(Minghui.org) أبلغ من العمر ٦١ عامًا، وقد بدأتُ ممارسة الفالون غونغ عام ١٩٩٨. بعد بدء الاضطهاد عام ١٩٩٩، بدأتُ بتوضيح الحقيقة للناس الذين ألتقي بهم. العديد منهم استمعوا إليّ وتغيّرت نظرتهم بشكلٍ إيجابيّ تجاه الفالون غونغ.

في عام ٢٠١٨ وأثناء توزيع مواد توضيح الحقيقة في منطقة سكنية، تمّ اعتقالي مع عدد من الممارسين الآخرين، وحُكم عليّ بالسجن لمدّة عامين. بعد إطلاق سراحي عام ٢٠٢٠، علمتُ أنّ أخي، وهو ممارس أيضاً، قد تمّ اعتقاله عام ٢٠١٩. أصيب والدي المسنّ بالخوف الشديد بعد اعتقال ولديه كليهما، فتوفّي بشكلٍ مفاجئ، وأصيبت والدتي بالشلل وأصبحت مقعدة، وتحتاج إلى رعاية مستمرّة.

حينها أخذت والدتي بعهدتي إلى جانب رعايتي لحماتي، التي كانت تُعاني من مرض باركنسون، وهكذا أصبحت أعتني بكلتيهما. كنت قد اشتريتُ منزلاً جديداً عام ٢٠١٦، وكان أهل الحي يُصدّقون دعاية الحزب الشيوعي الصيني التي تشوّه الفالون غونغ. ولأنّني كنتُ ممارسة للفالون غونغ وقد انتقلتُ حديثاً إلى المنطقة، تعرّضت للتمييز وللاستهداف، وأصبحتُ محطّ أنظار للمراقبة، كلّ هذا جعلني أشعر بالتوتّر بشكلٍ دائم.

في أحد الأيّام، جاء مدير مكتب الإدارة الشاملة مع بعض الأشخاص إلى منزلي بينما كنتُ أُطعم حماتي. سألني ما إذا كنتُ لا أزال أمارس الفالون غونغ، قلتُ: "نعم، أمارسها كلّ يوم". ثم سألني: "ألا يمكنكِ ممارسة أشياء أخرى؟" أجبتُ: "لقد جرّبتُ أشياء كثيرة، لكن لم يُجدِ أيٌّ منها نفعًا. الفالون غونغ هي الأفضل! الفالون غونغ ممارسة بوذيّة تُعلّم الناس فعل الخير. ممارسو الفالون غونغ يفعلون الخير فقط لا غير". بدأ يتهمني بأنّني ما زلت أوزّع منشورات الدافا. قلت له: "في هذه الأيام، الكثيرون يقومون بتوزيع المنشورات طمعاً بالربح أو لأسباب دعائيّة، لكنّ منشورات الفالون غونغ تنقذ الأرواح". توقّف عن الكلام وغادر. عندما رآني لاحقًا، كان موقفه قد تغيّر وأصبح ودودًا.

في يوم آخر، جاء شرطيان إلى منزلي وسألاني: "هل تعرفين لماذا جئنا لزيارتك؟" ابتسمتُ وأجبتُ: "نعم، لأنّي أمارس الفالون غونغ". طلبت منهما الجلوس وقلت: "لقد مارست الفالون غونغ لأكثر من عشرين عامًا. بعد أن بدأت الممارسة، شُفيت من كلّ أمراضي. في الوقت الحاضر أمارس التأمّل كلّما تسنح لي الفرصة. أنا لا أزعج أحدًا. بالإضافة إلى ذلك، تعلّمنا الفالون غونغ تنمية العقل، وتحسين الطبع والأخلاق. إنّها مفيدة للمجتمع والأسرة". قبل أن أنهي كلامي، قال الشاب الجالس على اليسار: "عمّتي، لن نزعجك بعد الآن".

الحقيقة أيقظت اللطف في قلوبهما. عندما غادرا، كانا ودودين ومختلفين تمامًا عن ذي قبل.

في مرّة أخرى، جاء رجل وامرأة يبحثان عنّي، فدعوتهما للدخول. رأوا والدتيّ المسنّتين، في التسعين من عمرهما، جالستين على كرسيين متحرّكين، ترتديان ملابس نظيفة، وتبدوان بصحّة جيّدة. أشادوا بي لرعايتي الجيّدة لكبار السنّ. جلسا في منزلي قرابة ساعتين. اتّضح أنّهما كُلّفا بعقد جلسة غسل دماغ، فجاءا ليريا إن كنتُ أستحقّ الاعتقال كي أخضع لاحقاً لعمليّة غسل الدماغ. بعد أن سمع الرجل حقيقة الفالون غونغ، قال أنّه لن يشارك بعد الآن في اضطهاد الأشخاص الصالحين. أخرج هاتفه المحمول ومسح الصور التي التقطها لي. وافقت المرأة على الانسحاب من حركة الرواد الشباب، التي انضمّت إليها وهي طفلة.

في أحد الأيّام، جاءني زميل في العمل ليحاول إقناعي بالتخلّي عن ممارستي. فقلتُ: "نحن نعمل معاً في نفس فريق ونعرف بعضنا البعض جيّدًا. بعد أن بدأتُ ممارسة الدافا، رأيت بنفسك كيف تغيّر سلوكي للأفضل. الحزب الشيوعي الصيني قد ينجح في خداع الآخرين بشأن الدافا، لكن لا ينبغي له أن يخدعك أنت. أنت وابنك محظوظان وتتمتّعان بوظائف جيّدة. يجب ألّا ترتكبا أعمالًا سيّئة تُسبّب لكما الكارما وتؤذي نفسك أو ابنك".

حاول زميلي في العمل إقناعي بتوقيع بيان أتخلّى فيه عن الممارسة. لكن بعد أن رفضتُ، لم يذكر الأمر مرّة أخرى. ولتوضيح الحقيقة أكثر، دعوته إلى العشاء. في النهاية، انسحب من الحزب الشيوعي الصيني وقال أنّه لن يشارك مرّة أخرى في اضطهاد الممارسين.

في عام ٢٠٢١، جاء عمدة قريتي مع مجموعة من الناس لمحاولة إجباري على ترك الفالون غونغ. أخبرتهم بتجربتي قبل وبعد الممارسة، وأقنعتهم بعدم المشاركة في الاضطهاد، لأنّ من يضطهد الممارسين غالبًا ما تأتيه عقوبة من السماء (الشرّ يعاقب بالشرّ). كان عمدة القرية قد سمع الحقيقة من قبل، وقد دافع عنّي ذات مرّة عندما كنتُ في ورطة. أقرّ لي يومها أن رؤساءه في العمل أجبروه على القدوم، لكنّه لم يرغب في التدخّل. ثمّ غادروا المكان والسعادة تعلو وجوههم.

في وقت سابق من هذا العام، أخذتُ والدتي على كرسيها المتحرّك في نزهة، وبدأت في توضيح الحقيقة للناس في الطريق. لاحظتُ وجود شخصين يتبعانني. نظرتُ في داخلي واكتشفت أنني أشعر بالخوف من الاضطهاد مجدّدًا، وأنّ لديّ رغبة في الراحة والهدوء. لكنّني عززت نفسي بفكرة قويّة مفادها أنّ توضيح الحقيقة وإنقاذ الناس هو من تدبير الخالق، ولا يمكن لأحد التدخّل فيما أفعله. بعد ذلك، توقّف الرجلان عن متابعتي.

في صباح اليوم التالي، جاء مدير مكتب الإدارة الشاملة إلى منزلي برفقة بعض الضبّاط، لكنّهم كانوا يبتسمون. قلت لهم: "إنّه مقدّر لكم أن تلتقوا بممارسة للفالون غونغ. تذكّروا دائمًا أنّ الفالون دافا جيّدة، وأنّ الحقّ - الرّحمة - الصّبر مبادئ جيّدة، لتبقوا سالمين! الخير يُجزى بالخير ومن يعمل الشرّ يُعاقب". قال المدير أنّ أحدهم أبلغ عنّي بالأمس، وجاء فقط للقيام بالمأموريّة. لم يُرِد هو والضبّاط الآخرون أن يُسبّبوا لي أيّة مشكلة، لأنّهم جميعًا يعرفون الحقيقة.

كان هؤلاء الناس يُثيرون المشاكل بلا سبب، لكنّهم الآن يحمون ممارسي الدافا. لقد أيقظتهم حقيقة الدافا.