(Minghui.org) وفقًا للمعلومات التي جمعها موقع مينغهوي، تمّ اعتقال أو مضايقة ما مجموعه ١٢١٩ من ممارسي الفالون غونغ بسبب إيمانهم في يوليو وأغسطس ٢٠٢٤.

الحالات الـ ١٢١٩تضمّنت ٥٧٩ اعتقالًا و٦٤٠ حالة تحرّش. حالات الاعتقال الـ ٥٧٩ تتضمّن ١٦٧ حالة وقعت في النصف الأول من عام ٢٠٢٤، و٢٧٧ في يوليو، و١١٢ في أغسطس، و٢٣ حالة في أشهر غير معروفة. وانخفضت حالات المضايقة من٦٤٠ إلى ٢٤٢ حالة في النصف الأول من العام، و٢٥٩ في يوليو، و١١٢ في أغسطس، و٢٧ حالة في أشهر غير معروفة. ويرجع التأخير في الإبلاغ في الغالب إلى الرقابة على المعلومات في الصين في ظل النظام الشيوعي، مما يجعل من الصعب على مراسلي مينغهوي جمع البيانات والتحقق منها وإرسالها إلى الموقع الإلكتروني. ويواجه الممارسون الذين عانوا من الاضطهاد بأنفسهم خطر الانتقام منهم إذا قاموا بتقديم التقارير عن الاضطهاد بأسمائهم الحقيقية.

ينتمي ١٢١٩ ممارسًا مستهدفًا إلى ٢٠ مقاطعة و٤ بلديات خاضعة لسيطرة مركزية (بكين وتيانجين وشانغهاي وتشونغتشينغ) ومنطقتين ذاتيتي الحكم (منغوليا الداخلية ونينغشيا). أبلغت خبي عن أكبر عدد من حالات الاعتقال والمضايقة مجتمعة حيث بلغ ٢٩٦ (٢٤.٣٪)، تليها ١٨٠ (١٤.٨٪) حالة في لياونينغ، و١٤٧ (١٢.١٪) في شاندونغ، و١١٢ (٩.٢٪) في جيلين. شكلت هذه المقاطعات الأربع ٦٠,٣٪ من إجمالي حالات الاضطهاد. سجلت ١٣ منطقة أخرى حالات مزدوجة الرقم بين ١٠ و٨٣. كانت المناطق التسع المتبقيّة بها حالات أحاديّة الرقم بين ٢ و٩.

ومن بين الممارسين المعتقلين، كان ما لا يقل عن ١٣٠ شخصًا يبلغون من العمر ٦٠ عامًا أو أكثر وقت اعتقالهم، بما في ذلك ٦١ ممارسٍ في الستينيات من العمر، و٥٦ ممارسٍ في السبعينيات من العمر، و١٢ في الثمانينيات من العمر، وممارس واحد يبلغ من العمر ٩١ عامًا. وكان ٦٩ من الممارسين الذين تعرّضوا للمضايقة يبلغون من العمر ٦٠ عامًا أو أكثر، مع ٢٤ ممارسًا في الستينيات من العمر، و٣٠ في السبعينيات من العمر، و١٥ في الثمانينيات من العمر (ثلاثة منهم يبلغون من العمر ٨٨ عامًا).

أولا: الاضطهاد في مختلف أنحاء البلاد

1. الاعتقالات الجماعية

وقعت عدة اعتقالات جماعية في يوليو ٢٠٢٤. ففي مدينة كونمينغ بمقاطعة يونان، تمّ اعتقال٢٥ من السكان المحليين في ٦ يوليو. ووفقا للمطلعين، أطلق على هذا الاعتقال الجماعي اسم "مشروع ٦,٦". وراقبت الشرطة الممارسين المستهدفين وجمعت الأدلة ضدهم لمدة ستة أشهر على الأقل قبل بدء العملية.

وفي ١٢ يوليو، وقعت اعتقالات جماعية في مدينة تشنغده بمقاطعة خبي ومقاطعة تشينغيوان بمقاطعة لياونينغ، حيث تمّ اعتقال تسعة وعشرة ممارسين على التوالي.

استيقظ السيد وانغ زيكسينغ من مقاطعة تشينغيوان على صوت طرق قوي على بابه في حوالي الساعة الخامسة صباحا يوم ١٢ يوليو. ففتح الباب، وإذ بضابطين يرتديان ملابس سوداء دفعاه جانباً لإفساح المجال لثمانية ضباط آخرين لاقتحام المنزل. وعندما جاءت زوجته إلى غرفة المعيشة للتحقّق من الوضع بعد سماع الضجّة، صُدمت لرؤية زوجها مقيدًا من قبل العديد من الضباط، بينما كان بقيّة رجال الشرطة يفتشون منزلهم. وعند رؤيتها، صرخوا عليها وأمروها بعدم التحرّك. وبعد الانتهاء من المداهمة على عجل، أخذت الشرطة السيد وانغ بعيدًا، وتركوا وراءهم فوضى عارمة.

عندما أخبرت عائلة السيد وانغ والده البالغ من العمر ٨٣ عامًا باعتقاله في الأول من أغسطس، أصرّ الرجل الحزين على الذهاب إلى قسم الشرطة للمطالبة بالإفراج عن طفله الوحيد، ولكن دون جدوى. وبعد قضاء ليلتين مضطربتين، توفي الرجل المسن فجأة في مساء الثالث من أغسطس. تقدمت زوجة السيد وانغ بطلب للإفراج عن زوجها بكفالة لحضور جنازة والده، لكن الشرطة رفضته.

ب) الاعتقالات الصادرة من وكالات الشرطة غير المكلّفة بحجّة التحدّث عن الفالون غونغ أمام جموع الناس

السيدة تشيو هونغ مي والسيدة لي هونغلي، وهما عاملتان متقاعدتان من حقل شينجلي للنفط في مدينة دونغ ينغ بمقاطعة شاندونغ، كانتا في إجازة في إحدى المدن السياحيّة في مقاطعة لونغشينغ بمقاطعة قوانغشي، في ١٣ مايو ٢٠٢٤. وتحدثتا إلى أشخاص في المدينة عن الفالون غونغ أثناء وجودهما هناك وتمّ اعتقالهما نتيجة لذلك. واحتُجزتا في معتقل قريب من لونغشينغ وحُرمتا من الزيارات العائلية. سافرت شرطة لونغشينغ أكثر من ١٢٠٠ ميل إلى منزليهما في مدينة دونغ ينغ في ٢١ مايو وداهمت منزليهما. وهما الآن تواجهان الملاحقة القضائية في لونغشينغ.

كما اعتقلت السيدة يو كوانفانغ، وهي من مواليد مدينة بينغزهو بمقاطعة سيتشوان، في أواخر يوليو ٢٠٢٤ في جنوب غرب الصين وتم نقلها إلى مركز احتجاز في مدينة ليجيانغ بمقاطعة يوننان. وقد نشأت محنتها من اعتقال سابق في ٢١ أبريل ٢٠٢٣، أثناء زيارة عائلة ابنتها في ليجيانغ. واشتبهت الشرطة في أنها توزع منشورات الفالون غونغ واحتجزتها لمدة ١٥ يومًا. واستمرّت الشرطة في مراقبة أنشطتها اليومية ولم تسمح لها بالخروج دون رقابة بعد إطلاق سراحها بكفالة في ٥ مايو ٢٠٢٣. وسرعان ما عادت إلى منزلها في بينجتشو. وبسبب المضايقات المستمرة، أُجبرت على العيش بعيدًا عن المنزل، ثم أُعيد اعتقالها مرة أخرى بعد أشهر.

ثانياً: محاولات إسكات أولئك الذين يفضحون الاضطهاد

كما ذكرنا أعلاه، غالبًا ما يتعرّض ممارسو الفالون غونغ للانتقام عندما يقومون بنشر رواياتهم عن الاضطهاد على الانترنت. وكانت هذه هي الحال مع السيدة شيه شياوتينغ، وهي طالبة جامعية في حرم جامعة قوانغدونغ للصيدلة في مدينة تشونغشان. وقد اعتقلت في وقت سابق من هذا العام في ٩ يناير، لإزالة ملصق يلطّخ سمعة الفالون غونغ من لوحة إعلانات في الحرم الجامعي. عملت الشرطة مع قيادة المدرسة لاستجوابها وأمرتها بالتخلي عن إيمانها بالفالون غونغ، وهددت بطردها إذا لم تمتثل. بعد إطلاق سراحها، ضايقتها السلطات بشكل متكرر.

لاحظت السيدة شي أن موظفي مكتب إدارة السكن الجامعي وضباط شرطة الحرم الجامعي يلاحقونها عندما ذهبت إلى الكافتيريا والمكتبة الجامعية يومي ٤ و٥ يونيو ٢٠٢٤. وعندما كانت تحضر درسًا صباحيًا في اليوم التالي، تم استدعاؤها إلى مكتب مستشار المدرسة ثم تم نقلها إلى مركز الشرطة المحلي. قدمت الشرطة مقال مينغهوي حول اضطهادها السابق وسألتها من كتب التقرير. قالت إن الشرطة هي التي اعتقلتها تعسفيًا في المقام الأول، ولماذا هم خائفين من كشفها للحقيقة. تناوب ضباط شرطة مختلفون وإدارة الجامعة و"خبراء غسل الدماغ" على التحدّث إلى السيدة شي، وما زالوا يحاولون إجبارها على كتابة بيان للتخلّي عن الفالون غونغ. ظلّت ثابتة على إيمانها. هددت الشرطة باعتقالها مرة أخرى في حال رأوا تقارير على موقع مينغهوي مرة أخرى عنها ،وإدراجهم على أنهم الجناة.

وفي حالة أخرى، استُهدِفت السيدة ليو كونغ، المقيمة في مدينة هولوداو بمقاطعة لياونينغ، بسبب سعيها لإطلاق سراح زوجها السيد لوان تشانجهوي، وهو مهندس بحري كبير في السنّ يقضي عقوبة بالسجن لمدة أربع سنوات لممارسة الفالون غونغ. وقد مثلت زوجها كمدافعة عن الأسرة في محاكمته، كما عملت بلا كلل على استئنافه بعد إدانته.

وقد قدمت السيدة ليو طلبًا لإعادة النظر في الحكم الجائر الصادر بحق زوجها بعد أن تمّ رفض استئنافه. وفي انتظار النتيجة، اعتُقِلَت في ١٢ يوليو ٢٠٢٤، بعد أن خدعتها الشرطة لفتح الباب بالتظاهر بأنهم جارتها في الطابق السفلي. وعند مداهمة منزلها، لم تأخذ الشرطة أغراضها المتعلّقة بالفالون غونغ فحسب، بل أخذت أيضًا المواد القانونية التي أعدتها لقضية زوجها. وهي الآن تواجه الملاحقة القضائية هي بنفسها. والداها وأختها الكبرى، اللذان يعيشان حاليًا في اليابان، يطالبان بالإفراج الفوري عنها.

ثالثاً: "تشويه سمعتهم وإفلاسهم ماليًا وتدميرهم جسديًا"

أ) العنف الذي تمارسه الشرطة أثناء الاعتقالات

وبما أن "تدميرهم جسديًا" يُعدّ أحد سياسات الاضطهاد الثلاث، فإن الشرطة كانت تتفاخر غالبًا بأنه إذا تعرض الممارسون للتعذيب حتى الموت، فيمكنهم تبرير وفاتهم والإبلاغ عنه على أنه انتحار. ونتيجة لهذا، لا تتردد الشرطة في استخدام التعذيب لمحاولة إجبار الممارسين على الاستسلام بعد اعتقالهم.

أضربت السيدة شو تشينغيان، البالغة من العمر ٦٦ عامًا والمقيمة في مدينة جينتشو بمقاطعة لياونينغ، عن الطعام احتجاجًا على اعتقالها التعسّفي بعد أن تمّ اعتقالها في ١٣ أبريل ٢٠٢٤. أخذها الحراس إلى المستشفى لإطعامها قسراً كل يوم. وهي الآن هزيلة، وعاجزة عن السيطرة على التبوّل ، كما أنها أصبحت مشلولة. حذرتها الممرضة الرئيسية المسؤولة عن حالتها من أنها لن تعيش سوى أيام قليلة.

وبدلاً من إطلاق سراحها، حاولت الشرطة إخضاعها لعملية جراحية حتى يتمكنوا من احتجازها لفترة أطول. ورفضت أسرتها التوقيع على أنهم يتحمّلون مسؤوليّة الموافقة على الجراحة. واستأجرت الشرطة مساعدًا لرعايتها في المستشفى كما قدّمت قضيتها إلى النيابة العامة لطلب مقاضاتها.

بعد يوم واحد من اعتقال السيدة شو، في جينتشو أيضًا، اعتقلت السيدة منغ تشونينغ ونقلت إلى المستشفى لإجراء فحص جسدي كما هي الإجراءات الروتينيّة من قبل مركز الاحتجاز المحلي. عندما رفضت إعطاء عينة بول، سحب ثلاثة ضباط من الذكور بنطالها ودفعوها لأسفل على مقعد المرحاض، ثم أجروا عليها قسطرة لجمع عينة البول الخاصة بها. ونتيجة للعنف الحاصل ضدّها أصيبت فخذها اليمنى من الداخل بكدمات شديدة بعد أن ركلتها الشرطة أثناء اعتقالها.

في مدينة شيانغتان بمقاطعة هونان، أفادت امرأة تبلغ من العمر ٧١ عامًا بأنها تعرضت للضرب من قبل سبعة ضباط من الذكور، بعد اعتقالها في ٢١ مايو ٢٠٢٤. من أجل جمع عينة دم السيدة لي منغجون وبصمات الأصابع وبصمات الأقدام ودرجة حرارة الجسم، أمسك سبعة ضباط بذراعيها وساقيها بالقوة وضغطوا أصابعها على آلة القياسات الحيوية. استغرق الأمر من الشرطة عدة ساعات لجمع كل ما يحتاجون إليه. كما أخذوا أنبوبين صغيرين من الدم منها رغماً عنها.

في الحادي عشر من مايو ٢٠٢٤، حضرت الشرطة من مدينة تشاويانغ، مقاطعة لياونينغ، إلى مطبعة السيد لان تشينج تشونغ في مدينة تشيفنغ، منغوليا الداخلية، بعد اكتشافها أنه كان يزوّد زوجين في مدينة تشاويانغ بمطبوعات تتحدّث عن الفالون غونغ، السيد هي هونغ جون والسيدة فو وينهوي. نهبت الشرطة متجر السيد لان، وصادرت أربع طابعات، وجهازي كمبيوتر، و٣٢٠ ألف يوان نقدًا من السيد لان، و١٢٠ ألف يوان نقدًا من السيد هي وزوجته. وعندما جاء زبونان أثناء المداهمة، أمرتهما الشرطة بشتم مؤسّس الفالون غونغ. رفض الزبونان الامتثال وتمّ احتجازهما لبضع ساعات.

أثناء نقل السيد لان إلى تشاويانغ (على بعد حوالي ١٠٠ ميل من تشيفنغ) بعد الظهر، أبقت الشرطة يديه مقيّدتين. وضربه أحد الضباط على رأسه ووجهه حتى سال الدم من فمه. ثم مسحوا الدم لتغطية الضرب. وعندما اتصل السيد لان بأسرته بعد الظهر، لاحظوا أنه كان يعاني من خلل في الكلام ويعاني لمجرّد التعبير عن نفسه. وقال أنه شعر بالتعب الشديد، وخاصة في رأسه. كما فقد يومها القدرة على تحريك أطرافه جزئيّاً.

لم تستخدم الشرطة أموال السيد لان فقط لدفع تكاليف الفحص البدني، بل وأيضًا لدفع رسوم الطريق السريع في طريقهم إلى تشاويانغ. وقد تبين أنه أصيب بسكتة دماغية وضغط دم انقباضي بلغ ١٩٥ ملم زئبق (مع العلم أن الحدّ الطبيعي لا يجب أن يزيد على ١٢٠ ملم زئبق). ومع ذلك، أعلن الطبيب الذي أجرى الفحص أن صحته جيّدة و يمكن أن يتعرّض للاحتجاز. وتمّ إدخاله إلى مركز احتجاز مدينة تشاويانغ وهو الآن يواجه المحاكمة.

ب) رفض منحها معاشًا تقاعديًا وإعانة للدخل المنخفض وفرصة للعمل

منذ أن بدأ النظام الشيوعي الصيني في اضطهاد الفالون غونغ في يوليو ١٩٩٩، اعتقلت السيدة غاو جيه، وهي معلمة سابقة في مدرسة ابتدائية تبلغ من العمر ٦٦ عامًا في تشونغتشينغ، بسبب تمسّكها بإيمانها حوالي عشر مرات. خشي زوجها التورط مع الشرطة فطلّقها. كافحت ابنتهما لتتمكن من الالتحاق بالجامعة. تعرض والدا السيدة غاو للمضايقات من قبل الشرطة وتوفيا في محنة.

عندما أُطلق سراح السيدة غاو في ٣ يناير ٢٠٢٤، بعد إكمال فترة سجنها الثانية، حُرمت من راتب إعانة ذوي الدخل المحدود، وواجهت أيضًا مضايقات مستمرة من الشرطة عندما حاولت العثور على وظائف مؤقّتة لكسب لقمة العيش.

في أوائل مارس ٢٠٢٤، وبعد أيام قليلة من بدء عملها كمساعدة رعاية شخصية لمعلمة متقاعدة، تحرشت بها السلطات في منزل صاحبة عملها. ولم يكن أمامها بديل سوى ترك وظيفتها. ثم حصلت على وظيفة أخرى كمساعدة رعاية شخصية لعائلة في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان، على بعد أكثر من ٢٠٠ ميل، فقط ليتم اعتقالها مرة أخرى بعد أسبوعين وإصدار أمر لها بمغادرة تشنغدو. وعادت إلى منزلها في ٣١ مارس ٢٠٢٤.

وجدت السيدة جاو وظيفة أخرى كمساعدة منزلية في تشونغتشينغ في منتصف يوليو ٢٠٢٤. وبعد أن علمت الشرطة بذلك، بدأت في مراقبتها.

تم اعتقال السيدة غاو في ٢٤ يوليو ٢٠٢٤، فقط لأنها أخرجت ورقة نقدية بقيمة ٢٠ يوان لدفع ثمن مشترياتها، عندما لاحظ رجال الشرطة الذين يراقبونها رسالة تتعلّق بالفالون غونغ مطبوعة على الفاتورة. حاليّاً مكان وجودها غير معروف للأسف.

السيدة تشاو شيانتشانغ، ٥٤ عاماً، المقيمة في مدينة قوانغهان بمقاطعة سيتشوان، قضت محكوميّتين في معسكرين للعمل القسري لمدة إجمالية خمس سنوات (٢٠٠٠-٢٠٠٢ و٢٠٠٤-٢٠٠٧) منذ بدء اضطهاد الفالون غونغ في عام ١٩٩٩. وقد طردها صاحب مدرسة قوانغشان الثالثة للفترة الإعداديّة بعد فترة وجيزة من اعتقالها في يونيو ٢٠٠٤. كما قاموا بإلغاء سنوات خدمتها في صيغة حساب معاشها التقاعدي المستقبلي، الأمر الذي تركها في الأساس بدون معاش تقاعدي.

وبعد أن أكملت السيدة تشاو فترة العمل القسري الثانية في عام ٢٠٠٧، بدأت معركتها الشاقة لاستعادة وظيفتها وإعادة سنوات خدمتها الى حساب معاشها التقاعدي. ولم يرفض مجلس التعليم طلباتها المتكررة فحسب، بل ألغى أيضًا رخصة التدريس الخاصة بها. بل وأبلغوا الشرطة عنها عندما طلبت العودة إلى وظيفتها مرة أخرى في عام ٢٠٢٣. وقامت الشرطة بتركيب كاميرا مراقبة وكلّفت أشخاصاً في سيارات أو سيرًا على الأقدام لمراقبتها، وهذه المراقبة مستمرّة حتى يومنا هذا.

كتبت السيدة تشاو إلى مكتب استئناف مدينة قوانغهان في ١٦ يناير ٢٠٢٤ وإلى حاكم مقاطعة سيتشوان في ٩ مايو ٢٠٢٤، طالبة إعانة الدخل المحدود ومزايا التقاعد [حيث كانت تقترب من سن التقاعد ٥٥ عامًا للمعلمات في الصين]. تمّ إرسال خطاباتها إلى حكومة بلدة شيانغيانغ المحلية، والتي ردت عليها في رسالة نصية في ٣ يوليو ٢٠٢٤.

جاء في رد الحكومة النصي: "لقد تلقينا خطابك من مكتب المحافظ وسنرد الآن على تساؤلاتك. بعد إطلاق سراحك من معسكر العمل القسري، أجرت هيئة التعليم محادثات متعددة معك في محاولة منها أن تساعدك على التوقّف عن ممارسة الفالون غونغ. لكنّكِ رفضت المساعدة وشرعت هيئة التعليم في إلغاء ترخيصك كمعلّمة. قبل إعادة حساب معاش التقاعد السنويّة التي تنظّمها لجنة الشوارع المحلية، تقدمْتِ بطلب للحصول على إعانة الدخل المحدود مع المدير آنذاك يين داكسيانج. أوضح المدير يين أنه يجب عليك كتابة بيان للتخلي عن ممارسة الفالون غونغ. لكنّكِ رفضت الامتثال وبالتالي تمّ رفض طلب الإعانة. نظرًا لأنه تم فصلك وتمّ مسح سنوات خدمتك بعد إجبارك على العمل القسري، لم نتمكن من معالجة طلب التقاعد الخاص بك. حاليّاً ونظرًا لأنك لم تفقدي قدرتك على العمل، فلا يمكننا منحك إعانات الإعاقة أيضًا ".

لا يوجد قانون في الصين يجرم الفالون غونغ. لم يكن ينبغي للسيدة تشاو أن تُجبر على العمل القسري في المقام الأول، ناهيك عن طردها من وظيفتها ومحو سنوات خدمتها في حساب المعاش التقاعدي. وهي تكافح الآن من أجل العيش.

ج) عائلات الممارسين المضطهدين معًا؛ توريط أفراد الأسرة غير الممارسين

بعد أن تم تقديم الفالون غونغ للجمهور في الصين منذ عام ١٩٩٢، انتشر بسرعة في جميع أنحاء البلاد، حيث أصبح يمارسها العديد من الأفراد في نفس الأسرة. بعد بدء الاضطهاد، غالبًا ما كان يتم استهداف أفراد هذه الأسرة بالجملة بسبب تمسكهم بإيمانهم المشترك. كما توريط بعض أفراد أسرهم الآخرين الذين لا يمارسون الفالون غونغ.

السيد وي ينغ شين، ٨٥ عاماً، هو باحث في العلوم الدوائيّة متقاعد من شركة بايونشان للأدوية في مدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ. كما عمل ذات مرة كباحث في الأكاديمية الصينية لإدارة العلوم. وقد تعرض هو وزوجته السيدة وان مينغ ينغ للاستهداف بشكل متكرر على مدى العقدين الماضيين بسبب ممارستهما للفالون غونغ. وقد حُكم عليه سابقاً بالسجن لمدة أربع سنوات بعد اعتقاله في عام ٢٠٠٥ وتعرضه لتعذيب وحشي في سجن يانغجيانغ. ولم يُسمح له برؤية والدته للمرة الأخيرة عندما توفيت عن عمر يناهز ٩٧ عاماً في عام ٢٠٠٨. وكافح ابنه الأصغر أن يتقبّل فكرة سجنه ولكنه أصيب بالاكتئاب السريري.

تعرض الزوجان العجوزان للمضايقة مرة أخرى في ١٩ يونيو ٢٠٢٤، عندما طرق أربعة ضباط باب منزلهما لمدة ساعة متواصلة. وبمجرد دخول الشرطة، بدأ أحدهم في تصوير الزوجين بالفيديو.

علم الزوجان من ابنتهما، التي زارتهما حوالي الساعة ٨ مساءً، أن الشرطة حضرت إلى منزلها قبل مضايقة والديها. وأمرت ابنها بأخذهما إلى منزل أجداده. شعر المراهق بالرعب واتصل بوالده، الذي حذر الشرطة على الهاتف من أنه سيقاضيهم إذا حدث أي شيء للصبي.

ثم قالت ابنة الزوجين أن شقيقها سيأتي ليأخذهما بعد قليل، حيث اتصلت الشرطة أيضًا بالابن الأكبر للزوجين المسنين وأمرته بأخذ والديه إلى مركز الشرطة بحلول الساعة ٩ مساءً. أرسل السيد وي على الفور رسالة نصية لابنه يطلب منه عدم الامتثال للشرطة، حيث لم يخالف والديه أي قانون في ممارسة حقهما الدستوري في حرية المعتقد. كما طلب من ابنه إحالة الشرطة إليه إذا اتصلوا به مرة أخرى. استجاب ابنه لنصيحته، لكنه تلقى مكالمة أخرى من الشرطة في اليوم التالي، تحثه مرة أخرى على اصطحاب والديه إلى مركز الشرطة. حاول السيد وي الاتصال بالشرطة بنفسه، لكن دون جدوى.

زارته ابنته وزوجها في ١٦ يوليو ٢٠٢٤، وقالا إن الشرطة ضايقتهما مرة أخرى في الليلة السابقة. وهددت الشرطة بتعريض وظائفهما وتعليم ابنهما الجامعي في المستقبل للخطر إذا رفضا العمل معهم لحمل السيد وي وزوجته على التخلّي عن الفالون غونغ.

في مدينة شينغنينغ بمقاطعة قوانغدونغ، تم اعتقال زوجين آخرين، السيد لي تشوزونغ والسيدة لياو يوان تشون، في ١٩ أبريل ٢٠٢٤. قامت الشرطة بفتح باب جانبي، واستبدلت القفل الأصلي وأغلقت الباب الأمامي. لفترة طويلة بعد اعتقالهما، استمرت الشرطة في العودة لتفتيش المكان. كما رفضت الشرطة منح زيارات عائليّة للزوجين ولم تسمح لعائلتهما بإدخال الملابس لهما.

الزوجان لديهما ابنة واحدة فقط، كانت قد حصلت لتوّها على وظيفة بعد تخرجها من الكلية. على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، شهدت اعتقالات متعددة لوالديها وعاشت في بيئة من الخوف. كان عليها أن تبقى مع أقاربها عندما يتم اعتقال والديها. بعد اعتقال الزوجين الأخير، استمرت الشرطة في الضغط على أقاربهم للحصول على رقم هاتف الشابة. اتصلوا بها لاحقًا وسألوها عما إذا كان والداها على اتصال بممارسين آخرين أو حتى ما إذا كان لديها صديق. ولرعبها أصيبت بفقدان الوزن بسرعة.

أصيب السيد لي بحالة صحّية خطيرة في يوليو وهو محتجز حاليًا في عزلة في المستشفى. يُجبر على تناول أدوية السل والسكري ثلاث مرات في اليوم.

د) المراقبة المستمرة والمضايقة بعد ١٥ عامًا من السجن

تعرضت السيدة هوانغ تشنغلان، وهي مقيمة في تشونغتشينغ تبلغ من العمر ٦١ عامًا، لمضايقات ومراقبة مستمرة منذ أن أكملت محكوميّة سجنها الثالثة في يوليو ٢٠٢٣ لممارسة الفالون غونغ.

قامت شرطة لجنة الشوارع المحلية بتثبيت كاميرتين فيديو أمام باب السيدة هوانغ في يوليو ٢٠٢٣، مباشرة بعد إطلاق سراحها من السجن. كما أحضر ليو يي من لجنة الشوارع الشرطة إلى منزلها عدة مرات لمضايقتها.

في ٩ أبريل ٢٠٢٤، قامت المحكمة المحلّية بتجميد مبلغ٥٠٠٠ يوان من حساب السيدة هوانغ المصرفي لتغطية الغرامة التي فرضت عليها عندما حُكم عليها بالسجن للمرة الثالثة بعد اعتقالها في ديسمبر ٢٠٢٠. كان هذا المبلغ عبارة عن معونات حكوميّة تراكمت خلال السنوات الأربع الماضية تعطى للأهالي الذين لديهم طفل واحد فقط. وبسبب هذا، اضطرت السيدة هوانغ إلى القيام بوظائف متفرّقة لتأمين معيشتها.

حضرت السيدة هوانغ جنازة حماتها السابقة في ٢٠ يوليو ٢٠٢٤، عندما تبعها مسؤولو القرية ومسؤول حكومي في شبكة الخطوط الحديدية طوال الطريق إلى هناك. غضب ضيوف الجنازة وقال أحدهم، "هؤلاء المسؤولون لا يعرفون سوى التنمر على الناس الطيبين!"

تبع الثلاثي السيدة هوانغ إلى منزلها بعد الجنازة.

تقارير ذات صلة:

٢٧١٤ من ممارسي الفالون غونغ تم اعتقالهم أو مضايقتهم بسبب إيمانهم في النصف الأول من عام ٢٠٢٤

تقارير مقدّمة في شهري مارس وأبريل ٢٠٢٤ : تم اعتقال أو مضايقة ١٠٣١ من ممارسي الفالون غونغ بسبب إيمانهم

تقارير مقدّمة في شهري يناير وفبراير ٢٠٢٤: تم اعتقال أو مضايقة ٣١٠ من ممارسي الفالون غونغ بسبب إيمانهم