(Minghui.org) عقدت مدرسة مينغهوي بكندا في منطقة ماركهام بتورنتو مؤتمرها الثالث للفا في ٢٩ يونيو ٢٠٢٥. شارك ثمانية عشر من تلاميذ الدافا الصغار، ومدرّسان، ووالدان، حيث تبادلوا تجاربهم في تعهّد الدافا.
في عالم يسوده الجهل والمعاناة، غالبًا ما يفسد الناس بالتيّارات الحديثة ويصبحون أنانيّين. لكن أطفال مدرسة مينغهوي يسبحون عكس التيار لتنمية عقولهم، ومعاملة الآخرين بلطف.
كيف يفعلون ذلك؟ في المؤتمر، شارك الأطفال تجاربهم في الحفاظ على رباطة جأشهم والتغلّب على التحديات في مواجهة الصراعات والإغراءات والمحن. في الوقت نفسه، شارك المدرّسون وأولياء الأمور، الذين يسعون إلى تطوير أنفسهم من خلال توجيه الأطفال، كيف حرصوا على خلق بيئة صحّية لتعهّد الأطفال والسعي المستمر بتطوير أنفسهم.
انعقاد مدرسة مينغهوي في كندا بنجاح مؤتمرها الثالث للفا.
مشاركة المدرّسين وطلاب مدرسة مينغهوي تجاربهم.
زيشيانغ قادر على تحمّل المشقّةيبذل زيشيانغ جهدًا كبيرًا لتحسين مرونته، ويأمل أن يصبح راقصًا في فرقة شين يون عندما يكبر.
زيشيانغ (شون)، البالغ من العمر ثماني سنوات، يتعلّم الرقص منذ خمس سنوات. وللتدرب على أداء رقصة "الشقلبة"، عليه أن يتكئ على الحائط ويباعد بين ساقيه بزاوية ١٨٠ درجة. في البداية، لم يستطع فعل ذلك. عندما ساعده والده على مباعدة ساقيه، بكى من الألم.
سأله والده إن كان يريد الاستسلام، لكن شون أجاب: "لا". قال والده: "إذا توقّفت الآن، ستتوقّف ساقاك عن الألم فورًا". قال شون: "سأثابر".
اقترح والده أن يتلوا معًا إحدى قصائد المعلم لي، "تقوية الإرادة" من كتاب هونغ يين. بعد تلاوتها لأوّل مرّة، ازداد ألم ساقي شون وبكى بشدة، لكن والده ردّد القصيدة مرارًا وتكرارًا.
بكى شون وهو يتلو كلمات المعلم مع والده، ولكن تدريجيّاً شعر فجأةً بأنّ الألم في ساقيه بدأ يتلاشى حتى أصبحتا مرتاحتين. التفت إلى والده وقال: "يمكنك أن تضغط أكثر قليلاً". في تلك الليلة، أحرز تقدّمًا كبيرًا واخترق حواجزه التي كانت تمنعه من التقدّم.
يتدرّب شون أيضًا على القفز. قال: "في البداية، كان من الصعب القفز ولو لمرّة واحدة، وبعد عشر قفزات، لم أكن أستطيع فعل المزيد وأتعب تماماً. لكنّني تذكّرت قصة الماء الذي يقطر على الحجر ويثقبه، ممّا ألهمني للتدرّب يوميًّا. انتقلت من القدرة على القفز ٣٠٠ مرة إلى ٦٠٠ مرة، والآن أستطيع القفز بسهولة ألف مرّة. كانت هناك أوقات أردت فيها التراخي والاستسلام، لكنّني ثابرت لأنّ حلمي هو أن أرقص مع فرقة شين يون".
ييشوان لم يعد مهووسًا بكسب المال
تغلّب ألين على تعلّقه بكسب المال.
في هذا العام، نما لدى ييشوان (ألين)، البالغ من العمر تسع سنوات، اهتمامٌ مفاجئٌ ببيع الأشياء لكسب المال. أخذ ألعابه إلى المدرسة وعرضها للبيع. في البداية، لم يكن لديه سوى تشكيلة ألعاب محدودة، فلم يكن هناك إقبال كبير.
بعد ذلك بدأ يبادل الألعاب مع زملائه في الصف، ويبيعها بأسعار أعلى، واستخدم العائد لشراء ألعاب جديدة. كان يفكر يوميًّا في كيفيّة جني المزيد من المال، ممّا صعّب عليه التركيز على دروسه ومنعه من أداء واجباته المدرسية.
في أحد الأيام، أدرك ألين فجأةً أنّه مخطئ. قال: "أنا ممارس، ويجب أن أكون منصفًا في المعاملة. لا يمكنني رفع الأسعار لمجرّد الربح وإلا سأفقد فضيلتي". بعد هذا الإدراك، أعاد كلّ ما كسبه إلى زملائه.
آيمي تريد التحسّن
بعد أن تحسّنت، توقّفت آمي عن التباهي بمشترياتها الجديدة أمام زملائها.
كانت الطفلة آيمي، ٧ سنوات، في طريقها إلى المدرسة تردد قصيدة"على الخيول" لهان يو مع أختها ووالدتها. فجأة، شعرت برغبة في تلاوتها بمفردها. ومع ذلك، واجهت صعوبة في تذكّر الأبيات. ضحكت أختها وقالت: "أنتِ فقط تريدين التباهي". أدركت آمي أنّ رغبتها في إبهار الآخرين كانت قويّة جدًّا، ممّا أعاق قدرتها على حفظ القصيدة.
كثيرة ما كانت آمي تأخذ أشياء جميلة من المنزل إلى المدرسة للتباهي بها، على أمل أن يُعجب بها زملاؤها. مؤخّرًا، فكّرت في إحضار حافظة أقلام جميلة إلى المدرسة مرّة أخرى للتباهي بها. لكنّها غيّرت رأيها بعد أن فكّرت: "لا أستطيع التباهي مرّة أخرى"، وفي تلك اللحظة، قرّرت السيطرة على اندفاعها لمحاولة إبهار الناس.
قالت آمي: "في السابق، كنت أنانيّة ولا أفكّر إلا في نفسي. الآن، أريد أن أفكّر في الآخرين". مؤخّرًا، اشترت والدتها علبتي غداء، إحداهما عليها رسومات سناجب والأخرى عليها أوراق شجر. أعجبت كلٌّ من آمي وأختها بعلبة غداء السنجاب، ولكن عندما رأت آمي أن أختها تريدها، أعطتها إيّاها. وعندما لاحظت أختها أنّ آمي أعجبت بها أيضًا، أعادت علبة غداء السنجاب من تلقاء نفسها.
تأثّر الجمهور بشدة
وقد أثّرت تجارب التعهّد التي خاضها الأطفال والمدرّسين وأولياء الأمور في الجمهور، وشارك العديد منهم مشاعرهم وتأثّرهم بعد المؤتمر.
تعتقد السيّدة وانغ، التي تمارس الدافا منذ ٢٧عامًا، أنّ مدرسة مينغهوي توفّر بيئة تعهّد جيّدة للبالغين والأطفال على حدّ سواء. وقالت: "تساعد هذه المدرسة المدرّسين والأطفال على مواصلة التعهّد. فهي تساعدهم على معرفة كيفيّة التعهّد وكيفيّة استخدام الفا كمرشد في حياتهم".
تعتقد السيّدة بانغ، وهي مدرّسة منذ ٣٠ عامًا، أنّ المدرّسين في مدرسة مينغهوي لا فقط يؤدّون واجباتهم التقليديّة في "غرس القيم الأخلاقيّة والتعليم وحلّ المشكلات"، بل يتعهّدون أيضًا أنفسهم من خلال ممارسة الدافا.
تشعر السيدة بانغ بالسعادة لأنّ الأطفال يستطيعون ممارسة الدافا. وقالت: "في هذه السنّ المبكّرة، تعلّم الأطفال النظر إلى أنفسهم وفهم كيفيّة استيعاب مبادئ الحقّ - الرّحمة – الصّبر هو أمرٌ مذهلٌ حقاً. وهذا مفيد جدًّا لهم".
كانت سيرينا سعيدة جدًا بحضور المؤتمر. وقالت إنّ الاستماع إلى حديث الممارسين الصغار عن التعهّد ذكّرها بضرورة الاهتمام بإزالة تعلّقاتها الشخصيّة. ذكرت: "تحدّثوا عن التأمل والتمارين، بل ويستطيعون القيام بكلٍّ منهما لمدّة ساعة، أشعر بالتشجيع والإلهام".
وأضاف السيد يوان: "لقد تمكّنوا من وصف الصعوبات التي واجهوها في حياتهم وفي المدرسة ببساطة وصدق، ثم تحدّثوا عن التحسينات التي أدخلوها على أنفسهم في مجال التعهّد. كان هذا مصدر إلهام لي، وذكّرني بالتأمل في ذاتي وتعلّم التواصل مع الآخرين عندما أواجه مشاكل في العمل".
كانت هذه هي المرّة الثانية التي تحضر فيها إيزابيلا، وهي أم لطفلين، مؤتمرًا لتبادل التجارب في مدرسة مينغهوي. وتحدّثت عن تقدّم أطفالها خلال العام الماضي قائلة: "توفر مدرسة مينغهوي بيئة تعهّد ممتازة. يدرسون الفا ويمارسون التمارين معًا، وهذا يمنحهم فهمًا أعمق للدافا. يمكنك أن ترى من خلال كلماتهم اليوم أنّ تعاليم فا المعلّم تساعدهم على مواجهة الصعوبات والتعامل معها بشكل أفضل، وعلى فهم مبادئ الإنسانيّة بشكل أفضل".
قالت ماسي: "بينما كنتُ أستمع للأطفال، أدركتُ أنّهم قادرون على التحدّث عن نظرتهم الداخليّة من منظور الممارس، وهي صفةٌ نادرة وثمينة يصعب العثور عليها. في الوقت نفسه، يشجّعهم المدرّسون في المدرسة على اتباع تعاليم الحقّ - الرّحمة - الصّبر، ويذكّرونهم بأن يكونوا صالحين في المدرسة وفي حياتهم اليوميّة. هذا التركيز على الاستقامة والسلوك الحسن لا يقدّران بثمن."
حقوق النشر © ١٩٩٩-٢٠٢٥ Minghui.org. جميع الحقوق محفوظة.