(Minghui.org) ذهبتُ أنا وأختي الصغرى لمساعدة أحد الأقارب. بعد عودتنا إلى المنزل، أشارت أختي إليّ بأنّه ما كان ينبغي عليّ إبداء رأيي في إحدى المواضيع المتعلّقة بمشاكل الأقارب، لأنّي كنت أتدخّل في شؤون الآخرين. انزعجتُ من كلامها، لكنّني تماسكت ولم أدافع عن نفسي. عندما فكّرت في الأمر لاحقاً أدركت أنني فعلاً تحدّثت بشكلٍ عرضيٍّ، ولم أُراعِ مشاعر الشخص المعنيّ، ولم أُفكّر في مدى تقبّل الآخرين لما سأقوله.

عندما درست الفا في تلك الليلة، اكتشفت جذور المشكلة. كان لدي ميل لأن أتصرف وكأنني كواعظة. كنتُ أحبّ تقديم النصيحة للآخرين، وكنتُ أعتبر نفسي متفوّقةً وواسعة المعرفة، وصاحبة أفكار صائبة، وذكيّة. كنت أعاني في الأصل من مشكلة أنانيّتي، لكنّني لطالما اعتقدت أنّني لست كذلك، وكثيراً ما أنصح زملائي الممارسين بالتخلّي عن "الذات" وعدم التعلّق بها.

كنت أعلم أنّه يجب عليّ التخلّي عن هذا التعلّق. لقد فرضته عليّ القوى القديمة خلال تعهّدي، ولم أدرك ذلك إلا الآن.

أظهرت والدتي (وهي ممارسة أيضاً) تعلّقها بـ"الذات" مؤخّراً ولم تتغيّر. كثيراً ما كانت أختي تشكو منها، لكنّني لم أنظر قطّ إلى داخلي. بل كنت أعتقد أنّ والدتي هي التي تعاني من مشكلة التعلّق بـ"الأنا" وأنّها تعتقد نفسها دائما على حقّ في كلّ شيء، وأنّ لها الكلمة الأخيرة دوْماً. اتّضح أنّ هذا كان انعكاساً لي كذلك، لكنّني لم أدرك أنه كان مرآة يفترض بي أن أرى نفسي فيها.

مؤخّراً قابلت العديد من الممارسين المتعلّقين بـ"الذات" مثلي كذلك. مهما تواصلنا، كانوا لا يستمعون إليّ. أصرّوا على أنهم على حقٍّ والآخرون على خطأ. يبدو أنّهم جميعاً كانوا يُذكّرونني بأنّ لديّ نفس التعلّق.

أشعر بالأسف لأنني أضعت الكثير من الفرص، ولم أبدأ في النظر إلى داخلي إلّا بعد سماع كلمات أختي الصريحة. أخذت وعداً على نفسي لتحسين ذاتي الأنانيّة وأُحرز تقدّمًا.