(Minghui.org) أمارس الفالون دافا منذ أكثر من ١٨ عامًا. من خلال دراستي اليوميّة الدؤوبة للفا وتعهّدي، أدركت تدريجيًّا أنّه ما دمت أنصهر مع الفا وأمتثل للدافا، فإنّ جمال الدافا وقوّتها وسموّها سيتجلّى في كلّ جانب من جوانب حياتي. الكائنات الواعية، عند مشاهدتها للتجليّات الرائعة لممارسي الدافا، ستتقبّل حقيقة الدافا وستنال النجاة. ولكن كي أنصهر مع الفا وأمتثل للدافا، يجب عليّ التخلّص من المشاعر والتعلّقات البشريّة المعقّدة والمتشابكة، والحفاظ على عقليّة بسيطة ونقيّة، والتصرّف وفقًا للدافا.

أكتب هذه المقالة لأبلّغ المعلّم وأشارك زملائي الممارسين مسار تعهّدي وتجاربي في الاندماج مع الفا، وكيف قمت بتغيير مفاهيمي المشوّهة، وتكوين أسرة متناغمة ودافئة.

نشأتُ مدلّلةً ومَحبوبةً من قِبل والديّ وإخوتي، فتكوّن لديّ غرورٌ وهيمنةٌ أنانيّة. عزّزتْ شهادتي الجامعيّة ومهنتي في التدريس ثقتي بنفسي وأصبحت شخصاً عنيداً.

كان زوجي، وهو أيضًا ممارسٌ للدافا، يعاني من التهاب السحايا في طفولته، ممّا جعله يعاني من إعاقاتٍ ذهنيّةٍ وصرع. بدأ العمل بعد تخرّجه من المدرسة الإعداديّة. ولأنّه كان الابن الوحيد في العائلة، كان هو أيضاً مدلّلًا وكانت قدرته على التعامل مع أمور الحياة اليوميّة محدودة، وكثيرًا ما كان يتصرّف دون تفكير. كنتُ دائمًا ما أستاء من سلوكه وأحتقره بشدّة، وكثيرًا ما كنتُ أنتقده وأُوبّخه على أفعاله الطائشة. لم ينطق بكلمةٍ واحدةٍ ردًّا على انتقاداتي. غالبًا ما كان طبعه الانطوائيّ يُشعرني بالاختناق والاكتئاب. كنتُ منهكة، وشعرتُ أنّ الحياة تجربةٌ مُرّة.

بعد أن بدأتُ ممارسة الفالون دافا، أدركتُ أنّ العلاقات بين الناس تُبنى بالقدر، وتنتج عن الكارما. أن نكون زوجًا وزوجةً في هذه الحياة قدرٌ عظيم، ويجب أن أُقدّره. أتاح لي اتّباع الفا أن أنظر إلى داخلي بدلًا من النظر إلى زوجي. وجدتُ مشكلتي المتمثّلة بالاحتقار والغطرسة والاستياء والغيرة، وغيرها من المشاعر التي أدّت إلى ازدرائي لزوجي، وعزمتُ على التخلّص منها من خلال التعهّد.

مع أنني فهمتُ مبادئ الفا، إلا أنّ تطبيقها لم يكن سهلاً حيث كان يجب أن أتعامل بلطف مع سلوكيّات زوجي الطائشة. على سبيل المثال، كي يسلق بيضة واحدة، كان يملأ القدر الكبير حتّى نصفه بالماء. في الشتاء، كان يستغرق الآمر نصف ساعة حتّى يغلي، فأصبح سلق البيضة يستغرق من ٤٠ إلى ٥٠ دقيقة. كنتُ أطلب منه مرارًا وتكرارًا أن يستخدم كمّيةً أقلّ من الماء، فليس من المفروض أن يأخذ سلق البيض أكثر من بضعة دقائق، لكنّه لم يتغيّر أبدًا. في كلّ مرّة كان يسلق فيها البيض، كان الاستياء ينتابني. حتّى بعد ممارسة الدافا لفترة طويلة، ما زلت أملك هذا الشعور. ورغم أنّ هذا الشعور خفّت حدّته، إلا أنّه لم يختف تمامًا.

في النصف الثاني من عام ٢٠٢٣، سافر ابننا إلى الخارج، ممّا منحني المزيد من الوقت والطاقة للتركيز على تعهّدي وممارسة هذه الأشياء الثلاثة مع زوجي. ذكّرت نفسي بأن أكون بسيطة ونقيّة، وأن أتصرّف وفقًا لمتطلّبات الدافا - أن أُمارس باجتهاد، وأن أتخلّى عن أيّ شيء آخر.

في أحد الأيّام، من خلال دراسة الفا، أدركت أنّ مكوّنات حياة كلّ شخص على المستوى المجهري خاصّة وفريدة للغاية، ولكلّ منها دورٌ في تكوين شخصيّة المرء الفريدة. الانطواء والصمت جزء من شخصيّة المرء أيضًا. كان ضعف ذكاء زوجي وإصابته بالصرع نتيجة تراكم الكارما على مرّ العصور. فقط من خلال الممارسة الصادقة، وتحسين الشينشينغ، والتخلّص من الكارما، والعودة إلى طبيعته الفطريّة، يمكن أن يتغيّر جذريًّا. كيف يمكنني تغييره بالتجارب والمفاهيم التي كوّنتها أنا بين الناس العاديين؟

أدركتُ أنّ كلّ أفكاري وسلوكيّاتي السابقة تجاه زوجي كانت تعبيراً عن الأنانيّة ورغبتي بفرض الذات. في تلك اللحظة، تلاشى واختفى الاحتقار والغطرسة والاستياء والغيرة، وغيرها من التعلّقات الملوّثة المخبّأة في مجالي البُعدي. أدركتُ معنى "يمكن للفا أن تكسر جميع التعلقات..." ("تخلّصوا من التّدخلات" في الأساسيّات من أجل المضيّ قدماً بجدّ الجزء الثاني) وشعرتُ بامتنان لا حدود له تجاه المعلّم والدافا!

بعد ذلك، أصبحت في كلّ مرّة أرى فيها زوجي يسلق بيضة في قدر ممتلئ بالماء، أشعرُ بسلام داخلي وسكينة. لم أعد أعرف كمّية الماء التي يجب استخدامها. تجاوزتُ قيود العالم المألوفة للصواب والخطأ، والخير والشرّ، وتخلّيتُ عن العقلانيّة البشريّة. انبثقت الرحمة في داخلي. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أتفهّم أيّ شخص وأيّ شيء يقوم به زوجي من منظورٍ مختلف، حتّى لو كان لا يتوافق في أفعاله مع مفاهيمي وأفكاري. كنتُ أُذكّر نفسي باستمرار بضرورة اتباع الفا بدلاً من استخدام المنطق البشريّ. يجب ألّا أحكم على الآخرين بناءً على أفكاري الخاصّة، ناهيك عن التصرّف كمصلح اجتماعيّ وأن أفرض آرائي عليهم. ففعل ذلك لن يؤدّي إلّا إلى خلق كارما.

حوّلتُ تركيزي من التركيز على سلوك زوجي إلى النظر إلى قلبي، وأن أستبعد أيّ أفكار لا تتوافق مع الفا. انتقلتُ من انتقاد أفعاله والتذمّر منها إلى تقبّله ومسامحته. شجّعته على أن يكون لديه أفكاره الخاصّة ويعبّر عنها. دعوتُ ممارسين آخرين للانضمام إلى مجموعتنا لدراسة الفا، واصطحبتُ زوجي إلى منازل ممارسين آخرين لدراسة الفا، ممّا ساعده على التحسّن في الفا. كما ساعدتُه على الخروج والتعاون مع ممارسين آخرين لتوضيح الحقيقة وجهاً لوجه ومساعدة المعلّم في إنقاذ الناس.

زوجي الانطوائي وغير المتواصل والذي بالكاد ينطق بكلمة في البيت طوال اليوم، أصبح متفائلاً ومرحاً شيئاً فشيئاً. أصبح الآن يتحدّث ويضحك. في السابق، عندما كان الممارسون الآخرون يزورون منزلنا، كان يكتفي بإلقاء التحيّة ثم يذهب إلى غرفة أخرى، دون أن يتفاعل معهم أو يناقشهم. الآن، يجلس معهم، يتحدّث ويناقش. قال إنه كان يخشى التعامل مع الناس، لكن ذلك لم يعد عائقًا الآن. عندما بدأ العمل مع ممارسين آخرين لتوضيح الحقيقة، كان يخشى مقابلة الناس، لكن الآن اختفى قلقه وحرصه على حفظ ماء الوجه. أصبح يشعر أنّ المعلّم قد ساعده على التخلّص من الكثير من السلبيّات وفتح له آفاق الحكمة. وهو الآن يقوم أيضًا بالأعمال المنزليّة، مثل تغيير أغطيّة السرير، وترتيب الملابس، والتنظيف، وطهي أشهى الوجبات.

من خلال القيام بالأشياء الثلاثة ببساطة وبشكل خالصٍ وفقًا لمعايير الفا، عدتُ تدريجيًّا إلى طبيعتي الفطرية، وطوّرتُ الصفات التي ينبغي أن تتحلّى بها المرأة، كالتواضع، والفضيلة، واللطف، وضبط النفس. أؤمن بالمعلّم وبالفا، وأساعد زوجي على التطوّر من خلال الفا، بدلًا من محاولة إجباره على التغيير وفقاً لمفاهيمي. أصبح منزلنا متناغمًا ودافئًا.

أنا ممتنّة لأنّ المعلّم أنار دربي من خلال الفا. وإلا، لا أعرف كمّية الكارما التي كنت سأستمرّ في خلقها لو لم أكن ممارسة. لو بقيتُ على تلك الحالة العنيدة وأصررت على عدم التوبة، كيف كنتُ سأنقذ الكائنات الحيّة في السماء التي تُعلّق عليّ أملاً لا حدود له؟

في مجتمع اليوم، لم يعد الرجال والنساء يختبرون سعادة الزواج ودفء الأسرة، والطلاق منتشر على نطاق واسع. هناك أيضًا ممارسو دافا لا يزالون يعانون من بيئة أسريّة معقّدة، ولا يزال أفراد عائلاتهم غير الممارسين يُسيئون فهم دافا، ولذلك لم تُنقذهم دافا.

إذا استطاع الممارسون الذين يواجهون محنًا عائليّة تصحيح سلوكيّاتهم المنحرفة، وتعهّد أنفسهم وفقًا لمعايير الفا، وتصحيح الأفكار والأفعال التي لا تتوافق مع الفا، فإنّ تجلّيات أخلاقنا الحميدة بين عامّة الناس ستعكس حقيقة الدافا. ستُنقذ دافا عائلاتنا، والمزيد من الناس سيُنقَذون هم أيضاً. هذا ما يريده المعلّم، وما تتوق إليه الكائنات الواعية، وهذه هي الطريقة التي نُوفي بها عهودنا. بهذه الطريقة، نسير على الدرب الإلهي الذي رتّبه لنا المعلّم، ونغمر أنفسنا بنعمته الوفيرة، ونختبر سعادةً وفرحًا هائلين.

إن كان هناك أيّ شيء هنا لا يتوافق مع الفا، فأرجو من زملائي الممارسين التكرّم بتوضيحه.