل مساعدتي على التخلّص من تعلّقي باللّحم؟" إذ كنتُ أشعر غالبًا أنّه ليس من الطبيعيّ تماماً شراء اللّحم وأكله يوميًّا. مع ذلك، قرأتُ تعاليم أكل اللّحم في كتاب جوان فالون، وهو الكتاب الرئيسيّ للدافا.
قال المعلّم:
"إذن ما العملُ لجعلهم ينزعون هذا التعلّق؟ عندما يأكلون اللّحم، سيشعرون بآلام في البطن وعندما يكفّون عن أكله تكفُّ هذه الآلام، يمكن أن تظهر هذه الحالة، وهذا يعني أنّه يجب عليهم ألاّ يأكلوه ثانيةً." (المحاضرة السابعة، جوان فالون)
فكرتُ: "معدتي لا تؤلمني". وهكذا، واصلتُ تناول اللّحوم بكثرة لبضع سنوات. بقيت أسناني تؤلمني طوال هذه السنوات، لكنّني لم أُدرك أنّ ذلك كان للتخلّص من تعلّقي باللّحوم.
لاحقًا، استنفدت كلّ الطرق المتاحة لي للتعامل مع ألم الأسنان، وفكّرتُ: "هل يُحاول ألم الأسنان أن يُلمّح لي بالتخلّص من تعلّقي باللحوم؟". ومع ذلك، ورغم هذا التفكير، اشتريتُ اللّحم، وطهيته، وهممت بأكله. لكن ألم الأسنان كان شديدًا لدرجة أنّني شعرتُ وكأن أكل اللّحم لم يعد متعةً، بل صار عذابًا. في تلك اللّحظة، عزمتُ على الامتناع عن تناول اللّحوم، فزال ألم الأسنان فورًا. مع ذلك، لم أستطع التخلّص من اللّحم المطبوخ، فقرّرت أكله مرّة أخرى. نتج عن ذلك ألم أسنان آخر، لكن هذه المرّة لم يكن مؤلمًا جدًّا. كافحتُ لإنهاء أكل اللّحم، وفكّرتُ: "تخلّصي منه! لن آكل اللحم بعد الآن". بعد امتناعي عن تناول اللحوم، توقّف ألم أسناني تمامًا. في الماضي، كانت جميع أسناني متخلخلة، مما جعل لثتي ضعيفة ومؤلمة.
ومع ذلك، لم يخفّ تعلّقي بتناول اللّحوم. كنت فقط أجبر نفسي على عدم تناولها. بعد فترة، لم أستطع تمالك نفسي، فاشتريت قطعة لحم أخرى. هذه المرّة استخدمت اللّحم لصنع الزلابيّة وأكلتها وأنا أخشى عودة ألم الأسنان. عندما استيقظت في صباح اليوم التالي، شعرت وكأنّ أسناني طفت عن اللّثة وعلى وشك السقوط. أخافني هذا كثيرًا لدرجة أنّني لم أعد أجرؤ على أكل اللّحوم. ومنذ ذلك الحين أصبحت أسناني بخير. لم أعد أتوق إلى أكل اللّحوم بعد أن تخلّصت من هذا التعلّق.
لماذا يعاني بعض الناس من آلام في المعدة عندما يكون لديهم تعلّق قويّ باللحوم، بينما كان الأمر بالنسبة لي ألم في الأسنان هو السبب؟ لسنوات عديدة، لم أدرك أنّ ألم الأسنان سببه تعلّقي باللحوم. أدركت لاحقًا أنّ السبب هو أنّه إذا كانت الدافا واضحة جدًا فلن يكون لديّ فهم خاصّ أستنير إليه بنفسي، كنت سأتبع فقط ما هو في كتاب الدافا. بما أنّ التعهّد يتطلّب منّا أن يكون لدينا فهمٌ خاصٌ بنا عن للفا، فإذا شعرتُ بألم في معدتي بمجرّد تناول اللّحوم، كنت سأفهم تلقائيًّا أنّ ذلك يُساعدني على التخلّص من تعلّقي بتناول اللحوم، ولن يتطلّب ذلك أيّ ارتقاء حقيقيّ في فهمي. إذا لم يكن هذا الفهم من ذاتي، فلن يُحتسب أنّني قد صقلتُ نفسي في هذا الجانب، ولذلك غيّر المعلّم منهجه ليختبر قدرتي على تحسين فهمي بنفسي.
العالم بحاجة إلى الحقّ ـ الرّحمة ـ الصّبر. تبرّعكم يُساعد المزيد من الناس على التعرّف على الفالون دافا. مينغهوي ممتنّة لدعمكم.
حقوق النشر © ١٩٩٩-٢٠٢٥ Minghui.org. جميع الحقوق محفوظة.
العالم بحاجة إلى الحقّ - الرّحمة - الصّبر. تبرّعكم يساعد المزيد من الناس على التعرّف على الفالون دافا. موقع مينغهوي يُعبّر عن امتنانه لدعمكم. لدعم مينغهوي