(Minghui.org) تعرّضت لإصابة خطيرة في ظهري إثر حادث وقع في أوائل الثمانينات. تعرّض حوضي للكسر، وتضرّرت أمعائي الدقيقة في عدّة أماكن. أصبت بالشلل وبقيت طريحة الفراش لأكثر من عام. تنقّلت بين عيادات الأطبّاء والمشافي كثيراً لعلّي أحصل على الشفاء. قال أطبّاء المستشفى أنّ أحد أعصاب العمود الفقري لديّ قد تضرّر، وكان الجزء السفلي من ساقي اليسرى مشلولاً والعضلات ضامرة، وكانت عضلات أسفل ساقي اليمنى ضامرة بشكل حادّ، ولم يكن لديّ قوّة عضليّة في أطرافي أبداً. بعد عدّة سنوات من العلاج، فقدت القدرة على العمل واحتجت إلى مساعدة من عائلتي في حياتي اليوميّة.

كنت أبحث عن أي وسيلة للشفاء لأكثر من عشر سنوات. درست الطبّ الصيني والغربي بمفردي، وقرأت كتبًا عن البوذيّة والمسيحيّة، ومارست عدّة أنواع من التشي غونغ. ولكن لم يساعدني شيء حقًّا، وبدأت أتساءل عن معنى الحياة. ثمّ اكتشفت الفالون دافا. لقد مكّنتني ممارسة الفالون دافا من التعافي وفهم الهدف الحقيقيّ من الحياة.

إن السبب الحقيقي وراء كتابتي لهذا المقال هو مشاركة بعض تجاربي قبل وبعد ممارسة الفالون دافا.

عانيت عندما كنت صغيرةً

لقد ولدت في الريف. عندما كنت في العاشرة من عمري، ذكرت صحيفة الشعب اليوميّة التابعة للحزب الشيوعي الصيني أنّ جميع القرى لديها حصّادات كبيرة وأدرجت صورة لمحصول يُزعم أنه "١٠,٠٠٠ رطل لكل مو" (أي ٦٠,٠٠٠ رطل لكل فدّان) من إنتاج الحبوب في مكان بارز.

من أجل تسليم ما تمّ ادعاءه بـ "الحصاد الكبير"، أُجبر الجميع في منطقتنا على تسليم كلّ حبوبهم، بما في ذلك البذور المخصّصة للزرع. كان الناس غاضبين لكنّهم لم يجرؤوا على قول أيّ شيء ولم يكن بإمكانهم إلّا التنهّد بحسرة. في الشتاء، كان الناس يأكلون لحاء الأشجار بعد أن استهلكوا جميع ما تبقى لديهم من حبوب النباتات البرية غير الصالحة للاستهلاك. بعضهم الآخر طحن قشور النخالة، وقشور القمح، وكوز الذرّة باستخدام مطحنة حجريّة وطبخوها؛ والبعض الآخر قام بإخراج الحنطة السوداء من وسائدهم وأكلها.

في أحد الأيام، أُغمِيَ عليَّ من شدة الجوع وبقيت فاقدةً للوعي لعدة أيام فوق سرير طيني ساخن. وعندما استعدت وعيي، كان جدي وأخي الصغير قد اختفيا . وعلمت فيما بعد أنّهما ماتا جوعاً. لقد كنت محظوظةً لأنّني بقيت على قيد الحياة. لقد اختلق الحزب الشيوعي الصيني عمداً أكاذيب "الحصاد الكبير" الذي أدّى إلى ثلاث سنوات من المجاعة في جميع أنحاء البلاد. لقد مات عشرات الملايين من الناس جوعاً، بينما زعم الحزب الشيوعي الصيني زوراً أنّ المجاعة كانت ناجمة عن كوارث طبيعيّة.

بعد إصابتي بجروح خطيرة في حادث في أوائل الثمانينات، بحثت عن استشارات طبّية في كلّ مكان لعلاج الألم الذي لم يكن يراوحني. لقد زرت أطباء مشهورين وخبراء وجربت جميع أنواع الأدويّة والوصفات الشعبيّة.

ولأنّني كنت ضعيفةً للغاية، فقد كنت أصاب بسهولة بنزلات البرد، والتي كانت غالبًا ما تؤدّي إلى حمّى منخفضة الحرارة ومزمنة. وكانت الأعراض الأخرى تأتي وتختفي أو تتفاقم.

لقد عالجتني عيادة محليّة يعمل بها أطبّاء متقاعدون معروفون لمدّة ستّة أشهر، ولكن لم يكن هناك تحسّن يُذكر. وفي النهاية، أخبروني بصدق أنّ الأعراض التي أعاني منها يصعب علاجها، ناهيك عن امتلاكي للعديد من الحالات المعقّدة. قالوا لي أنّ جهاز المناعة عندي ضعيف جداً، وإذا أصررنا على علاج ولو حالة واحدة من اصاباتي فمن الممكن أن تؤدّي الى تفاقم حالة أخرى وهذا يشبه هدم الجدار الشرقي لترميم الجدار الغربي. لم أتمكّن من العثور على علاج فعّال في كلّ البلاد.

استطاعت دافا أن تجيب على أسئلتي وأنهت معاناتي

خلال تلك السنوات، انتشرت أديان وأنواع مختلفة من التشي غونغ في جميع أنحاء البلاد. وفي محاولة منّي للتعافي، تعلّمت عدّة أنواع من التشي غونغ. وحصلت على عدّة شهادات، لكن أيًّا من هذه الممارسات لم تساعدني كثيراً.

في ربيع عام ١٩٩٧، تمّ إدخالي إلى المستشفى مرّة أخرى بسبب أعراض البرد المستمرّة. بعد أيّام قليلة من خروجي من المستشفى في أواخر شهر مايو، علمت أنّه سيتمّ عرض سلسلة من مقاطع فيديو لمحاضرات الفالون دافا في منطقتي. لذا ذهبت إلى صالة الاجتماعات بعد العشاء مع زملائي وانتظرت العرض بفارغ الصبر.

شعرت بالكثير من الأشياء تتحرّك بقوة داخل جبهتي وأنا أشاهد الفيديو. بعد المحاضرة الأولى، شعرت أنّني حصلت على إجابات للعديد من الأسئلة والألغاز التي كنت أبحث عنها طوال حياتي. كان الأمر وكأنّ أسئلتي المحدّدة قد تمّت الإجابة عليها. لكنني لم أرَ أو أسمع من قبل مثل هذه المبادئ العميقة والسهلة الفهم حول التعهّد.

لقد حرصت على مشاهدة كلّ محاضرات الفيديو، ثم استعرت نسخة من جوان فالون قرأتها في ثلاثة أيّام. لقد فهمت بشكل مبدئي أنّ الهدف الحقيقيّ من حياة الإنسان هو العودة إلى طبيعته الحقيقيّة وإلى موطنه الأصلي من خلال التعهّد، وليس البحث عن حياة سعيدة في العالم البشري. كنت سعيدةً بالحصول على الدافا، لكنّني ندمت أيضًا لأنّني حصلت عليها في وقت متأخّر جدًّا.

بعد مشاهدة محاضرات الفيديو، ذهبت في الصباح الباكر إلى موقع التمرين. مشيت بصعوبة بالغة على العكازات إلى ساحة الملعب، الذي كان يبعد ٢٠٠ متر فقط عن منزلي. كان جميع الممارسين هناك يرتدون أكمامًا قصيرة، بينما كنت أرتدي ملابس سميكة. تابعت التمرين الأوّل من بدايته، لكنّني بالكاد كنت أستطيع الوقوف، لذلك اتكأت على عمود كرة السلة وقمت بتقليد حركات الآخرين. لم أشعر بالتعب على الإطلاق رغم قيامي بالتمارين لمدة ساعة ونصف.

منذ ذلك الحين، أصبحت أذهب إلى موقع التدريب كلّ يوم لممارسة التمارين الجماعيّة. تدريجيًا، شعرت براحة كبيرة أثناء المشي على العكازات. لم أعد أتكئ على عمود كرة السلة للقيام بالتمارين. ارتديت نفس الملابس التي يرتديها الجميع ولم أرتد قبعة حتى في فصل الشتاء. اختفت أعراض البرد التي كان من الصعب جدًّا صدّها في الماضي ولم تعد تظهر.

في الماضي، عندما كان يهبّ نسيم بارد، كانت كتفي وركبتي ومفاصل يدي تؤلمني بشدّة، وكان الأمر يستغرق عدّة أيّام حتّى تهدأ رغم تناول الأدوية. الآن اختفت هذه الأعراض. وبدون أن ألاحظ ذلك، اختفت البقع الحمراء والإكزيما أيضًا، ولم يتبق سوى آثار طفيفة على الجلد لا غير. كنت أستطيع أن آكل أيّ شيء، وأنام جيّدًا، كما اختفى أيضًا الوهن العصبي ومشاكل المعدة.

قبل أن أبدأ ممارسة الفالون دافا، لم أكن أجرؤ على الخروج دون الكثير من التخطيط وأخذ كامل الاحتياطات بسبب حالتي التي لم تكن تسمح لي بالتحرك بحرّية. أما الآن بعد أن بدأت ممارسة الفالون دافا، أصبحت قادرة على الخروج للاستمتاع بالحياة والالتقاء بأقاربي وأصدقائي في جميع الفصول. شعر رئيسي وزملائي وأقاربي وأصدقائي جميعًا أن قوّة الشفاء في الفالون دافا مذهلة وانبهروا عندما رأوا التغييرات الجذريّة التي طرأت عليّ. بدأ أكثر من ٣٠ فرداً من أقاربي وأصدقائي وزملائي في العمل وزملاء الدراسة في ممارسة الفالون دافا.

الآخرون أشادوا بي بسبب التزامي بمبادئ الحقّ - الرّحمة - الصّبر

في ذلك الوقت، كانت جهة العمل تغطي نفقات العلاج الطبي للموظفين. تراوحت هذه المدفوعات من بضعة آلاف من اليوان إلى عشرات الآلاف من اليوان، دون احتساب تكاليف الاستشفاء. كان الجميع في وحدتنا يعلمون أنّ كلّ موظّف يحصل على تعويض عن نفقات العلاج له ولعائلته بأكملها، وأحيانًا حتّى لأقاربه وأصدقائه.

كانت الفكرة: "إنّها أموال الشركة على أيّ حال، فلماذا لا نستفيد منها". هذه المصاريف الطبية الضخمة كانت عبئًا كبيرًا على الإدارة، وظلت مشكلة مزمنة لسنوات. بعد أن بدأت ممارسة الفالون دافا، كنت الوحيدة التي لم تطلب أي تعويضات طبية.

قالت لي إحدى العاملات في قسم الماليّة ذات مرّة: "لقد فاتك الكثير. اذهبي لشراء بعض الأدوية وسنقوم بتعويضك". قلت: "أنت تعلمين أنّني دائمًا في صحّة جيّدة ولا أحتاج إلى تناول الدواء". قالت: "أعطيها لكبار السنّ في منزلك. اذهبي واشتري بعضها الآن". قلت: "أوّل مبدأ في ممارسة الفالون دافا هو أن يكون صادقًا. إذا اشتريت دواء لشخص آخر، فهذا ليس حقًا. أنا أعيش وفقًا لمعايير الحقّ - الرّحمة - الصّبر، وإذا كنت أتمتع بصحة جيدة فإن الفضل في هذا يعود لهذا السبب." عندها، نظرت إلي موظفتان في قسم المالية وقالتا في نفس الوقت بدهشة: "إنك تفوتين عليك الكثير من الأمور".

أحضر لي أحد الموظّفين فواتير أدويته وطلب منّي التقدّم بطلب للحصول على تعويض له. قلت له: "أنت تعرف أفضل من أيّ شخص كيف كانت صحّتي من قبل. الآن أنا خالية من الأمراض وأتمتّع بصحة جيّدة. وكلّ هذا يعود إلى اتّباعي لمبادئ الحقّ - الرّحمة - الصّبر ولكوني شخصًا جيّدًا. الحصول على تعويض لك تحت ذرائع كاذبة ليس ما يفعله الإنسان الصالح، أرجو أن تتفهم ذلك."

فردّ قائلاً بتنهيدة: "المجتمع اليوم سيّئ للغاية. هل يمكن أن يتغيّر هذا المجتمع إذا مارس الناس الفالون غونغ [المعروفة أيضًا باسم الفالون دافا]؟" فأجبته: “ممارسة فالون دافا لا تعالج الأمراض وتمنح الإنسان الصحة الجيدة فحسب، بل ترفع أيضًا من مستوى تفكيره وتحسن المجتمع.”

ثمّ أخبرته أنّ الناس توقّفوا عن الجشع والطمع بعد أن بدأوا ممارسة الدافا، بل إنّ بعضهم أعاد الأشياء التي أخذها سابقًا من مكان عمله. آخرون تغيرت عاداتهم السيئة، وتوقّفوا عن الغشّ، وأصبحوا جادّين ومسؤولين في عملهم. وتمكّن البعض الآخر من حلّ مشاكلهم العائلية مع حمواتهم أو زوجات أبنائهم، والآن أصبح الجميع ينسجمون معاً على وفاق تامّ.

طلب منّي لاحقًا موادّ لتوضيح الحقيقة ليقرأها بنفسه. وأشاد بالفالون دافا أمامي عدّة مرّات وأخبرني أن أنتبه لسلامتي وأن أتوخى الحذر.

آمل بصدق أن يفهم الناس الحقيقة حول الفالون دافا وألا ينخدعوا بأكاذيب الحزب الشيوعيّ الصينيّ حتى تتمكّن الدافا من إنقاذهم ويكون لهم مستقبل مشرق.