(Minghui.org) بمناسبة اليوم العالمي السادس والعشرين للفالون دافا، أودّ أن أخبركم كيف استفدت من ممارسة الدافا.
كنت في المدرسة الثانوية عندما بدأت ممارسة الفالون دافا مع والدي في عام ٢٠٠٥. كنت أتصرّف وفقًا للتعاليم وعاملت الجميع بلطف. سارت الأمور بسلاسة بالنسبة لي من الجامعة إلى العمل. أنا بصحّة جيّدة، ولديّ حياة عائليّة سعيدة دون أيّ مشاكل.
في عام ٢٠١٦، عدت إلى العمل بعد عام من ولادتي. كانت مهنتي مزدهرة، وكان زملائي في العمل يحصلون على زيادات ضخمة في الرواتب ويشترون السيارات والعقارات. لذا مشيت مع التيار في هذه البيئة التي سعى الجميع فيها وراء الثروة المادية. كنت أرغب في الحصول على مزيد من المال، لذلك بذلت كل جهودي في مسيرتي المهنيّة. لقد نسيت تماماً أنّني كنت ممارسةً. كثيرًا ما كنت أحلم أنّني كنت في مصعد يسقط. لقد ضعت في العالم المادّي، لكن هذه الأحلام لم تساعدني على أن أصبح ممارسة أفضل.
لقد كسبت الكثير من المال في تلك السنوات. ومع ذلك، وبينما كنت أعمل بجد لكسب المال، خسر زوجي الكثير من المال في المقامرة عبر الإنترنت. في لحظة فقدت كل ما عملت بجدّ من أجله، وأصبحت مثقلةً بالديون. وفي الوقت نفسه، واجهت مشاكل مختلفة في العمل وكنت محاطةً بالخداع والأكاذيب. لقد كنت على حافة الانهيار العقلي. كنت أستلقي على السرير وأبكي من اليأس. حتى أنّني فكّرت في إنهاء حياتي. لكنني تذكّرت تعاليم المعلّم بأنّ الانتحار جريمة، لذا وأخيراً تنبّهت إلى أنني لا أستطيع مواصلة السير في هذا الطريق. لقد أدركت أن طريقتي الوحيدة للخروج هي العودة إلى التعهّد. في تلك الليلة، أخذت جوان فالون وشعرت على الفور بهدوء لا يضاهى. لقد فهمت أن الدافا هي الشيء الوحيد في حياتي، وأنّ المال هو مجرد شيء خارجي - يجب أن أترك كلّ هذا وأتبع المعلّم إلى موطني الحقيقي.
شعرت وكأنّ ضربة قوية هزّت روحي - كما لو أنّني تعرّضت لضربة بمطرقة: لقد سعيت لتحقيق مكاسب شخصيّة طوال هذه السنوات، فهل هذه هي الطريقة التي ينبغي أن يتصرّف بها الممارس؟ من خلال دراسة الفا المستمرّة، تخلّصت من استيائي، ومفاهيمي الإنسانيّة، والتعلّقات التي تكوّنت عندي. قال المعلّم:
"التخلّي
إنّ التعهّدَ ليس صعباً،بل الصعب هو التخلي عن التعلقات.متى ستتخلّص من هذه التعلّقات الكثيرة؟جميعنا يعرف أنّ بحرَ المعاناة لا ساحل له.إذا لم تكن إرادتك قويّة وثابتة،فستبدو العقبات مثل الجبال الشامخة.فكيف إذن ستتجاوز هذه الحياة الفانية؟" (هونغ يين الثاني)
لقد ساعدتني قراءة تعاليم المعلّم في الابتعاد عن الشهرة والمكسب والعاطفة الدنيويّة. أصبحت قادرة على النظر إلى الأشياء بلطف ورحمة. لم أعد أشعر بالاستياء من زوجي ولم أعد أشعر بذلك الألم الشديد.
أردت أن يقرأ زوجي الفا معي، ويتخلّص من عاداته السيّئة حتّى نتمكّن من منح عائلتنا بداية جديدة. لم يكن يتوقّع منّي أن أسامحه بعد أن خسر كلّ ذلك المال. عندما قدّمت له يد المساعدة، تأثّر كثيراً. لو لم تكن تعاليم دافا، هل كنت لأكون بهذه السعة من الصدر؟ ومن خلال هذه الحادثة، فهم زوجي حقًا أنّ الفالون دافا جيّدة وبدأ في قراءة جوان فالون معي ويحفظ قصائد من هونغ يين ويقرأ التعليقات التسعة على الحزب الشيوعي الصيني.
أصبح زوجي شخصًا مختلفًا تمامًا بعد أن بدأ ممارسة التعهّد. أقلع عن إدمانه على القمار، وبدأ يتصرّف وفقًا لمعايير الحقّ ـ الرّحمة ـ الصّبر. لقد تمّ توظيفنا لاحقًا في إحدى شركات التصميم الكبرى. عشنا وفقًا لمبادئ الدافا وأصبحنا نفكر في الآخرين ونراعي مصالحهم. قال زملاؤنا في العمل أنّنا كنّا مستقيمين، ولطفاء، ومسؤولين. في تقييم نهاية العام لاختيار أفضل موظف، تنافس مصمّمان على اللقب. تنازلت عن حصّتي لحلّ النزاع. وبعد ذلك قال بعض الزملاء أنه كان ينبغي منحي لقب أفضل موظّفة بدلاً عنهما. لقد كان قلبي هادئاً عندما سمعت هذه الكلمات. لقد حقّقنا أنا وزوجي تقدّمًا سلسًا في حياتنا المهنيّة، وتحسّنت حياتنا ودخلنا. وتمّت ترقية زوجي ليصبح رئيس القسم.
لم نعد نسعى وراء الشهرة والمكسب الآن. وبدلاً من ذلك، نسمح لتعاليم دافا أن ترشد كلّ أفكارنا ونكون صارمين مع أنفسنا في اتباع مبادئ الحقّ ـ الرّحمة ـ الصّبر.
بعد أن بدأت جائحة كوفيد، بدأت قطاعات العمل مختلفة في التراجع. قامت شركات كبرى بتسريح موظّفيها وتخفض الأجور. واجهت الشركة التي عملنا بها صعوبات مالية أيضًا. قاموا بتسريح بعض الموظفين، وتمّ تخفيض رواتب الموظّفين الذين بل وتمّ تأخير دفعها. وبما أنّ رؤساءنا كانوا يعرفون أخلاقياتنا وقدراتنا في العمل أنا وزوجي، لم نكن أبدًا على قائمة الموظفين الذين تمّ تسريحهم. ورغم أنّ الشركة تكبّدت خسائر فادحة، إلا أنّ قسمنا كان المجال الوحيد الذي حافظ على الربحيّة ولم نشتكِ مطلقًا رغم عدم حصولنا على الأجور. واصلنا عملنا بعقليّة سلميّة.
وفي وقت لاحق، ومن خلال مساعدة رئيسنا، أتيحت لزوجي فرصة العمل في مشاريع خارجيّة أخرى. أخبرنا رئيسنا أنّنا نستطيع القيام بوظائف أخرى أثناء العمل في الشركة، الأمر الذي ساعد وضعنا المالي الصعب. على الرغم من أنّ القيام بوظيفتين كان عملاً شاقًّا، إلا أنّنا تعاملنا مع مشاريع شركتنا بنفس الجديّة التي تعاملنا بها مع المشاريع الجانبيّة.
بحلول أوائل عام ٢٠٢٤، لم تكن الشركة قادرة على دفع الأجور لمدّة ٦ أشهر ولم تكن هناك مشاريع جديدة. لم يقُم العديد من الزملاء بأداء وظائفهم على النحو الصحيح وكانوا ينتظرون فقط التعويض في حالة إفلاس الشركة. لذا قررنا أنا وزوجي الاستقالة بعد دراسة متأنية. أولاً، هذا من شأنه أن يساعد شركتنا على توفير التكاليف. ثانياً، كان لدينا مشاريعنا الخاصّة التي نعمل عليها وكان ذلك كافياً لدعمنا مالياًّ. تأثّر رئيسنا بقرارنا ولم يكن يرغب في رؤيتنا نغادر. أنا وزوجي كنا موظفين جيّدين وكانت الشركة بحاجة إلى موظّفين مسؤولين، لكن رئيسنا قبل استقالتنا. كنا كلانا موظفين لفترة طويلة جداً وكنا نستحق تعويضات كبيرة، ومع ذلك اخترنا الاستقالة. أثنى علينا رئيسنا قائلاً أننا نمتلك قلوباً عظيمة.
اعتقد كثير من الناس من حولنا أنّه من غير الحكمة أن نختار الاستقالة عندما كان الاقتصاد سيّئًا للغاية. في الواقع، أصبحنا أكثر انشغالاً بعد ترك الشركة. ولم يتأثر دخلنا بل على العكس، كسبنا المزيد من المال أكثر من ذي قبل. وبما أنّ المشاريع التي قمنا بها حقّقت نتائج جيّدة، فقد حصلنا على المزيد من الوظائف. قال شركاؤنا أننا كفؤون ومسؤولون ومصممون مميزون. من الصعب العثور على أشخاص مثلنا في مجتمع اليوم. ولهذا السبب فإنّهم يرغبون في العمل معنا كلّما كان لديهم مشاريع جديدة.
كان الآخرون في مهنتنا في حيرة عندما سمعوا عن وضعنا: الاقتصاد في انحدار، وهناك ركودٌ للغاية في الصناعة، وليس لديهم ما يفعلونه بينما نحن مشغولون للغاية؟ وهذا لأنّني أنا وزوجي نتصرّف وفقًا لتعاليم الدافا. نذكّر أنفسنا باستمرار بضرورة اتّباع معايير الحقّ ـ الرّحمة ـ الصّبر في العمل.
شكرا للمعلّم ولدافا لإيقاظي عندما كنت تائهةً. لقد ساعدتني دافا وكذلك عائلتي على العودة إلى الطريق الصحيح حيث لم نعد نتعلّق بالخسائر ولا بالمكاسب في هذا العالم. وبذلك وصلنا إلى حالة "التحصيل دون السعي". أشارك قصّتي اليوم للتعبير عن امتناني اللّامحدود للمعلّم! لا يمكننا الحصول على السعادة الحقيقيّة إلا من خلال اتّباع المبادئ الكونيّة للحقّ ـ الرّحمة ـ الصّبر بشكلٍ مستمرّ!
(مقال مختار احتفالاً باليوم العالمي للفالون دافا ٢٠٢٥على موقع مينغهوي)
حقوق النشر لــــ © ٢٠٢٣ Minghui.org. جميع الحقوق محفوظة
العالم بحاجة إلى مبادئ الحقّ - الرّحمة - الصّبر. تبرّعكم يمكن أن يساعد المزيد من الناس على التعرّف على الفالون دافا. مينغهوي ممتنّة لدعمكم. لدعم مينغهوي