(Minghui.org)
الاسم: غوان تشاوتشيالاسم بالصينية: 关兆起الجنس: ذكرالعمر: ٥٦المدينة: داتشينغالمقاطعة: هيلونغجيانغالمهنة: مدير مصنعتاريخ الوفاة: ٢٦ يوليو ٢٠٠٩تاريخ آخر اعتقال: ٦ سبتمبر ٢٠٠٢مكان الاحتجاز الأخير: سجن داتشينغ
الاسم: يو غويشيانغالاسم بالصينية郁桂香:الجنس: أنثىالعمر: ٧٠المدينة: داتشينغالمقاطعة: هيلونغجيانغالمهنة: مديرة التدقيقتاريخ الوفاة: ١٩ فبراير ٢٠٢٥تاريخ آخر اعتقال: ٢٨ يونيو ٢٠١٢مكان الاحتجاز الأخير: غير معروف
تعرّض زوجان في مدينة داتشينغ، بمقاطعة هيلونغجيانغ، لعقود من الاضطهاد الوحشيّ بعد أن أمر النظام الشيوعي الصيني بشنّ حملة للقضاء على الفالون غونغ في يوليو ١٩٩٩. توفي الزوج، السيّد غوان تشاوتشي، في ٢٦يوليو ٢٠٠٩، بعد عشرة أشهر فقط من انتهاء عقوبته التي استمرّت ستّ سنوات لممارسته الفالون غونغ. وأثناء حدادها على وفاته، استمرّت زوجته، السيّدة يو غويشيانغ، تعاني من الاعتقالات والمضايقات المستمرّة، أيضًا بسبب إيمانها بنفس المعتقد. تُوفّيت في ١٩ فبراير ٢٠٢٥.
عندما كان السيّد غوان لا يزال يقضي عقوبته في السجن، شعر والده، وهو في الثمانينيات من عمره، بالقلق عليه وحزن عليه. تُوفّي في سبتمبر ٢٠٠٥، دون أن يرى ابنه للمرّة الأخيرة. بعد وفاة السيّد غوان أيضًا بعد سنوات، أصيبت والدته بانهيار عصبيّ، وكثيرًا ما كانت تخرج تتجوّل بعيدًا عن منزلها. تُوفيت بعد بضع سنوات هي أيضاً.
وعلى الرغم من أنّ الاضطهاد هو ما حرم الزوجين من رعاية والديهما وعائلتيهما، إلا أنّ سلطات النظام الشيوعيّ روّجت دعاية ضدّهما، مدّعيةً أنّ السبب في عدم رعايتهما لوالديهما هو ممارستهما للفالون غونغ.
كيف بدأ الزوجان ممارسة الفالون غونغ
كان السيّد غوان يعمل نائبًا لمدير مصنع أنابيب مقاومة التآكل التابع لشركة إدارة داتشينغ للبترول. بدأ ممارسة الفالون غونغ في مايو ١٩٩٦، وسرعان ما تعافى من العديد من الأمراض، بما في ذلك مرض قلبي حادّ، والتهاب رئويّ، وإجهاد عضليّ قطني. أقلع عن العديد من العادات السيّئة، مثل شرب الخمر ولعب الماهجونغ. ومن خلال اتباعه لمبادئ الحقّ - الرّحمة - الصّبر، أصبح أكثر مراعاةً للآخرين وتفاؤلًا.
أمّا السيّدة يو فكانت مديرة التدقيق في قسم إنشاءات البنية التحتيّة التابع لمكتب إدارة داتشينغ للبترول. وقد بدأت أيضًا ممارسة الفالون غونغ في مايو ١٩٩٦، وكانت تنسب الفضل في شفائها من أمراض القلب والتهاب المثانة وتكيسات المبيض إلى هذه الممارسة.
عقود من الاضطهاد أودت بحياة الزوجين
بعد بدء اضطهاد الفالون غونغ عام ١٩٩٩، تعرّض الزوجان للاعتقال والاحتجاز والتعذيب مرارًا وتكرارًا. تمّ فصل السيّد غوان من عمله عام ٢٠٠٠، وفقدت السيّدة يو وظيفتها عام ٢٠٠١.
اعتقالهما بسبب مناشدتهما ممارسة الفالون غونغ في بكين
توجّه الزوجان إلى بكين للمطالبة بشرعيّة ممارسة الفالون غونغ في ١ يناير ٢٠٠١. رفعا لافتة كُتب عليها "فالون دافا جيّدة". دفعهما ثلاثة ضبّاط بملابس مدنيّة أرضًا وركلوهما. وبعد اقتيادهما إلى سيّارة شرطة، صعق أحد الضبّاط رقبة السيد غوان بهراوة كهربائيّة وسلبه المال الذي كان بحوزته. رفض الزوجان الإفصاح عن اسميهما في مركز شرطة تشيانمن، فاقتيدا إلى مركز احتجاز مقاطعة فانغشان.
احتُجز السيّد غوان في مركز الاحتجاز لمدّة أسبوعين. أصيب فخذه الأيمن بكدمات عميقة جرّاء الضرب، ولم يتمكّن من المشي بمفرده لأكثر من شهرين. وعندما أُعيد إلى داتشينغ، اضطرّت عائلته لدفع سبعة آلاف يوان لتغطية نفقات سفر الشرطة.
اقتيدت السيّدة يو إلى مركز شرطة يانكون أثناء احتجازها. قيّدتها الشرطة بإطار النافذة واليد الأخرى بأنبوب التدفئة. كانت الأصفاد ضيّقة لدرجة أنّها فقدت الإحساس في يديها سريعًا. كما فتحوا النافذة بهدف تجميدها من البرد. ولأنّها أصرّت على رفض الإفصاح عن اسمها، ضربتها الشرطة لأكثر من سبع ساعات، حتّى عجزت عن النهوض. أبقوها مقيدة بأنبوب التدفئة ليوم آخر قبل إعادتها إلى مركز الاحتجاز.
احتجاجًا على الاضطهاد، بدأت السيّدة يو إضرابًا عن الطعام. أبقاها حرّاس مركز الاحتجاز مكبّلة اليدين والقدمين لمدّة تسعة أيام. كانت الأصفاد والسلاسل مربوطة ببعضها، فلم تكن قادرة لا على الجلوس ولا على الاستلقاء. كان الحراس والسجناء يجرّونها إلى الخارج لإطعامها قسرًا وضربها يوميًّا، وكانوا أحيانًا يمسكون بشعرها ويضربون رأسها بالحائط. استمرّت في إضرابها عن الطعام لمدّة ١٧يومًا، وأُطلق سراحها في حالة صحيّة حرجة للغاية.
بعد عودتها إلى العمل، أجبرها مديرها على حضور جلسة غسل دماغ لمدّة ستّة أسابيع، وأمرها بكتابة بيان للتخلّي عن الفالون غونغ. رفضت الامتثال، وبسبب هذا تمّ تخفيض منصبها الإداريّ لتصبح مجرّد موظّفة عاديّة. عُلّق راتبها البالغ ألفيْ يوان ومكافأة نهاية العام البالغة ثلاثة آلاف يوان. طُردت في وقت لاحق من ذلك العام.
أحد الاعتقالات الأخرى للزوجين
تمّ اعتقال الزوجين مجدّدًا في ٦سبتمبر ٢٠٠٢، على يد أكثر من عشرة ضبّاط. ضرب أحد الضبّاط السيّد غوان على رأسه بمقبض معدني لآلة تقطيع ورق كبيرة، فأغمي عليه ونزف بغزارة. قيّده الضبّاط بالأصفاد، وغطّوا رأسه بملاءة سرير، وحملوه إلى الطابق السفلي. سرعان ما تلطّخت الملاءة بالدماء.
كما تعرّضت السيّدة يو للضرب على رأسها ودفعت أرضًا. قيّدها عدّة ضبّاط، وغطّوا رأسها، وجرّوها من الأصفاد من الطابق الرابع إلى الطابق الأول. أحدثت الأصفاد جرحًا عميقًا في معصميها، ومع ذلك استمرّ رجال الشرطة في جرّها لمسافة ٦٠مترًا أخرى (حوالي ٦٦ياردة) حتى وصلوا إلى سيّارة الشرطة. عندما صرخت قائلةً "فالون دافا جيّدة" احتجاجًا، كمموا فمها وخنقوها.
اقتيد الزوجان إلى غرفة تسليم السجناء لآهاليهم التابع لقسم الأمن الداخلي في مدينة داتشينغ. كان السيّد غوان مكبّل اليدين خلف ظهره ومقيّدًا على كرسيّ. عندما أبلغت الشرطة عائلته بوجوب تسليمه ملابس بعد خمسة أيّام، صُدمت عائلته لرؤية الملابس التي أعطوهم إيّاها بالمقابل ملطّخة ببقع الدم. بعد أسبوعين آخرين من التعذيب، نُقل السيّد غوان إلى مركز احتجاز مدينة داتشينغ.
كما تمّ تقييد السيّدة يو على كرسيٍّ لمدّة خمسة أيّام. اتّهمتها الشرطة بـ "التواطؤ مع قوى خارجيّة معادية للصين". استجوبوها مرارًا وتكرارًا، وهدّدوها، وأساءوا إليها وشتموها، وصفعوها على وجهها، وحرموها من النوم. تورّمت قدماها بشدّة من جرّاء التعذيب. كما أحرق الضبّاط صورة مؤسّس الفالون غونغ أمامها. لكنهّا بقيت ثابتة على إيمانها، ونُقلت إلى مركز احتجاز مدينة داتشينغ بعد عشرة أيام.
في مركز الاحتجاز، طالبت السيّدة يو بإطلاق سراحها الفوريّ بحزمٍ. ركلها أحد الحرّاس، واسمه هان، على صدرها، ممّا تسبّب في سعالها المتكرّر بعد ذلك. صاحت السيّدة يو قائلةً: "فالون دافا جيّدة" احتجاجًا، فكمّمها السجناء بقطعة قماش تُستخدم لتنظيف المرحاض. كما كبّلوا يديها خلف ظهرها ومنعوها من استخدام المرحاض. أضربت عن الطعام احتجاجًا، وأجبر الحرّاس زملاءها في الزنزانة على الجلوس بلا حراك لساعات طويلة لإثارة كراهيّتهنّ تجاهها. رمى السجناء بها، وشدّوها من شعرها، وداسوا على ضلوعها. أصيبت بتورّمات شديدة في جسدها، ولم تستطع الجلوس بعد الاستلقاء.
وفي أحد الصباحات صرخت السيّدة يو قائلةً: "فالون دافا جيّدة" مرّة أخرى أثناء مناداة الأسماء. أمر مدير مركز الاحتجاز، باي، الحرّاس بضربها وتقييدها في كرسي التعذيب ليوم كامل؛ حيث تمّ حشر ساقاها وصدرها على الكرسي، ولم تكن قادرة على التحرّك بتاتاً.
نُقلت السيّدة يو إلى سجن مقاطعة سا في ٢٤ نوفمبر ٢٠٠٢. جلّدها الحرّاس بحزام جلديّ وركلوها على ساقيها. كان جسدها مغطىً بجروح وكدمات جرّاء الضرب.
في ٢١ يناير ٢٠٠٣ تمّ الحُكم على السيّدة يو بالسجن لمدّة ثلاث سنوات في معسكر عمل ، ونُقلت إلى مركز إعادة تأهيل النساء من تعاطي المخدّرات في مقاطعة هيلونغجيانغ. وبسبب سوء حالتها الصحيّة، تمّ رفض دخولها إلى المصحّة وأُطلق سراحها بعد أربعة أيّام في ٢٥ يناير.
الحكم على السيد غوان بالسجن ستّ سنوات، ووفاته بعد عشرة أشهر من إطلاق سراحه
حُكم على السيد غوان بالسجن ستّ سنوات من قِبل محكمة مقاطعة رانجولو في مايو ٢٠٠٣، ونُقل من مركز احتجاز مدينة داتشينغ إلى سجن داتشينغ في ٢ يونيو ٢٠٠٣. احتُجز في الحبس الانفرادي، وتعرّض للضرب، والتغذية القسريّة، والصعق بالهراوات الكهربائيّة.
في ١١ نوفمبر ٢٠٠٣، عثر الحرّاس بحوزته على تعاليم الفالون غونغ أثناء التفتيش. لذا قاموا باحتجازه في الحبس الانفرادي لمدّة ١٥ يومًا، ومنعوه من استخدام عيدان تناول الطعام أثناء الأكل، وأجبروه على النوم على صفيحة معدنيّة دون أي غطاء.
في أواخر مارس ٢٠٠٤، أمرت الفرقة السابعة ممارسي الفالون غونغ المعتقلين هناك بضرورة التحويل خلال ثلاثة أيّام. ولأنّ السيّد غوان رفض الامتثال، أُجبر على الوقوف لمدّة يومين متتاليين. ولأنّ السجناء في زنزانته لم يرغبوا في تعذيبه، نقله الحرّاس إلى الفرقة الرابعة عشرة وحرّضوا السجناء هناك على ضربه.
في ٢٤مارس ٢٠٠٤، جرّ السجين فان تشاوياو وآخرون السيّد غوان إلى مستودع. قيّدوه بصليب خشبي متفاوت البعدين ٢٠سم على مترين (٨ بوصات على ٦ أقدام)، وسألوه إن كان سيستمرّ في ممارسة الفالون غونغ. فأجاب بأنّه سيفعل، فصفعه فان على وجهه أكثر من ٢٠مرة.
بعد أن تعب فان من الضرب، أمر السجناء تشونغ هايبين ولي لاي كوان ولي داوي بسحب السيّد غوان إلى الردهة. حطّم لي داوي ركبته بلوح خشبي. كما أحرق هو ولي لاي كوان أظافر السيّد غوان العشرة بالسجائر. وعندما أصرّ على ثباته في ممارسة الفالون غونغ، قاموا بضربه بعصيّ خشبيّة وهراوات مطاطيّة.
أغمي على السيّد غوان ثلاث مرّات من جرّاء الضرب. في كلّ مرّة، كان السجناء يسكبون عليه الماء البارد لإيقاظه ثم يواصلون الضرب. أصبح ظهره أسود وأرجواني؛ وتشوّه وجهه؛ وتخلخلت جميع أسنانه. قبل أن يتوقّف السجناء أخيرًا عن الضرب قبل العشاء، علّقوا السيّد غوان، وهو مصابٌ بجروح بالغة، على السرير العُلويّ، فأغمي عليه من الألم مرّة أخرى.
عندما استعاد السيّد غوان وعيه، وجد نفسه مقيّدًا على كرسيّ في "غرفة الاستجواب". قال له السجين فان: "أخبرنا الحارس لي فنغ جيانغ أنّه لا يُعتبر أيّ تعذيب مفرطًا عندما يتعلّق الأمر بممارسي الفالون غونغ". حاول السيّد غوان التحدّث مع الحارس، لكن السجناء منعوه. كما تجنّب الحرّاس التحدّث معه.
واصل السجناء تعذيب السيّد غوان. عندما أصبح ضعيفاً جداً بحيث لا يستطيع الوقوف، أمسك به سجينان وأجبراه على الاستمرار في الوقوف. كما زوّر السجين فان توقيعه على بيان يتخلّى فيه عن الفالون غونغ وقدّمه للحرّاس.
أمر الحرّاس السيّد غوان لاحقًا بالإجابة على أسئلة لتشويه سمعة الفالون غونغ. رفض الامتثال ومزّق الورقة. أجبره الحرّاس على الوقوف ثمانية أيّام متواصلة دون نوم. كانت ساقاه وقدماه متورّمتين لدرجة أنّه لم يعد بإمكانه ارتداء حذائه؛ وأصبحت ساقاه داكنتين لاحقًا.
بدأ السيّد غوان إضرابًا عن الطعام في ٢٦ يناير ٢٠٠٦، احتجاجًا على ضرب مدير السجن وانغ يونغشيانغ لممارس آخر. وخلال هذا الإضراب الذي استمرّ شهراً، تمّ تغذيته قسراً مرّتين يوميًّا. أمر الحارس لي فنغجيانغ السجناء فان، وتشونغ، ولي لاي كوان، ولي داوي بضربه مرارًا على رأسه، ممّا تسبّب في نزيف أنفي متكرّر وتقيؤ للدم.
عندما أُطلق سراح السيّد غوان أخيرًا في ١٨ سبتمبر ٢٠٠٨، كانت صحّته الجسديّة والعقليّة قد تدهورت بشكل كبير. كان يعاني من تورّم كبير في ظهره، وتدهورت ذاكرته، وأصبح ردّ فعله بطيئًا، وكانت عيناه باهتتين، وخطواته غير ثابتة. توفّي في ٢٦ يوليو ٢٠٠٩، بعد عشرة أشهر فقط من إطلاق سراحه من السجن. كان عمره ٥٦ عامًا.
اعتقال زوجته عدّة مرّات أخرى و في النهاية تُوفّيت
بينما كان السيّد غوان لا يزال يقضي عقوبة السجن، تعرّضت السيّدة يو للمضايقة في منزلها حوالي الساعة السادسة مساءً. في ٢٣ أكتوبر ٢٠٠٣، صادرت الشرطة صورة مؤسّس الفالون غونغ وحاولوا اقتيادها إلى مركز الشرطة. رفضت الذهاب معهم، وكادوا أن يطرحوها أرضًا.
تمّ اعتقال السيّدة يو مجدّدًا في منزل صديقة لها مساء ١٨سبتمبر ٢٠٠٤. وخلال الطريق إلى مركز احتجاز مدينة داتشينغ، بدأت ترتجف بشكل لا إرادي. خوفًا من أن تموت في سيّارة الشرطة، اقتادها الضبّاط إلى مستشفى لونغنان وابتزّوا من عائلتها مبلغ عشرة آلاف يوان قبل إطلاق سراحها بكفالة. بعد عودتها إلى المنزل، ابتز ضابط آخر من عائلتها مبلغ ثلاثة آلاف يوان أخرى. أُجبرت على العيش بعيدًا عن المنزل عندما حاولت الشرطة اعتقالها مجدّدًا بعد عشرة أيّام.
في مسكنها المؤقّت، اعتقل كانغ يونفينغ، من قسم الأمن الداخلي في مقاطعة رانجولو، السيّدة يو في ١١ ديسمبر ٢٠٠٤. وبدأ جسدها يرتجف مرّة أخرى، فرفض مركز الاحتجاز قبولها. فنقلها كانغ إلى مستشفى داتشينغ الشعبي؛ حيث احتجزها أربعة ضبّاط، وأعطاها طبيب الوحدة حقنة مجهولة. مما تسبّب في فقدانها لوعيها، ثم أُدخلت إلى مركز الاحتجاز.
أعلنت السيدة يو إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على احتجازها، وكان السجناء يحملونها يوميًا لإجبارها على التغذية القسرية طوال فترة احتجازها هناك التي استمرّت ٣٧ يومًا. كادت أن تختنق عندما غطّوا فمها خلال إحدى جلسات التغذيّة القسريّة. أُصيب فمها بجروح بالغة. كما تضرّرت فتحتا أنفها بسبب عدم اكتراث الطبيب، واسمه يو، عند إدخال أنبوب التغذية. قال لها يو ذات مرّة: "ما كان علينا أن نكون إنسانيّين مع ممارسي الفالون غونغ؛ الأمر لا يهمّنا حتّى وإن متّم".
كانت السيّدة يو تتقيّأ كثيرًا كلّ الطعام الذي يتمّ تغذيتها به قسرًا. دخلت في غيبوبة ثلاث مرّات نتيجة التغذية القسريّة.
في صباح أحد الأيّام، أثناء مناداة الأسماء، صرخت السيّدة يو قائلةً: "فالون دافا جيّدة" وطالبت الحرّاس بإطلاق سراحها. أمر مدير مركز الاحتجاز، دو، ثلاثة سجناء بضربها وطرحها على الحائط. استمرّ الضرب بضعة أيّام، وفقدت وعيها في إحدى المرّات. كانت ضعيفة لدرجة أنّها لم تكن قادرة على المشي بمفردها، واضطرّ السجناء لحملها إلى الحمّام.
على الرّغم من سوء حالتها الصحيّة، حكمت عليها الشرطة بالسجن لمدّة ثلاث سنوات أخرى في معسكر العمل. نُقلت إلى مركز هاربين لعلاج إدمان المخدّرات للنساء في ١٢ يناير ٢٠٠٥. وبعد أن رفض المركز قبولها بسبب حالتها الصحيّة المتدهورة، أعادتها الشرطة إلى مركز احتجاز مدينة داتشينغ وأفرجت عنها في ١٨ يناير.
اقتحمت مجموعة من ضبّاط مركز شرطة لونغنان منزل السيّدة يو بمساعدة صانع أقفال محترف في ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٥. وبمجرّد اقتحامهم، قاموا بطرحها أرضاً بقوّة. وعندما حاول أحد أفراد أسرتها (غير معروف الجنس) إيقاف الشرطة، ضربه رجال الشرطة على صدره ورأسه وخنقوه. عادت السيّدة يو إلى نوبة الارتعاش، وتركتها الشرطة في النهاية وشأنها.
في ٣ مارس ٢٠٠٦، هرب ممارس محليّ، السيّد تشنغ بيمينغ، من سجن داتشينغ. وبسبب اتصال السيّد تشنغ بالسيّدة يو، اقتحم أكثر من ٣٠ ضابطًا منزل السيّدة يو صباح يوم ٤ مارس. ضرب أحد الضبّاط طفلها على رأسه بهراوة. ولتجنّب الاعتقال، اضطرّت السيّدة يو للعيش بعيدًا عن المنزل.
وضعت الشرطة السيّدة يو على قائمة المطلوبين ونشرت صورها في أنحاء الحيّ الذي تسكن فيه. كما جال ضبّاط بملابس مدنيّة الحيّ وسألوا الناس إن كانوا قد رأوها. وتتبّعت الشرطة أفراد عائلتها، بمن فيهم حماتها التي كانت في الثمانينيات من عمرها، وراقبت مكالماتهم الهاتفيّة. حتّى أنّ الشرطة أقامت في منزل أخت زوجها لمدّة ثلاثة أيّام. وتعرّض ممارسو الفالون غونغ المحلّيون الذين كانوا يعيشون بالقرب من حماة السيّدة يو أو بالقرب منها للمضايقة. بل إنّ الشرطة ذهبت إلى السجن وحاولت إجبار السيّد غوان على الكشف عن مكان السيّدة يو، لكنّه رفض التعاون معهم.
عاش السيّد تشنغ، الذي نجا من استئصال جزئي لكبده ورئته اليسرى، باسم مستعار خلال السنوات القليلة التالية. وفي النهاية، هرب من الصين ووصل إلى الولايات المتحدة عام ٢٠٢٠. وأدلى بشهادته في مؤتمر صحفي عُقد في واشنطن العاصمة في ٩ أغسطس ٢٠٢٤، بصفته أوّل ناجٍ من جريمة استئصال للأعضاء قام بارتكبها النظام الشيوعي.
في أبريل ٢٠١٢، أمر مكتب ٦١٠ التابع لشركة داتشينغ لحقول النفط السيدة يو بتوقيع بيانٍ للتخلّي عن الفالون غونغ. رفضت الامتثال، فنُقلت إلى مركز ووتشانغ لغسل الدماغ في ٢٨ يونيو ٢٠١٢. بدأت ترتعش في طريقها إلى المركز. ولم يتوقّف مدير المكتب ٦١٠، ليو شي بينغ، عن الضغط على إدارة المستشفى بهدف إيداعها في المركز إلّا بعد أن أكّد الخبراء الطبّيون عجزهم عن علاج حالتها. حاول ليو مرّة أخرى إرسال السيّدة يو إلى المركز في أغسطس ٢٠١٢، لكن محاولاته باءت بالفشل بسبب احتجاج السيّدة يو الشديد.
أثّر الاضطهاد الذي تعرّضت له السيّدة يو لسنوات عديدة على صحّتها بشكل كبير. فقدت شهيّتها تدريجيًا، وعانت من سعال مزمن، وتتقيّأ دمًا، ودخلت في غيبوبة متواصلة في أيّامها الأخيرة. تُوفّيت في ١٩ فبراير ٢٠٢٥، عن عمر يناهز ٧٠ عامًا.
حقوق النشر لــــ © ٢٠٢٣ Minghui.org. جميع الحقوق محفوظة
العالم بحاجة إلى مبادئ الحقّ - الرّحمة - الصّبر. تبرّعكم يمكن أن يساعد المزيد من الناس على التعرّف على الفالون دافا. مينغهوي ممتنّة لدعمكم. لدعم مينغهوي