(Minghui.org) حُكم مؤخرًا على أحد سكان مدينة ييتشون بمقاطعة هيلونغجيانغ بالسجن ستّ سنوات لممارسته الفالون غونغ، وهو نظام روحي تضطهدته الحكومة الشيوعيّة الصينيّة منذ عام ١٩٩٩.

اُعتقل السيد فنغ غوكينغ، البالغ من العمر حوالي ٥٩ عامًا، في ٤ ديسمبر ٢٠٢٤، وتعرّض منزله للنهب مرارًا وتكرارًا. صودرت أكثر من ٢٠٠ ألف يوان نقدًا خلال المداهمات. كان جزءاً منها قد طُبِعَ عليها رسائل حول اضطهاد الفالون غونغ، كوسيلة لرفع مستوى الوعي في ظلّ الرقابة الصارمة في الصين.

أمر شيه شيويه يي، رئيس قسم شرطة مقاطعة جينلين، وتشو تشنغ، رئيس مكتب ٦١٠ بمقاطعة جينلين، الشرطة باستجواب السيد فنغ تحت التعذيب. رفض الإجابة على أسئلتهم وأضرب عن الطعام لأكثر من ٤٠ يومًا. مزّقت الشرطة ملابسه، وقيّدته على سرير في وضعيّة النسر المفرود. ثم أطعموه قسرًا. لم يكن أمامه خيار آخر، سوى قضاء حاجته على السرير. أصيب بفشل في كليتيه نتيجة التعذيب.

إعادة تمثيل التعذيب: التقييد في وضعيّة النسر المفرود

أحالت شرطة مقاطعة جينلين قضيّة السيد فنغ إلى نيابة مقاطعة نانشا، التي وجّهت إليه لائحة اتّهام وأحالت قضيّته إلى محكمة مقاطعة نانشا.

مثل السيّد فنغ أمام المحكمة في ٢٠يونيو ٢٠٢٥. وتمّ إبلاغ محاميه في ٥ يوليو بالحكم عليه بالسجن ستّ سنوات وغرامة ماليّة قدرها عشرة آلاف يوان. صادرت الدولة منه الأوراق الماليّة المطبوعة برسائل الفالون غونغ.

لا يزال السيد فنغ محتجزًا في مركز احتجاز مدينة ييتشون بانتظار نتيجة استئناف قضيّته.

تاريخ من الاضطهاد المتكرّر

هذه ليست المرّة الأولى التي يُعتقل فيها السيد فنغ بعد أن أمر النظام الشيوعي الصيني باضطهاد الفالون غونغ عام ١٩٩٩.

كان أوّل اعتقال للسيّد فنغ في ٦ فبراير ٢٠٠٠، عندما ذهب إلى بكين للمطالبة بحقّه في ممارسة الفالون غونغ. صادر ضابط الشرطة شياو جينغ يو مبلغ ٣٤٥ يوانًا نقديًا كان بحوزته. احتُجز لمدّة يومين في بكين، ثم أُعيد إلى ييتشون، حيث احتُجز ثلاث مرّات متتالية، كلّ منها لمدّة ١٥ يومًا، بإجمالي ٤٥ يومًا متواصلة (قامت الشرطة بذلك امتثالًا للحدّ الأقصى للاحتجاز الإداري وهو ١٥ يومًا). أُطلق سراحه في منتصف مارس ٢٠٠٠. وابتزت الشرطة ١٠٠٠ يوان من عائلته.

تمّ اعتقال السيد فنغ مرّة أخرى في أواخر أبريل ٢٠٠٠، واحتُجز لمدّة ٥٤ يومًا. ورغم أنّه لم يكن يُقدّم له سوى طعاماً فقيراً وهو عبارة حساء زلابيّة خفيف جدًا يوميًّا مرّتين في اليوم، وأُجبر على العمل في حقول المزارع دون أجر، إلا أنّ مركز الاحتجاز كان لا يزال يُلزمه بدفع ٥٠٠ يوان مقابل الطعام (أي حوالي ١٠يوانات يوميًّا). وكان راتبه الشهري آنذاك ٩.١٧٣ يوان فقط.

أما الاعتقال الثالث للسيّد فنغ فكان في أواخر عام ٢٠٠٠، حيث احتُجز في مركز لغسل الأدمغة لمدّة ٢٧ يومًا، وأُطلق سراحه في اليوم السابق لعطلة عيد رأس السنة الصينيّة.

أما اعتقاله التالي فكان في ١٠ أبريل ٢٠٠٢، حيث انهال عليه الضباط كانغ كاي، وتشانغ يانبين، وتشي يو بالضرب في مركز الشرطة بالضرب ثم قيّدوه بالأصفاد، وأجبروه على الزحف على الأرض، ثم وضعوا عليه كرسيًا. بينما كان الضابط هي جينغدونغ جالسًا على الكرسي، تناوب الضباط الآخرون على ضربه بأنابيب بلاستيكيّة لساعات طويلة

إعادة تمثيل التعذيب: التقييد تحت الكرسي والتعذيب الجماعي

عندما توقّفت الشرطة أخيرًا عن تعذيبه ذلك المساء، عانى السيد فنغ من صعوبة في التنفّس وعجز عن المشي. جرّه الضابط هي إلى سيارة الشرطة واقتاده إلى مركز الاحتجاز المحلّي. عاد الضبّاط بعد ثلاثة أيام وجروه إلى غرفة الاستجواب، لأنّه كان لا يزال عاجزًا عن المشي. قرصوه في جميع أنحاء جسده، ممّا سبّب له ألمًا مبرحًا. ثم ربطوا قدميه معًا ومدّوا ذراعيه، قبل أن يُقيّدوه على صليب خشبي لمدّة ١٢ يومًا. فقد الإحساس في يديه تدريجيًا. هذا عدا عن حقنه بأدوية مجهولة.

في ١٠ يونيو ٢٠٠٢، وصلت الشرطة مجددًا وبدأت تعذيب السيد فنغ مرة أخرى بطريقة وحشية: قاموا بشده بالحبال بإحكام، ثم فكّها، ثم إعادة الشدّ بشكل أقوى في كل مرة، ما تسبب في إصابات بالغة في يديه لدرجة أنه فقد القدرة على الإمساك بأي شيء لمدة عام كامل.

حُكم على السيد فنغ لاحقًا بالسجن أربع سنوات. نُقل أوّلاً إلى سجن شيانغلان في ٦ ديسمبر ٢٠٠٢، ثم نُقل إلى سجن جياموسى في ١٤ يناير ٢٠٠٣. كل زيارة كانت والدته تقوم بها له، كانت تتعرّض للتهديد من قبل السجّان شي جونفنغ. وتحت وطأة الضغوط النفسية الشديدة، توفيت والدته بعد عام من بداية هذه المعاناة.

تعرّض السيد فينغ لتعذيب مستمرٍّ في السجن، بما في ذلك التغذية القسريّة، والصعق بالكهرباء، والضرب، والحرمان من النوم، والإساءة اللفظيّة.

عندما أُطلق سراحه عام ٢٠٠٦، طلّقته زوجته، وتم فصله من عمله في فريق تصميم واستكشاف غابات جينشانتون.

تقرير ذو صلة:

التعذيب والتغذية القسريّة التي عانى منها رجل من هيلونغجيانغ أثناء احتجازه لممارسته الفالون غونغ.