(Minghui.org) سيبلغ عمّي من العمر ٨٤ عامًا هذا العام. أصيب بسكتة دماغيّة منذ أكثر من عشر سنوات. حينها فقد معظم قدرته على الكلام وكان بالكاد قادرًا على نطق كلمة واحدة من حين لآخر، ونادرًا ما كان يقول جملة كاملة. ومع ذلك، بقي باستطاعته المشي باستخدام عصاه والاعتناء بنفسه.

في أوائل يناير ٢٠٢٤، اتّصل بي ابن عمي وقال لي أنّ عمّي أصيب بنوبة قلبيّة وتمّ نقله إلى المستشفى. وقال الطبيب أنّ حالته كانت حرجة للغاية لأنّه كبير في السّن وكذلك بسبب إصابته لجلطة دماغيّة في السابق. وطلب الطبيب من الأسرة أن تستعدّ للأسوأ. هرعنا أنا وزوجي إلى المستشفى.

عندما دخلت الرّدهة رأيت ابنة عمّي تهاتف شقيقيها. وقالت إنّ والدها في حالة حرجة وطلبت منهما أن يأتيا بسرعة. عندما دخلت غرفة المرضى، رأيت عمّي ممدّدًا على السرير وابنة أخته كانت تحتضنه. كانت شاشة تخطيط القلب بجانب السرير. وعلى الرّغم من أنّه كان يستعمل قناع الأكسجين، إلا أنّ جهاز المراقبة أظهر انخفاضًا ملحوظًا بالأكسجين في الدم. كان يرتجف، وكانت عيناه جاحتظين، وبدا وكأنه يعاني من ألم شديد.

وعندما رآني بدا وكأنّه يطلب المساعدة. كان الطّبيب والممرّضة يتناقشان مع العائلة حول نقله إلى وحدة العناية المركّزة. اغتنمت اللّحظة التي غادر فيها الطبيب، وتوجّهت بالقرب من عمّي وانحنيت. قلت له: "لا تخف، ردّد بسرعة أنّ الفالون دافا جيّدة!" طلبت المساعدة من المعلّم بصمت بينما كنت أردّد "فالون دافا جيّدة، والحقّ والرّحمة والصّبر مبادئ جيّدة". اعتقدت أنّه سيردد العبارات بصمت، لكنّه كان يتكلّم بصوت واضح، وكانت كل كلمة واضحة جدًا. فرحت من أجله وأخبرته ألّا يخاف وأن يستمرّ في ترديد الكلمات.

وبعد دقيقتين فقط، حدثت معجزة. توقّف عن الارتعاش ولم يعد يبدو خائفاً. ارتفعت سرعة تخطيط القلب على الشّاشة. عندما نظر الطّبيب إلى الأمر، وجد أنّه من غير المعقول أن يعود وضع عمّي إلى طبيعته بهذه السرعة، بعد أن كان في حالة احتضار ومشارفة على الموت. جاء طبيب وحدة العناية المركّزة وبعد أن فحص عمّي ونظر إلى جهاز تخطيط القلب، قرّر أنه ليس من الضروري نقله إلى وحدة العناية المركّزة.

وصل ابناه وأخبرتهما كيف تحسّن والدهما وكانا سعيدين. قبل أن أغادر، أخبرتهما أن يردّدا بإخلاص: "فالون دافا جيّدة، الحقّ والرّحمة والصّبر مبادئ جيّدة" وسيكونون مباركين. تعرف العائلة أنّ الفالون دافا جيّدة وانسحبت من الحزب الشيوعي الصيني. كانوا من الداعمين لدافا.

في الأسبوع الذي تلا الحادثة اتّصلت بابن عمّي لأسأله عن حالة أبيه. وقال أنّ والده خرج من المستشفى بعد أربعة أيّام من مغادرتي. أخبر الطبيب الأسرة مرّة أخرى أنّ الوضع لا ينبئ بخير، ولكن بشكل غير متوقّع، أصبح عمّي أفضل مع مرور كلّ يوم وتعافى تقريباً وعاد إلى حالته قبل دخوله المستشفى. لقد كنت سعيدة جدًا لسماع ذلك وكنت ممتنّة للمعلّم.

كان يوم ٢٩ يناير ٢٠٢٤ هو يوم عيد ميلاد عمّي. ذهبت إلى بلدتي للاحتفال هناك. سألت عمّي بصوتٍ عالٍ أمام أقاربنا وأصدقائنا: "هل شفيت بعد أن طلبت منك ترديد الفالون دافا جيّدة؟" ابتسم لي وأومأ برأسه. رأى الجميع ابتسامته الكبيرة.