(Minghui.org) عندما يأخذ أسلوب حياتنا المنشغل استراحة غير متوقّعة ويتوقّف فجأة بسبب حدثٍ لا مفرّ منه، يبدو الأمر كما لو أنّ الوقت نفسه قد أخذ يطول بطريقة أو بأخرى. ربّما لم يعد لدينا ذلك الملجأ الذي دائماً نفرّ إليه، وربّما أنّه أصلاً لا يجدر بنا أن نكون بذلك المكان في تلك اللحظة.
وبمجرّد أن يتباطأ إيقاع حياتنا، فإنّه يتيح لنا مزيدًا من الوقت لإيلاء المزيد من الاهتمام لإنسانيّتنا في المجتمع، والسّماح لعقولنا بالتّفكير، والتّساؤل - حقًا، ما الهدف من كلّ هذا السّعي والمطاردة؟ لماذا نركض، وماذا نطارد؟ ماذا سنستخلص من كلّ ذلك في النّهاية؟ هل هناك أيّ هدف للحياة على الإطلاق؟
إنه سؤالٌ قديمٌ قدم الأزل ومحاولات الإجابة عليه هي أيضاً تعود إلى ماضٍ سحيقٍ جداً. وعلى وجه الخصوص، فإنّ الحضارة الصّينية، باعتبارها واحدة من أقدم الحضارات وأطولها عمرا على هذا الكوكب، قد حصلت على نصيبها العادل من تلك المحاولات.
منذ العصور القديمة، حاول الشّعب الصّيني فهم الكون، والجسم البشري، والحياة نفسها بطرق متنوّعة، مع العديد من المحاولات في مجال الميتافيزياء والرّوحانيات. وقد تمّت مكافأتهم على جهودهم من خلال العديد من الظّواهر غير العاديّة التي يمكن العثور عليها بشكلّ متكرّر عبر سجلّات التّاريخ الصّيني.

زمن الرّوحانيات العريق
يتمتّع التشيغونغ (أسلوب في تعهّد الطاقة) بتاريخ طويل في الصّين. من ووشينسي (أسلوب مرح الحيوانات الخمسة) لهوا تو إلى تايجيغوان (مصارعة تاي تشي) لتشانغ سان فنغ - من باغوا القديمة (رسومات المثّلثات الثمانية)، جويي (كتاب التحوّلات)، وهوانغدي نيجينغ (التعاليم السّريّة لإمبراطور العرق الأصفر) إلى الممارسات المختلفة للبوذيّة والطاويّة، كانت كلّ فترة زمنيّة في حضارة الصّين التي يبلغ عمرها ٥٠٠٠ عام منغمسة في البحث في الرّوحانيّات.
وقد توقّف كلّ هذا بعد أن استولى الحزب الشّيوعي على السّلطة في منتصف القرن العشرين. وخوفاً من أيّ معارضة إيديولوجية، قام الحزب بتشويه سمعة كلّ هذه الآثار الرّوحية ووصفها بأنّها "خرافات من العصور المظلمة" وأدانها خلال الثّورة الثقافيّة.
لكن العادات القديمة لا تُنسى بسهولة، كما أنّ آلاف السّنين من التّقاليد لا يمكن استئصالها بسهولة من قلوب النّاس.

موجة التشيغونغ وتأسّس الفالون دافا
في أواخر السّبعينات، اجتاحت الصّين موجة من الاهتمام بالخوارق عندما ظهر على السّاحة أفراد معيّنون يتمتّعون بقدرات خارقة. يمكن لهؤلاء الأشخاص قراءة الحروف الصّينية بآذانهم أو التحكّم بالأشياء و تحريكها عن بُعد، ممّا أثار إعجاب عامّة الناّس. ظهرت دراسة الرّوحانيات مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة تحت راية العلم كفرع من فروع البحث: اقترح مجموعة من العلماء الصّينيين إنشاء مجال جديدٍ من العلوم يُسمّى "علم الجسم البشري"، وتمّت دراسة التشيغونغ في هذا المجال باعتباره شكل من أشكال "علم جديد".
وُلدت العديد من ممارسات تشيغونغ في هذا الوقت، ومن أشهرها الفالون غونغ - أو الفالون دافا.
الفالون دافا هي توجيه روحي في مدرسة بوذا، أسّسها المعلّم لي هونغجي، والتي تسترشد بالخصائص الكونيّة المتمثّلة في "الحقّ والرّحمة والصّبر".تشمل هذه الممارسة القيام خمس تمارين تّأمل بسيطة ورّائعة. كونها نظامًا يتعهّد العقل والجسد، فهي تتيح للممارسين الوصول إلى حالة من الصّحة البدنيّة والعقليّة خلال فترة زمنيّة قصيرة.
بدأ السيد لي هونغجي تدريس الفالون غونغ لعامّة النّاس في مايو من عام ١٩٩٢، وسرعان ما تمّ الاعتراف بهذه الممارسة كمدرسة مرموقة تابعة مباشرة لجمعيّة البحث العلمي الصّينية كتشيغونغ في سبتمبر من نفس العام.
لقد مرّ ما يقرب ثلاثين سنة على موجة انتشار التشيغونغ ونشر السيد لي هونغجي للفالون غونغ للعموم. على الرّغم من كلّ القفزات والإنجازات التكنولوجية التي حقّقناها منذ ذلك الحين، تظلّ أسرار الحياة والكون أسئلة أساسيّة في قلوب بعض النّاس.
ولعلّ بعض هذه الأحداث الخارقة التي سنتلوها أدناه يمكن أن تكون بمثابة إرشاد لأيّ شخص يبحث عن إجابات لأسئلته.

اختفاء ورم لدى امرأة

اصطحب السيد لي هونغجي بعضًا من تلاميذه للمشاركة في المعرض الشرقي للصحّة الذي أقيم في بكين عام ١٩٩٢، حيث قدّم العلاج المجاني للأشخاص الذين طلبوا المساعدة.

في أحد الأيّام، جاءت امرأة في منتصف العمر إلى جناح الفالون غونغ. كانت مريضة جدًا وكان عليها أن تتكئ على ذراع زوجها. وتبيّن أنّها مصابة بورم في بطنها؛ وكان بطنها أكبر من بطن إمرأة في شهرها التّاسع من الحمل. وبما أنّ المستشفيات لم تعد قادرة على مساعدتها، فقد جاءت هي وزوجها إلى المعرض كملاذ أخير.

قام السيد لي هونغجي بإيماءة كما لو كان يصل إلى مكان ما ويخرج شيئًا ما. وعلى الفور، انكمش بطنها، وعادت إلى شكلها الطبيعي. يمكن لسروالها الآن أن يتّسع لشخصين!

لقد ذُهل النّاس في المكان وصمتوا بسبب ما شهدوه. عندما عادوا أخيرا إلى رشدهم، كان هناك موجة من التّصفيق المدوّي. هرع المتفرّجون من المنصّات الأخرى لمعرفة سبب الضّجة.

كان الزّوجان مُذهليَن تمامًا لما حدث للتو. لقد كانوا ممتنين لدرجة أنّهم ركعوا على الفور وانحنوا لشكر السّيد لي، الذي ساعدهم بابتسامة لطيفة.

وكتب الزّوجان رسالة شكر على الفور وسلّموها إلى اللّجنة المنظّمة للمعرض.

حتّى أنّ لي روسونغ، المدير العام للمعرض، قرأ الرّسالة بصوت عالٍ عبر نظام البثّ. معلنا فيها "كان أوّل خطاب تقدير تلقّيناه في مدح الفالون غونغ، وقد تلقّت الفالون غونغ أكبر عدد من رسائل التّقدير!".

نُقل عن البروفيسور جيانغ شيويغوي، كبير مستشاري المعرض، قوله: "لقد رأيت شخصيًا العديد من المعجزات التي قام بها المعلّم لي هونغجي في المعرض، وأعتقد أنّ الفالون غونغ تستحقّ لقب "نجم تشيغونغ". وأنا بصفتي المستشار الرّئيسي في المعرض، أودّ أن أنصح الجميع ب تعلّم الفالون غونغ."

وذكرت إحدى ممارسات الفالون غونغ، التي تعلّمت هذه الممارسة بعد أن سمعت عنها في المعرض، تجاربها.

وقالت: "يمكن للمعلّم لي أن يساعد المريض على التخلّص من الألم بإشارة من يده، وقد شفي الكثير من النّاس".

ومع انتشار الأخبار عما حدث في المعرض، سرعان ما أثارت حركة الفالون غونغ ضجّة كبيرة في بكين.

تمّت دعوة المعلّم لي هونغجي والفالون غونغ لحضور معرض الصّحة الشّرقي لعام ١٩٩٣ في العام التالي وتمّ تكريمهما بجائزتين - "جائزة علم جديد متقدّم" و"معلّم تشيغونغ الأكثر شهرة من قبل العموم" من قبل لجنة تقييم المعرض.


جوائز للسّيد لي هونغجي

تقدير وجوائز من وزارة الأمن العام الصّينية

عقدت وزارة الإعلام الصّينية ووزارة الأمن العام المؤتمر الوطني الثالث لتكريم الأفراد المتقدّمين الذين يخدمون العدالة وينقذون الأشخاص المعرّضين للخطر في أغسطس ١٩٩٣. وفي هذا الحدث، دعوا السّيد لي هونغجي لتقديم العلاج المجاني لمئة ممثل من الحاضرين في المؤتمر. أعطت العلاجات نتائج ملحوظة.

وتقديرًا لمساهمة السّيد لي المذهلة، كتبت وزارة الأمن العامّ رسالة تقدير إلى جمعيّة التشيغونغ الصّينية للبحث العلمي في ٣١ أغسطس، قالت فيها:

" تمّت دعوة السّيد لي هونغجي بشكل خاصّ إلى وزارة الأمن العام في ٢٤ أغسطس لتقديم العلاج لوانغ فانغ (الوزير السّابق للوزارة). في ٣٠ أغسطس، قاد السّيد لي هونغجي أيضًا مجموعة من ممارسي الفالون غونغ إلى المؤتمر لتقديم العلاج لما يصل إلى ١٠٠ ممثل، وقد لاقت الفعّالية الرائعة للعلاج استحسانًا واسع النطاق.

“بعض الذين تلقّوا العلاج كانوا يعانون من أمراض خلّفتها إصابات السكاكين والعيارات النارية. وبعد العلاج، اختفت جميع الأعراض على الفور مثل الألم والشلل والتعب المزمن. أولئك الذين يعانون من أمراض الدماغ تعافوا وأصبحوا صافيي الذّهن بعد العلاج. وقد تمّ شفاؤهم من أعراضهم، مثل الصّداع والدّوار.

"تمّ شفاء بعض الأشخاص من الأورام على الفور. وخرجت بعض حصوات المرارة خلال ٢٤ ساعة. كان البعض يعاني من أمراض المعدة أو أمراض القلب أو التهاب المفاصل. وبعد العلاج، تمّ تخليصهم جميعًا من الأعراض على الفور. …… لذلك، تودّ مؤسّستنا أن تعرب عن خالص امتناننا لكم (في إشارة إلى رئيس مجلس الإدارة)، وإلى مختلف قادّة جمعيّتكم، وإلى السّيد لي هونغجي."


رسالة شكر من مؤسّسة "إحقاق العدالة وإنقاذ الأشخاص المعرّضين للخطر" التابعة لوزارة الأمن العامّ

نشرت صحيفة الأمن العام الشعبية التي تديرها وزارة الأمن العام تقريرًا خاصًا في ٢١ سبتمبر ١٩٩٣، بعنوان "قدمت الفالون غونغ العلاج للأفراد ذوي الرُتب العالية الذين يدعمون العدالة ويدافعون عن الأشخاص المعرضين للخطر"، قائلة إن هؤلاءالمسؤولين شهدوا "تحسّنًا ملحوظًا بعد العلاج."


منظّمة الأمن العام الشّعبية تؤكّد إنجازات الفالون غونغ وقد منحت مؤسّسة دعم العدالة وإنقاذ الأشخاص المعرّضين للخطر التّابعة لوزارة الأمن العامّ شهادة الشّرف للسّيد لي هونغجي في ٢٧ ديسمبر ١٩٩٣.

تحقيق أجراه مكتب وزارة الرّياضة الحكومي الصّيني
في مايو من عام ١٩٩٨، ذهب مدير مكتب وزارة الرّياضة الحكومي الصّيني آنذاك إلى مدينة تشانغتشون في مقاطعة جيلين، حيث تمّ تدريس الفالون غونغ لأوّل مرّة، لإجراء تحقيق في هذه الممارسة. شاهد مجموعة من الممارسين يقومون بتمارين الفالون غونغ في إحدى السّاحات، والتي تمّ بثّها في الأخبار الوطنيّة في نفس المساء. واستمرّ البرنامج حوالي عشر دقائق.
في سبتمبر ١٩٩٨، أجرى مكتب وزارة الرّياضة الحكومي دراسة استقصائيّة شملت ١٢٥٥٣ ممارس للفالون غونغ ووجد أن معدّل الشّفاء من الأمراض كان ٧٧٫٥٪. هذا، إلى جانب ٢٠٫٤٪ من الممارسين الذين أفصحوا عن تحسّن في صحّتهم العامّة، إضافة إلى ٩٧٫٩٪ من الممارسين الذين أبلغوا عن نتائج مفيدة من الفالون غونغ.
وقد وفّر كلّ شخص شملته الدراسة أكثر من ١٧٠٠ يوان من الفواتير العلاجات الطبيّة سنويًا في المتوسّط. وبلغ إجمالي الادّخار السّنوي لجميع المشاركين في الدراسة أكثر من ٢١ مليون يوان. وكان عدد كبير من الذين شملتهم الدراسة مرضى يعانون من أمراض مزمنة. لقد تمكّنوا جميعًا من استعادة صحّتهم من خلال ممارسة الفالون غونغ.

ردود الفعل من النّاس من جميع مناحي الحياة

منذ انتشارها في عام ١٩٩٢، أثبتت الفالون غونغ فعاليّة مذهلة في شفاء النّاس والحفاظ على لياقتهم. بعض مرضى السّرطان تعافوا أيضًا بعد أن بدؤوا بممارسة الفالون غونغ وتصرّفوا وفقًا لمبادئ الحقّ والرّحمة والصّبر دون الالتجاء إلى المستشفيات.

كان مغنّي الأوبرا الشّهير السيد غوان غيمن يعاني من أمراض مختلفة.

وقال: "تمّ تشخيص إصابتي بالتهاب الكبد الوبائي (ب) وإصابتي بمراحل مبكّرة من تليّف الكبد في عام ١٩٨٣". "تناولت الكثير من الأدوية وعولجت في مستشفيات مختلفة، لكن لا شيء كان نافعاً. لاحقًا، جرّبت أنواعًا مختلفة من ممارسات تشيغونغ، لكن حالتي لم تتحسّن كثيرًا أيضًا.

"شعرت أنّني وصلت إلى طريق مسدود. لذلك بدأت بالبحث عن ممارسات أفضل، وفي النّهاية وجدت الفالون غونغ. بالنّسبة لي، كانت عبارة "الصّحة الجيّدة" مجرّد حلم بعيد المنال في الماضي، ولكن الآن يمكنني حقًا العيش بصحّة جيّدة على مستوى العقل والجسد على حد سواء.


مغنّي الأوبرا الشهير السيد غوان جيمين

السيد لي كيهوا هو عضو قديم في الحزب الشيوعي انضمّ إلى الجيش الأحمر في عام ١٩٣١. وقبل تقاعده، كان السيد لي كيهوا مديرًا للجامعة الطّبية الثّانية لجيش التّحرير الشّعبي (PLA)، ومفوّض وزارة الصّحة في جيش التّحرير الشّعبي الصّيني، الإدارة العامّة للخدمات اللوجستية، ورئيس المستشفى العامّ لجيش التّحرير الشّعبي.

عانت زوجة السيد لي من أمراض خطيرة لعقود من الزّمن، لكنّها تعافت تمامًا بعد وقت قصير من بدء ممارسة الفالون غونغ. لقد كان معجبًا جدًا بقدرة الفالون غونغ العلاجيّة المعجزة لدرجة أنّه بدأ في ممارسة الفالون غونغ بنفسه في عام ١٩٩٣. ولم يمض وقت طويل حتى اختفت مشاكلّه الصحّية أيضًا. واستطاع أن يرتقي بتفكيره إلى مستوى أعلى.

وكتب ما يلي في مقال بعنوان "إنّ المبادئ ليست نقطة الانطلاق للبحث العلمي والعلم يحتاج إلى الاستكشاف والعمل أكثر":

"لقد كانت فرصة وثروة ثمينة بالنّسبة لنا الحصول على تعاليم الدافا للسّيد لي هونغجي في شيخوختنا. وفي نفس الوقت، لدينا أمنية. نتمنّى أن يتمكّن كلّ من رفاقنا وزملائنا المسنّنين ورؤسائنا، وكذلك الأشخاص في منتصف العمر، وجيل الشّباب، وحتّى الأجيال الأصغر سنّا، من التّخلص من المفاهيم "الثابتة" و"المترسخة" وقراءة كتاب جوان فالون وممارسة تمارين الفالون غونغ. وبعد ذلك، يمكنك أن ترى بنفسك ما إذا كان هناك أيّة حقيقة فيما نقوله نحن كبار السنّ.


السيد لي كيهوا، الرئيس السّابق للمستشفى العامّ لجيش التحرير الشعبي (صورة من شبكة الانترنت)

تقارير من وسائل الإعلام

نشرت صحيفة تشاينا إيكونوميك تايمز تقريراً طويلا في ١٠ يوليو ١٩٩٨ بعنوان "أستطيع الوقوف الآن!" كانت قصّة عن شيه شيوفين، ربّة بيت في هاندان بمقاطعة خبي. لقد أصيبت بالشّلل وبقيت طريحة الفراش لمدّة ستّة عشر عامًا قبل أن تتعافى بأعجوبة وتتمكّن من المشي مرّة أخرى بعد ممارسة الفالون غونغ.

تقرير في تشاينا ايكونوميك تايمزصحيفة شباب الصّين اليومية: مهرجان الحياة

استخدمت صحيفة تشاينا يوث ديلي عنوان "مهرجان الحياة" في وصفها للسّلوك المثالي لـ ١٥٠٠ من ممارسي الفالون غونغ في حفل افتتاح مهرجان الرّياضة الآسيوي الذي أقيم في شينيانغ في ٢٨ أغسطس ١٩٩٨. ويتناول المقال أيضًا التّفاصيل حول آثار الشّفاء المعجزة لهذه الممارسة.

موكب الفالون غونغ في حفل افتتاح مهرجان شينيانغ الرّياضي الآسيوي في عام ١٩٩٨
أخبار يانجتشينج المسّائية: فالون غونغ لجميع الأعمار

في ١٠ نوفمبر ١٩٩٨، نشرت صحيفة "يانجتشينج إيفيننج نيوز" الصّينية تقريرًا عن ممارسة صباحيّة واسعة النّطاق لخمسة آلاف من ممارسي الفالون غونغ في مقبرة شهداء قوانغتشو ومواقع أخرى تحت عنوان "فالون غونغ لجميع الأعمار".

وأفادت أيضًا أن لين تشانيينغ، المُحاسِبة في شركة قوانغتشو ديوي للجلود التي عانت من شلل وخَدْرٍ بنسبة ٧٠٪ في جسدها وسلس البول، تعافت تمامًا بعد ممارسة الفالون غونغ. بحلول وقت كتابة المقال، بدت بصحّة جيّدة للغاية وذات بشرة ورديّة، ويمكنها تحريك أطرافها بحريّة.

تضمن التّقرير صورًا لرجل يبلغ من العمر ٩٣ عامًا وطفل يبلغ من العمر عامين يمارسان الفالون غونغ، وقال إنّ هناك ما يقرب من ٢٥٠ ألف شخص يمارسون الفالون غونغ في غوانغدونغ في ذلك الوقت. وشدّد التّقرير أيضًا على أنّه لا توجد تكلفة لتعلّم الفالون غونغ وأنّ جميع التّمارين يتمّ تدريسها بواسطة مساعدين متطوّعين.

شهدت وسائل الإعلام الصّينية السمات النبيلة لممارسي الفالون غونغ

وبما أنّ ممارسي الفالون غونغ يهتمّون بتنمية طبيعتهم الأخلاقيّة، فقد رُويت قصص قيامهم بأعمال صالحة واحدة تلو الأخرى. كما شهدت وسائل الإعلام الصّينية بعض الحالات الفرديّة.

في ١٧ مارس ١٩٩٧، نشرت صحيفة "داليان ديلي" قصّة بعنوان: "رجل عجوز مجهول يقدم مساهمات". كان الأمر يتعلّق برجل مسنّ يُدعى شنغ ليجيان قضّى عامًا كاملاً في إصلاح أربعة شوارع قصيرة - يزيد طولها الإجمالي على واحد كيلومتر - للقرويّين المحليّين بنفسه. عندما سأله النّاس لأيّ مكتب عمل ينتمي وكم ستكلّف الإصلاحات، قال الرّجل العجوز: "أنا من ممارسي الفالون غونغ. أريد فقط أن أفعل شيئًا جيّدًا للجميع.

نُشرت رسالة في قسم "رسالة إلى المحرّر" بصحيفة بكين ديلي في ١٦ فبراير ١٩٩٨، حول مدح شخص مجهول في بكين. تبرّع هذا الشخص بمبلغ ٨٠ ألف يوان لمعهد البحوث الكيميائية التاّبع لشركة لانجو الكيميائية لأعمال البحوث في المنطقة الشماليّة الغربيّة، و ١٠,٠٠٠ يوان أخرى لفرع لانغفانغ التاّبع لمعهد أبحاث اكتشاف وتطوير البترول الصّيني.

قال المتبرّع إنّه اكتسب مفاهيم جديدة حول معنى الحياة، وحول المساعي الإنسانيّة، وحول تحسين الطّبيعة الأخلاقيّة بعد أنّ بدأ ممارسة الفالون غونغ، وأنّه قرّر تقديم مثل هذه التبرّعات بناءً على مفاهيمه الجديدة. كما قدّمت محطةّ إذاعة شعب بكين برنامجًا مدّته ساعة عن القصّة والفالون غونغ بشكل عامّ.

في ٢١ فبراير ١٩٩٨، ذكرت صحيفة داليان إيفيننج نيوز أنّ يوان هونغكون، وهو طالب في أكاديميّة داليان البحريّة، أنقذ طفلاً سقط في نهر بعمق ثلاثة أمتار من خلال حفرة في الجليد في ١٤ فبراير. وقد تمّ تكريمه باعتباره بطلاً من قبل السّكان المحليّين وحصل على وسام الشرف من الدّرجة الثانية من الأكاديمية. كان يوان هونغكون يمارس الفالون غونغ لمدّة عامين في ذلك الوقت.

في النّصف الثاني من عام ١٩٩٨، أجرى بعض الكوادر المتقاعدين بقيادة تشياو شي، الرّئيس السّابق للمجلس الوطني لنوابّ الشّعب الصّيني، تحقيقا مفصّلًا عن الفالون غونغ، والذي استغرق عدّة أشهر. وتوصّلوا إلى هذا الاستنتاج في نهاية تحقيقهم: "إنّ الفالون غونغ يجلب فوائد كثيرة للبلاد والشّعب، ولا يسبّب أيّ ضرر على الإطلاق".

تصريحات من جميع أنحاء العالم
لقد انتشرت الفالون غونغ الآن في أكثر من ١٠٠ دولة ومنطقة في العالم وتلقّت أكثر من ٣٠٠٠ إعلان وقرار ورسالة دعم من جميع أنحاء العالم. تمّ ترشيح السّيد لي هونغجي، مؤسّس الفالون غونغ، لجائزة نوبل للسّلام أربع مرّات على التّوالي. تمّت ترجمة كتاب جوان فالون إلى أكثر من ٤٠ لغة وتمّ نشره في جميع أنحاء العالم.
إلى جانب البرّ الرّئيسي للصّين، أجرى الباحثون في أمريكا الشّمالية وتايوان وروسيا والعديد من الأماكن الأخرى تحقيقات مكثّفة ودراسات منهجيّة حول الحالات الجسديّة والعقليّة لممارسي الفالون غونغ.
لقد وجد باحثون من أمريكا الشّمالية عدّة ظواهر بارزة لدى ممارسي الفالون غونغ:
١) يتمّ تعزيز قدرة مناعة الكريّات البيض (النيوتروفيل) الخاصّة بالممارسين، وهي نوع من خلايا الدّم البيضاء التي تحمينا من العدوى، كما يتمّ زيادة دورة حياتها.
٢) مع زيادة نشاط هذه الكريّات البيض، يحتاج بعض الممارسين فقط من ٢٠٪ إلى ٣٠٪ من الكميّة الطبيعيّة من الخلايا العدلة للحفاظ على نفس مستوى قوّة المناعة الذي يتمتّع به غير الممارسين الأصحّاء، مما يقلّل أيضًا العبء على نخاع العظم لدى الممارسين. لإنتاج الخلايا العدلة.
٣) يعمل جهاز المناعة لدى الإنسان كسيفٍ ذو حدّين. يمكن أن يقتل مسبّبات الأمراض ويحمي الجسم، ولكن إذا كان نشطًا جدًا، فقد يسبّب التهابًا مفرطًا أو تفاعلات حساسيّة في جسم الإنسان. ومع ذلك، فإنّ العدلات الخاصّة بممارسي الفالون غونغ تعيش لفترة أطول في غياب الالتهاب، كما أنّ لديها وظيفة ابتلاع بكتيريا، ممّا يساعد على حماية الجسم. عندما يحدث الالتهاب، تموت العدلات بسرعة، وبالتّالي تمنع جهاز المناعة من مهاجمة نفسه.
فيما يتعلّق بأبحاث مجال الطّاقة، وجد الباحثون في أمريكا الشّمالية أن مواقع ممارسة الفالون غونغ يمكن أن تزيد من وتيرة حركة الخلايا العضليّة المعزولة للقلب (خلايا عضلة القلب) بنسبة ٣٥-١١١٪، أي أنّ مجال الطّاقة في مواقع ممارسة الفالون غونغ يعزّز بشكل كبير النّشاط الحركي للخلايا العضليّة القلبيّة.

الخاتمة
على مرّ العصور، كان البشر يتوقون دائمًا إلى عالم طيّب. وتتجاوز هذه الرّغبة حواجز البلدان والفوارق الحضارية والأقاليم- وتنعكس اليوم في مبادئ الحقّ والرّحمة والصّبر.
بفضل تأثيراتها غير العاديّة، برزت الفالون غونغ سريعًا وسط أكثر من ألف ممارسة تشيغونغ في ذلك الوقت. وقد انتشرت بشكل سريع، لا سيّما عن طريق الخطاب الشّفهي عن طريق أولئك الذين استفادوا من هذه الممارسة. مع مشاركة المزيد من الأشخاص لتجاربهم في ممارسة الفالون غونغ، انضمّ المزيد والمزيد إلى هذه الممارسة.
وكلّما زاد عدد الأشخاص الذين يبدؤون هذه الممارسة، سيصبح عالمنا مكانًا أكثر طيبة، وسنجد لحياتنا معنى أعمق.
يمكنكم العثور على أحدث المعلومات حول الفالون غونغ والرّوايات المباشرة من الممارسين على موقع مينغهوي.