(Minghui.org) بدأت ممارسة الفالون دافا عام ١٩٩٦، وتحسنت سريعاً في بيئة التعهّد الجماعية. انضممت كل يوم إلى التمارين الجماعية ومجموعات الدراسة، وكانت الحياة على ما يرام. عندما أتذكر تلك الأيام، أشعر بالسعادة.

لا تزال التجارب المعجزة للتخلّص من الكارما في المرحلة المبكرة من تعهّدي محفورةً في قلبي. لقد أثّرت فيّ بعمق، ولا أستطيع أن أنساها أبداً. إنها بمثابة شهادة على مدى عظمة الدافا، وتحفيز دائم لي، للقيام بعمل أفضل في مسار تعهّدي. وصف المعلّم ذات مرة مدى صعوبة العثور على دافا وممارستها. قد يبدو الأمر بمثابة صدفة في هذه الحياة. ولكن في الواقع، ربما كان الإنسان يستعد لذلك مسبقاً، خلال العديد من دورات الحياة وتحمّل الكثير من المحن. ينبغي علينا حقاً أن نعتزّ بذلك.

عندما قرأت الفالون غونغ للمرة الأولى، كان حماسي يتجاوز الوصف. إلى جانب قراءة كتب الدافا بشكل جدي، قضيت أيضاً الكثير من الوقت في حفظ تعاليم الدافا. بالإضافة إلى ذلك، انضممت إلى الممارسين الآخرين للدراسة الجماعية، والقيام بالتمارين كل يوم. ومع ذلك، ليس من السهل على الإنسان أن يتعهّد، نظراً للديون الكارمية الضخمة التي نحملها جميعاً.

في إحدى ليالي عام ١٩٩٧، بينما كنت نائماً، فوجئت بأني مستلقياً على الأرض. كان هناك صمت مخيّماً من حولي. ومن بعيد كان أحدهم يتحدث، ويقيس نبضي ويأخذ ضغط دمي. قال شخص يرتدي معطفاً أبيضاً بهدوء: لا بأس، إنّه الصرع؛ سيكون بخير قريباً." بعدها غبت عن الوعي مرّة أخرى.

عندما استيقظت لاحقاً، كان قد حلّ صباح اليوم التالي وكنت لا أزال مستلقياً على الأرض تحت الأغطية. عندما نظرت إلى السقف، لم أتمكّن من تذكّر ما حدث في الليلة السابقة. أخبرتني عائلتي أنه بعد عودتي من العمل إلى المنزل، فقدت الوعي فجأة، دون أي إنذار سقطت على الأرض، لأنه أغمي علي بشكل مفاجيء. اتصلوا بالإسعاف وخلص الطبيب إلى أنني مصاب بالصرع. ماذا؟ الصرع؟ الخبر صدمني.

ما هو الصرع؟ أتذكر ما رأيته عندما كنت طفلاً: شخص ملقىً على الأرض ومغطى بالتراب؛ جسده كله يرتعش ويلوب في شكل كرة. وكان بؤس الحالة يوقف شعر الرأس، وتقشعرّ له الأبدان. لم أتخيل أبداً في أبشع كوابيسي أنه يمكن أن تصيبني مثل هذه الكارما المرضية.

لقد ذكّرني الواقع القاسي للوضع فجأة ببعض التشوهات الجسدية التي لاحظتها. وعندما تم ربطها معاً، شكلت تفسيراً واضحاً. قبل ذلك ببضع سنوات، بدأت يدي اليسرى ترتعش لسبب غير مفهوم، ولم أستطع السيطرة عليها. حتى أنني استخدمت يدي اليمنى للإمساك بها بقوة، محاولاً منعها من الحركة، لكن دون جدوى. لم أستطع السيطرة عليها. ولكن بعد عدة ثواني عادت الأمور إلى طبيعتها، وكأن شيئاً لم يحدث.

لم أفهم ما كان يحدث، وشعرت بغرابة شديدة. وبما أن كلَّ شيء بدا طبيعياً بعد ذلك، فقد رفضت ما حصل. استمر هذا الوضع في الحدوث مرة فقط كل بضعة أشهر. مع مرور الوقت اعتدت على ذلك ولم آخذ الأمر على محمل الجد. الآن، أدركت أخيراً أنًّها كانت علامة على الصرع!

في مواجهة الواقع القاسي، لم يكن لديّ مكان للفرار، وكان عليّ أن أتحمله. بدأت بدراسة تعاليم دافا المتعلقة بكارما المرض. عندما يعيش المرء في العالم الدنيوي دون أن يكبح جماح نفسه في السعي وراء الشهرة، والربح، والمشاعر العاطفية، يمكن للمرء أن يُنافس، ويغشّ، ويضرّ، ويؤذي الآخرين. كيف يمكن للمرء ألاّ يولّد الكارما؟

لا شيء يحدث بالصدفة؛ لا يمكنني أن ألوم أحداً. كان عليّ أن أسدد كلّ ما ولّدته من كارما خلال الحيوات الماضية. إن القدرة على ممارسة الفالون دافا في هذه الحياة هي حقاً نعمة، على الرغم من تلك المصائب. طريقي الوحيد للخروج من هذا الوضع، كان اغتنام الفرصة لدراسة تعاليم دافا والقيام بالتمارين.

هناك عدة أنواع من الصرع، وهو حالة دماغية لها العديد من الأسباب والأعراض والعلاجات المختلفة. بما أن سبب المرض ينشأ في الدماغ، فمن الصعب علاجه. وفي أغلب الأحيان، يبقى مع الشخص لبقية حياته.

لم تزعجني الرجفة التي كانت تحدث في أطرافي في البداية. ومع تقدّم المرض، اشتد ارتعاش الأطراف. أصبح الارتعاش أكثر عنفاً وأصبحت مدته أطول بكثير.

ومع ذلك، مع التعمق في تعاليم دافا، وزيادة إيماني بدافا، لم يثقل الصرع عقلي. خلال تلك السنوات من القضاء على الكارما، لم يؤثر ذلك على عملي اليومي أو الدراسة الجماعية أو التمارين. لم يلاحظ الممارسون الآخرون أنني أعاني من مثل هذه الكارما المرضية.

الغريب أنه كلما حدثت نوبة، كان يحدث ذلك دائمًا بعد العمل أو في منتصف الليل أو خلال عطلة نهاية الأسبوع. أتذكر ذات مرة، بينما كنت على وشك الدخول الى فصل دراسي في التكنولوجيا، شعرت فجأة أن الكارما المرضية على وشك الهجوم. اختبأت بسرعة في زاوية لم يكن فيها أحد. وبعد دقيقة أو دقيقتين، ذهبت للمحاضرة كالمعتاد.

عندما كنت أشعر بأنني على وشك الإصابة بنوبة في وقت متأخر من الليل، كنت أختبئ بسرعة في الحمام حتى لا أزعج أفراد عائلتي - حاولت ألّا أسمح لهم برؤيتي في مثل هذه الحالة البائسة. لكن كارما المرض كان لها مجراها؛ تسببت التشنجات القوية في قدر كبير من الألم. لكن الألم الأسوأ هو الإرهاق العقلي الذي يعاني منه المرء نتيجة فقدان السيطرة على جسده.

أتذكر بوضوح أسوأ وآخر نوبة صرع مررت بها على الإطلاق. كان ذلك في وقت متأخر من إحدى ليالي عام ٢٠٠٢، عندما كنت أشعر بالسوء وكنت على وشك الإصابة بنوبة صرع أخرى. أسرعت إلى حبس نفسي في الحمام حتى لا أزعج عائلتي. عندما بدأت النوبة، بدأ الجانب الأيمن من جسدي يتشنج ويمتد تدريجياً إلى الجزء العلوي من الجسم. ثم أصبح الأمر أكثر قوةً وعنفاً، وسرعان ما انتشر في جميع أنحاء جسدي كله.

لا شعوريّاً حاولت يائساً أن أحافظ على توازن جسدي حتى لا أسقط. أدّى التشنج العنيف في الجزء العلوي من جسدي إلى تعطيل تنفسي. كنت ألهث بحثاً عن الهواء، وأشعر كأنني أختنق، وأوشك على الموت. الفكرة الوحيدة التي كانت تدور في ذهني هي أن هذه النوبة كانت تقضي على الكارما المرضية، وسأكون على ما يرام.

في تلك اللحظة، حدث شيء غير متوقع: بعد تلك الفكرة مباشرة، توقفت كل الارتعاشات في كامل جسدي بشكل مفاجئ، واختفت كارما المرض فجأة، تاركة شعوراً بالاسترخاء في جميع أنحاء جسدي. استرخى جسدي مثل بالون يتمّ تفريغه من الهواء، وتمكنت أخيراً من أخذ نفس عميق.

لقد غمرني شعور غير مسبوق بالإثارة وكأنني عائد من الموت. لا أستطيع أن أصدق ذلك بنفسي: هل كانت هذه هي النهاية؟ نهاية كارما المرض؟ يا للدهشة! وعلى الفور، غمرتني فرحة التغلّب على الكارما، والامتنان للمعلّم.

كان فهمي صحيحاً ونجحت في اجتياز الضيقة! لقد مرّ عشرون عاماً، ولم أعاني من نوبات صرع بعد ذلك. عندما أتذكر تجاربي، يرتجف قلبي، لأن ما مررت به مذهل للغاية ولا يصدق!

لقد أنارتني الفالون دافا بشأن كارما المرض، وأعطتني الشجاعة للتغلّب عليها، مما سمح لي بالقضاء على خوفي بواسطة الأفكار المستقيمة طوال المسار. امتناني للمعلّم يتجاوز ما تستطيع الكلمات التعبير عنه.

شكرا لك أيّها المعلّم لي!