(Minghui.org) لقد نسّقتُ مع زملائي الممارسين لإخبار الناس بوقائع الاضطهاد لأكثر من عقدين. في بعض الأوقات نكون في انسجام رائع أثناء العمل معًا، ولكن في أحيانٍ أخرى كنتُ أنظر خارج ذاتي وأشعر بالاستياء. كلّ هذا تغيّر لاحقاً وبدأت أشعر بالراحة بعد أن تخلّيتُ عن غروري وتعلّمتُ تقبّل الاختلافات. كانت هناك أوقاتٌ كثيرة تصرّفنا فيها بأفكارٍ مستقيمةٍ في مواجهة الاضطهاد، وشعرنا بالفخر والشرف لكوننا ممارسين للفالون دافا. لقد جئنا جميعًا من أجل الفا، لذا أعتزّ بعلاقتي مع زملائي الممارسين وفرصة العمل معًا وتحسين مهاراتي في التعهّد.

بمناسبة انعقاد مؤتمر فاهوي الصيني الثاني والعشرين على موقع مينغوي، أكتب المقال التالي لأعبّر فيه عن وجهة نظري فيما يخصّ العمل مع الممارسين في إثبات الفا على مرّ السنين.

تعلّم إنتاج وطباعة موادّ توضيح الحقيقة باستخدام الحاسوب

بدأ الاضطهاد في ٢٠ يوليو ١٩٩٩. وبدون تردّد، أنشأ الممارسون في بلدتنا الصغيرة بيئةً داعمةً واستخدموا وسائل متنوّعة لإنقاذ الناس.

قبل عام ٢٠٠٠، كنّا نحصل على موادّ توضيح الحقيقة من ممارسين في مناطق أخرى. عادت ممارسة مسنّة إلى بلدتنا من منطقة أخرى وأخبرتنا أنّ موقع مينغهوي الإلكتروني يشجّع الممارسين على إنشاء مواقع محليّة لإنتاج المطبوعات. مع ذلك، لم يكن أحد منّا يجيد استخدام الحاسوب. كنّا نخشى إنتاج الموادّ لأنّنا سمعنا أنّ أحد المواقع قد وقع اقتحامه، وأنّ الممارسين قد اعتُقلوا. شاركتنا الممارسة المسنّة خبرتها في الفا. قالت إذا تعلّمنا كيفيّة الوصول إلى موقع مينغهوي الإلكتروني وإعداد موادّنا بأنفسنا، فإنّ ذلك سيخفّف الضغط على مواقع الإنتاج الكبيرة. لن يضطرّ الممارسون إلى قطع مسافات طويلة لجمع الموادّ، وسيكون ذلك أكثر أمانًا وراحةً لنا أيضًا. بعد سماع ما قالته، زادت ثقتي بالفكرة وسعيت لتحقيقها.

تعلّم بعضنا كيفيّة استخدام الحاسوب من جون، وهو ممارس في الثلاثينات من عمره. في البداية، لم نكن نعرف حتّى كيفيّة استخدام الفأرة، ولكن ما يؤسف حقاً هو أنّنا نسينا ما علّمنا إيّاه جون بعد فترة وجيزة، لذا أنشأ جون موقعًا صغيرًا لإنتاج المواد. في أحد الأيّام، فسّر لي ولممارس آخر كيفيّة البحث عن المواد. كانت تلك أوّل مرّة أزور فيها موقعًا لإنتاج المواد. بمجرّد دخولي الغرفة، رأيت الموادّ والمعدّات في كلّ مكان، وشعرت بالخوف. بعد برهة، فكّرت: "أنا أفعل الشيء الأكثر صوابًا، المعلّم بجانبي، لا يجب أن أخاف". شعرت بالاطمئنان في قلبي على الفور، ولم أعد خائفة عند ذهابي إلى هناك.

في أحد الأيّام، عادت الممارسة التي ساعدتنا في بدء موقع إنتاج المواد إلى مدينتنا لتوصيل البضائع. لم تكن تعلم أنّها مُلاحقة. أخذتُها إلى موقع جون وعدت إلى المنزل عبر ممرّ صغير خلف المبنى. في اليوم التالي، بعد الظهر، ذهبت إلى السوبر ماركت لشراء الطعام للممارسة قبل أن أذهب إلى الموقع، وإذْ بزوجي - وهو أيضًا ممارس - يتّصل بي بعد أن اشتريتُ الطعام مباشرةً، وقال بنبرة مُلحّة: "عودي إلى المنزل بسرعة، لا تذهبي إلى موقع الإنتاج". تنهّد عندما رآني. اتّضح أن جارتي ذهبت إلى متجرنا لتخبر زوجي أنّها رأت للتوّ ممارسي الفالون دافا يُعتقلون في أحد المباني. كانت سيّارة خارج المبنى مليئة بالأغراض، ولا تزال هناك. صادف أنّني ذهبتُ لشراء بعض الأشياء. لو ذهبتُ مباشرةً إلى الموقع، لربّما اعتُقلتُ أنا أيضًا. عاد جون إلى الموقع بعد مغادرة الشرطة، فتجنّب الاعتقال. تمّ اعتقال الممارسة المُسنّة وممارسة أخرى.

كان هناك موقعان آخران أصغر حجماً تابعان لنفس العائلة في بلدتنا لم يتأثّرا، واستمرّا في الإنتاج. عملت أنا وإحدى الممارسات على إنتاج منشورات في منزلها، وزوّدنا الممارسين بمجلّة مينغهوي الأسبوعيّة وموادّ أخرى. كنّا نستخدم طابعة ليزر أحادية اللون ١٠٢٠ في ذلك الوقت. كان العديد من الممارسين يتعرّضون للاضطهاد، لذا تأثّر عملنا وخفّ إنتاجنا. كانت الأوضاع المالية شحيحة، ولإنقاذ الناس، كان الجميع يتبرّع بالمال. تبرّع البعض بعشرات اليوانات، أو ٥٠، أو ١٠٠، أو ٢٠٠ يوان. تبرّع الممارسون المسنّون بعدّة يوانات من مدّخراتهم. أراد الممارسون ببساطة إنقاذ الناس.

ذهبتُ أنا وزوجي إلى بكين عدّة مرّات خلال السنوات الأولى من الاضطهاد، للمطالبة بشرعيّة وحقّ ممارسة الدافا. حُكم على زوجي بالسجن في معسكرات العمل، بينما أنا تمّ طردي من وظيفتي. قبل بدء الاضطهاد، كان زوجي مساعدًا مسؤولاً عن موقع التمرين، وكان منزلنا موقعًا رئيسيًّا لدراسات الفا. عامل المسؤولون المحليّون زوجي كهدف رئيسيّ للاضطهاد، وضايقونا وراقبونا باستمرار. في عام ٢٠٠٣، اعتُقل زوجي أربع مرّات، واحتجز مرّتين.

لم يكن لدينا مصدر دخل بسبب الاضطهاد، ولم يسبق لنا أن بعنا أيّ شيء من قبل في الشارع، لكنّنا تخلّينا عن غرورنا وبعنا الحلوى في الشوارع لكسب عيشنا. رأى أحد الممارسين مدى صعوبة حياتنا وساعدنا في فتح متجر صغير لتغطية نفقاتنا، وهكذا تحسّن وضعنا المالي تدريجيًّا.

في عام ٢٠٠٥، شنّ مركز الشرطة المحلّي حملة اعتقالات واسعة النطاق ضدّ الممارسين. تمّ اعتقال عدد منهم، ووُضعت قائمة بأسماء من انسحبوا من منظّمات الحزب الشيوعي الصيني في أيدي الشرطة. أخبرهم أحد الممارسين الذين استجوبتهم الشرطة أنّ لدينا أنا وزوجي قائمة بأسماء أشخاص انسحبوا من منظّمات الحزب الشيوعي الصيني. حضرت شرطة الأمن الوطني إلى مدينتنا للبحث عن متجرنا. رأيتهم بالصدفة قادمين وأنا أفتح الباب. أغلقتُ الباب بسرعة وهربتُ مع زوجي. بعد أسبوعين، عدنا إلى المنزل. تمّ اعتقال زوجي واقتيد إلى موقع غسل الدماغ في منطقة نائية سيّئة السمعة. أدرك أن هاتفنا كان مُراقَبًا أثناء استجوابه. علمت الشرطة أنّني على اتصال بممارسين في منطقتنا متورّطين في موقع إنتاج الموادّ. كان والد زوجي مريضاً للغاية وعلى وشك الموت لذا أُطلق سراح زوجي بعد احتجازه في جلسة غسل دماغ بعد ثمانية أيام. حينها قرّرنا بيع متجرنا.

في تلك السنوات، تعرّض منزلنا للنهب مرّات عديدة. كنت أخشى إبقاء الطابعة في المنزل. نقلت تشن، وهي ممارسة، الحاسوب والطابعة إلى منزلها، من دون علم زوجها الذي لم يكن ممارساً. كنّا ننتج الموادّ معًا عندما كان زوجها في العمل. في أحد الأيّام وبينما كنّا نطبع الموادّ عاد زوجها فجأة إلى المنزل ليُفاجئ بوجود الأدوات. لم يكن لدينا وقت لحزم أغراضنا، وكنت متوتّرة بعض الشيء. وبأفكارٍ مستقيمة قالت تشن: "لا بأس إن رآها، دعينا نُكمِل!". نظر زوجها إلى أغراضنا وغادر دون أن ينبس ببنت شفة. لاحقًا، اشترى أحد الممارسين طابعة أخرى، وأنتجنا نسخًا عديدة من كتاب "التعليقات التسعة عن الحزب الشيوعي". عندما لم نستطع إنتاج أعدادٍ كافية من كتب "التعليقات التسعة عن الحزب الشيوعي"، كنا نذهبُ للحصول على المزيد من الكتب من مواقع طباعة أخرى في المدينة. كما نسخنا كتاب "تفكيك ثقافة الحزب" ووزّعناه في القرى المجاورة.

جاءني جون ذات يوم وقال: "مواقع الطباعة في المناطق الأخرى تُنتج الآن موادّ ملوّنة باستخدام طابعات نفث الحبر الملوّن. تبدو المنشورات المنتجة أصليّة وجيّدة. لم لا تشترين طابعة كهذه؟" قلت: "ساعدني في شراء واحدة". بعد بضعة أيّام، أحضر جون طابعة حبر ملوّنة ٤٦٠٠. لكن طابعة واحدة لم تكن كافية، فأحضر أخرى. وبالفعل، بدت المنشورات المنتجة جيّدة، واستحسن الممارسون توزيعها.

في نهاية العام، علّمني الممارسون صنع تقاويم تحمل رسائل عن الدافا. كانت تلك أوّل سنة نصنع فيها مثل هذه التقاويم. قمتُ أنا والممارسون بتركيب الحلقات الفولاذية للتقويمات بأيدينا. صنعنا المئات منها لدرجة أنّ أصابعنا تورّمت بعد ذلك. في بعض الأحيان، كان رأس الطابعة يُسدّ، وكنتُ أستخدم ماء الصنبور لتنظيفه. ذات مرّة، لَمحَني جون وأنا أفعل هذا، فصرخ في وجهي: "من أمرك بفعل هذا؟ هناك شوائب في ماء الصنبور، عليك استخدام الماء المقطّر. هل تعلمين كم ثمن رأس الطابعة؟"

في ذلك الوقت، كان الناس مولعين بأقراص DVD الخاصة بالدافا وفنون شين يون الأدائيّة، فاشترينا جهاز نسخ أقراص DVD. وقد ساعدت هذه التجربة الممارسين في تحسين فهمهم للفا مع تقدّم تصحيح الفا. لاحقاً اشترى الجميع جهاز كمبيوتر حتّى يتمكّنوا من مشاهدة العرض، وتعلّموا أيضاً الوصول إلى موقع مينغهوي الإلكتروني. هذا وفّر علينا بعض ورق الطباعة.

نشر الحقيقة في كلّ مكان

على مدى العقدين الماضيين، أخبر الممارسون في مدينتنا جميع الناس بحقيقة الاضطهاد وجهًا لوجه، وقاموا بتوزيع الموادّ دفعة تلو الأخرى. لا يوجد شخصٌ في مدينتنا تقريبًا لم يقرأ أو يسمع بالمعلومات. كانت معظم المكاتب يوجد بها تقويمات تحتوي على رسائل عن الدافا. ومع استمرار الممارسين في توضيح الحقيقة، تعلّم العديد من المشرفين والعاملين أنّ الفالون دافا جيّدة.

مفتاح النجاح في إنقاذ الناس هو التعاون بين الممارسين. قبل بضع سنوات، خرج الممارسون لتوزيع المواد. نسّقنا أوّلاً فيما بيننا وخصّصنا جناحاً خاصّاً بهذه المهمّة، لتجنّب إهدار الموارد البشريّة للممارسين. كان اثنان من الممارسين سائقي سيّارات أجرة، وهما على دراية بالقرى المحيطة بالمدينة، ويعرفان تقريبًا عدد الأسر في كلّ قرية، الأمر الذي سهّل علينا توصيل الموادّ. أخذونا إلى العديد من المناطق النائية حيث لم يسبق لأيّ ممارس أن وزّع منشورات هناك.

قال الممارس والذي كان سائق سيّارة الأجرة ذات مرّة: "سآخذكم الليلة إلى مكان لم يسبق لأحد أن وزّع فيه منشورات. إنّه طريق طويل، وفي بعض المناطق لا يوجد سوى اثني عشر منزلًا، لذا سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً. هل تريدون الذهاب؟" وافق العديد من الممارسين على الذهاب. كان الطريق وعراً ونائيّاً لكنّنا تمكّنا من إيصال المنشورات إلى جميع المنازل. عندما خرج السكان، كنّا قد غادرنا بالفعل. في تلك الليلة، قمنا بتوزيع الموادّ إلى العديد من القرى النائية وساعدنا القرويّين على معرفة أنّ الفالون دافا جيّدة.

في ذلك الوقت، كنّا نسافر بالسيّارة إلى قرى نائيّة عدّة مرات شهريًّا. في أحد الأيّام، اتّصل أحد الممارسين في إحدى البلدات بالمنسّق في منطقتنا، قائلًا: "ليس لدينا سوى عدد قليل من الممارسين هنا، وهناك العديد من القرى التي لم يذهب إليها أحد لتوزيع الموادّ". طلب المساعدة للتنقّل إلى هذه الأماكن وتوزيع المنشورات. نظّمنا وسائل النقل، أحيانًا بسيارتين، وأحيانًا بثلاث سيّارات، بقيادة ممارسين محليّين، وقمنا بتغطية القرى الصغيرة والكبيرة في المنطقة بالموادّ عدّة مرّات.

سير الأمور بسلاسة أو بصعوبة في توزيع الموادّ يعتمد على الحالة النفسية والعقلية التي لدينا في تلك اللحظة. ذات مرّة، ذهبنا إلى قرية كبيرة في مجموعات مؤلّفة من شخصين وقمنا بتوزيع المنشورات. بينما كنت أنا والممارس نعلّق الموادّ على الأبواب، صادفنا مجموعة من الأشخاص الذين انتهوا لتوّهم من لعبة ماجونغ. تبعنا رجل. قال لي الممارس: "يبدو أنّ هذا الرجل سيتّصل بالشرطة. هيّا نركض بسرعة نحو حقل الذرة". أجبتُ: "لا يجب أن نهرب، لأنّه إذا اتصل بالشرطة، فلن نستطيع الهرب. لنذهب إليه ونوضّح له الحقيقة." سأل الرجل: "ماذا تفعلان؟" قلتُ: "لسنا هنا من أجل سرقة شيء، نحن هنا لإعلامكم بحقيقة الأوضاع الراهنة حاليّاً. جائحة كوفيد شديدة، ونحن هنا لنرشدكم إلى طريقة لتجنّب الجائحة." قال الممارس الآخر: "تبدو شخصًا طيّبًا ولن تتّصل بالشرطة. كما ترى فإنّ الوقت متأخّرٌ جدًّا والجوّ باردٌ ومع ذلك نحن هنا نوزّع الموادّ، دون أن نطلب شيئًا في المقابل. نحن ممارسو الدافا، نريدكم فقط أن تكونوا بأمان. نحن أناس طيّبون." وضع الرجل هاتفه وقال: "يمكنكم الذهاب، لكن لا تعودوا إلى هنا مرّة أخرى."

يوجد ممارسان في منطقتنا يجيدان تعليق لافتات كُتب عليها "فالون دافا جيّدة". يُثبّتان خطافات فولاذيّة على اللافتات ويعلّقانها على الأشجار أو الرفوف بقصبات صيد بطول عدّة أمتار وقابلة للسحب، وأصبحوا بارعين جدًا في هذا. كلّ عام، يعلّقون لافتات عديدة، ويمكن لسكان القرى المختلفة رؤية رسائل "فالون دافا جيّدة" على طول الطريق. هذه اللافتات تبعث طاقة إيجابيّة. يلاحظ الناس والسيارات المارّة هذه اللافتات، لأنّها تلفت النظر بشكل خاص.

في إحدى المرّات، صنعنا العديد من المواد، بما في ذلك رسائل لاصقة ولوحات عرض. سمعنا أن الحكومة المحليّة تخطّط للقيام بشيء ما. ناقش الممارسون مسألة تزويد عمدة المدينة والمكاتب الأخرى بموادّ توضّح الحقيقة. مع ذلك، كانت كاميرات المراقبة في كلّ مكان، فمن كان مستعدًّا للذهاب؟ جهّزتُ نفسي أنا وممارسٌ آخر للقيام بذلك، بينما بقي الممارسون الآخرون في منازلهم وأرسلوا أفكارًا مستقيمة. جهّزنا العديد من المواد المختلفة وغلّفناها بغطاء أنيق. ارتدينا ملابس غير رسميّة وقبعات وأقنعة. أرسلنا أفكارًا مستقيمة لتعطيل كاميرات المراقبة. بعد الظهر، ذهبنا إلى المكتب الحكومي. علّقنا الموادّ بهدوء على أبواب المكاتب في الطابقين الثاني والثالث، ثم عدنا دون أيّ مشاكل.

بعد ذلك، سمعنا أنّ أفراد عائلات مسؤولين حكوميّين قالوا إنّ الأمر أشبه بقنبلة انفجرت في المبنى. أراد عمدة البلدة استخدام كاميرات المراقبة لمعرفة من سلّم الموادّ، لكنّنا لم نحرّك ساكنا. كنّا نساعد المعلّم في إنقاذهم. المعلّم يحمينا، ولن يجرؤ أحد على المساس بنا.

خلال السنوات الثلاث التي أدرنا فيها أنا وزوجي المتجر الصغير، لم نُفوّت أيّ فرصة لإخبار الزبائن بمزايا الفالون دافا. كان الناس يأتون من أماكن بعيدة إلى متجرنا لشراء الأشياء. في الواقع، رتّب المعلّم لهم ذلك لمعرفة الحقيقة. ساعد زوجي الكثير منهم على الانسحاب من منظّمات الحزب الشيوعي الصيني.

إجراء مكالمات هاتفيّة لتوضيح الحقيقة

ذات مرّة، جاء إلينا ممارس من منطقة أخرى ليشاركنا تجربته. قال إنّ العديد من الممارسين يستخدمون الآن هواتفهم المحمولة لإجراء مكالمات هاتفيّة مسجّلة مسبقًا لتوضيح الحقيقة، وأوضح أنّ لها تأثير واسع النطاق في إنقاذ الناس، ويمكن لأيّ شخص استخدامها. كما شرح بالتفصيل كيفيّة إجراء مكالمات هاتفيّة بأمان. وجدناها فكرة رائعة ومريحة للغاية. تعلّمنا كيفيّة تثبيت الرسائل المسجّلة مسبقًا وأرقام الهواتف. لذلك اشترينا هواتف وبطاقات هاتف. اشترى كلّ ممارس هاتفًا محمولًا أو اثنين.

في البداية، كنا نشغّل الرسائل على مجموعة من أرقام الهواتف. كانت الرسائل على إذاعة مينغهوي شاملة للغاية، واستمع إليها الكثيرون حتّى النهاية. حتّى أنّ البعض اختار خيار الانسحاب من الحزب الشيوعي الصيني. كلّ يوم، كان الممارسون يحصلون على قائمة طويلة من الأشخاص الذين انسحبوا من الحزب الشيوعي الصيني من خلال المكالمات الهاتفيّة. في بعض الأحيان، أثناء تشغيل الرسالة، كان الشخص على الجانب الآخر من المكالمة يتحدّث. أعرب البعض عن امتنانهم، وآخرون كانوا يشتمون، والبعض الآخر كان يطلب المال. وكان هناك أيضًا ضبّاط شرطة هدّدوا المتّصل بالاعتقال. أردنا التحدّث مع الطرف الآخر، لكن بسبب تشغيل الرسالة، لم نتمكّن من التفاعل معه. في مثل هذه الظروف، كان يتّصل بعضنا بالشخص مباشرةً. عندما كان المتلقّي يصرخ أو يهدّد أثناء تشغيل الرسالة، لم أكن أشعر بالخوف لأنّ المتلقّي كان بعيدًا عنّي، ومع ذلك، عندما أرفع سماعة الهاتف لأوضّح الحقيقة مباشرةً، بدأ قلبي ينبض بسرعة. كنت أتوتّر جدًا لدرجة أنّني لم أعرف ماذا أقول. لكن بعد إجراء مثل هذه المكالمات الهاتفيّة عدّة مرّات، استقرّ قلبي وأصبحت أعرف كيف أتعامل مع مثل هذه المواقف.

في إحدى المرات، ردّ رجل على المكالمة وسأل: "هل أنت شخص حقيقي أم آلة؟" يبدو أنّه سمع الرسالة المسجّلة مسبقًا. قلت بهدوء: "أنا شخص حقيقي، كيف حالك؟" تابعتُ: "الجميع يريد السلامة، ولكن كيف نحافظ عليها؟ دعني أخبرك سرًّا. ردّد بصدق: "فالون دافا جيّدة، الحقّ ـ الرّحمة ـ الصّبر مبادئ جيّدة". كثيرون ممّن ردّدوا هذه العبارة عندما كانوا في موقف خطير نجوا من كارثة. هل تعرف ما هي الفالون دافا؟ هل سمعت عن الانسحاب الحزب الشيوعي الصيني؟" قال: "هذه الأشياء لا تعنيني. أنت تتصلين بي على هاتفي طوال الوقت وتعكّرين صفو حياتي." قلتُ: "ليس من السهل على المواطنين العاديّين كسب عيشهم، وجميعهم يريدون التمسّك بأموالهم. ومع ذلك، نحن ننفق المال على المكالمات الهاتفيّة لنخبرك كيف تحافظ على سلامتك عند وقوع الكارثة. معلّمنا هو من يطلب منّا إنقاذ الشعب الصيني العزيز."

أخبرته عن الفالون دافا مرّة أخرى. قلتُ: "لا أعرف من أنت، ولكن دعني أخبرك أنّ كبار المسؤولين ينسحبون من الحزب الشيوعي الصيني الآن، فلا أحد يريد أن يكون كبش فداء لجرائم الحزب الشيوعي الصيني." تغيّر موقفه بشكل كبير، لكنّه ظلّ رافضًا الانسحاب من منظّمات الحزب الشيوعي الصيني. قلتُ: "لقد تحدّثنا لنصف ساعة. الخيار لك إن كنت ستترك الحزب الشيوعي الصيني أم لا. بمجرّد أن تضيّع الفرصة، سيكون الوقت قد فات للندم. سأغلق الخطّ الآن." قال: "ساعديني على التخلّي عن عضويتي في الحزب. أنا عضو في الحزب. شكرًا لك على إخباري بالكثير."

جمع المعلومات عن الاضطهاد والتواصل مع مينغهوي

قبل عام ٢٠٠٦، كان علينا أن ننقل المعلومات التي أردنا نشرها على موقع مينغهوي الإلكتروني إلى الممارسين في المقاطعة. ساعدني أحد الممارسين لاحقًا في إعداد صندوق بريد وتعلّمت كيفيّة إرسال معلومات مثل "تصريحات التوبة " ومقالات مؤتمرات الفا ومعلومات حول أماكن العمل وعناصر المخابرات المتورّطين في اضطهاد الممارسين، إلى مينغهوي مباشرةً. قال ضبّاط الشرطة والموظّفون في أماكن العمل الذين اضطهدوا الممارسين أنّهم تلقوا العديد من المكالمات من الخارج. هنا وبهذه المناسبة أودّ آن أتوجّه بالشكر للممارسين في الخارج على جهودهم في إنقاذ الممارسين في الصين.

أتلقّى جبلًا من المقالات مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم المقالات إلى China Fahui. أعمل أنا والممارسون طوال الليل على كتابتها. لم أكن سريعةً في الكتابة ولم أكن أعرف كيفيّة تحرير المقالات. لقد كانت مهمّة شاقّة حقًا. تحرير المقالات هو أيضًا عمليّة تعهّد، واختبار للصبر. يشارك بعض الممارسين قصصاً للتعهّد تبدو ممتازة، لكن التفاصيل غير مكتملة، وتفتقر إلى حبكة القصّة فيما يخصّ المكان والزمان. كتب البعض عشرات الصفحات بالعديد من الأحرف الخاطئة والجمل غير المكتملة وكان يتوجّب عليّ تصحيحها وتحريرها؛ يستخدم البعض الكتابة الصينيّة التقليديّة بدلاً من الأحرف الحديثة، ولم نستطع تخمين ما كان يحاول الكاتب قوله.

كانت هناك أيضاً مقالات بها مشاكل في السرد والمنطق ربّما لم يدركها الكاتب، ولكن بما أنّ الجميع يثق بي، فعليّ مراجعة بعض الأمور. أنا أيضاً ممارسة، وبالتأكيد هناك حالات أخطأت فيها في الحكم، أو حذفت أشياء لم يكن من المفترض حذفها. عندما أعيد المقالة إلى الممارس بعد إجراء التعديلات، قد يقول الممارس أحياناً: "ما كتبته هو بالضبط ما أردت قوله. لماذا غيّرته؟". عندما تكرّر هذا الأمر، نظرتُ إلى نفسي ووجدتُ العديد من المشاكل، بما في ذلك الغرور، أو الاعتقاد بأنّني أفضل من الآخرين، وكيف أفرض رأيي على الآخرين.

عملت على تعهّد ذاتي بتركيز، وعندما عاودت تحرير مقالات الممارسين، تغيّرت عقليّتي. أبذل جهدي في التحرير، وأعتزّ وأثمّن مقالات جميع الممارسين، لأنّها كلمات نابعة من قلوبهم، مليئة بالصدق. إنّها تقاريرهم كتبوها كي يقرأها المعلّم. أحياناً، أتأثّر بقصصهم حتّى البكاء. من كلّ قلبي، أُعجب بإيمان الممارسين الراسخ بمعلّمهم، وبأفكارهم وأفعالهم المستقيمة، وبذهنهم الخالي من الأنانيّة. أصبحت أرى الفجوة الشاسعة التي تفصلني عن بقيّة الممارسين ونقائصي وتعلّقاتي.

قبل بضع سنوات، اقترح موقع مينغهوي أن يجمع الممارسون في الصين معلومات مُرفقة بالصور عن العاملين في مكتب الأمن العام، والنيابة العامّة، والمحاكم، ودوائر العدل، بالإضافة إلى الشركات المتورّطة في اضطهاد الممارسين. فكّرتُ في جمع هذه المعلومات محليًّا. بعد مناقشة الأمور مع بعض الممارسين، اتّضح لنا سبب قيامنا بذلك. كممارسين، لا ينبغي أن نكره الجناة. فضح أفعالهم الشريرة هو إيقاف الاضطهاد. بمجرّد أن يدركوا أنّهم ينفذون أوامر خاطئة، وما جلبوه على أنفسهم من شرور، ربّما يستفيقون.

سارت الأمور بسلاسة استثنائيّة أثناء جمع هذه المعلومات. سرعان ما جمع الممارسون قائمة بأسماء الأشخاص المسؤولين عن اضطهاد الممارسين في منطقتنا في مختلف أماكن العمل، والدوائر الحكوميّة، ومراكز الشرطة. كان لدى بعضهم صور. هناك ممارسون شاهدوا صورًا للجناة في قاعات الاجتماعات خلال مؤتمر، فالتقطوا صورًا بالخِفية بهواتفهم المحمولة. ورأى آخرون رؤساء أقسام شرطة الذين يضطهدون الممارسين في مناسبات عديدة في حفلات زفاف، وكانوا يلتقطون لهم صورًا. حضرتُ أنا وواحدٌ من الممارسين اجتماعًا للجنة القرية، وفي عصر ذلك اليوم التقطنا صورة من خلال نافذة لعمدة القرية الذي سبق أن اضطهد ممارسين. كما حصلنا على بيانات وصور لضبّاط شرطة متورّطين في الاضطهاد في مركز الشرطة.

في إحدى المرّات، اجتمع عدد من الممارسين، ممّن كانوا منسّقين في عدة مناطق، لتبادل التجارب والمعلومات. اقترح الممارسون في المدينة أن نكتب ملخّصًا عن الممارسين في منطقتنا الذين تعرّضوا للاضطهاد خلال العقدين الماضيين ونشره على موقع مينغهوي الإلكتروني. كنت قد قرأتُ سابقًا إحصاءات مماثلة على مستوى المدينة والمقاطعة نُشرت على موقع مينغهوي، وفكّرتُ في تقديم إحصاءات عن حالات الممارسين الذين تعرّضوا للاضطهاد في منطقتنا منذ زمن طويل. ولكن عندما حان وقت التنفيذ، شعرتُ بصعوبة الأمر، فتوقّفتُ عن العمل.

وبما أنّني وجدت العمل على هذه الاحصائيّات لوحدي صعبٌ للغاية، رتّب منسّق محلّي ثلاثة منّا للعمل في هذا المشروع. قدّم الممارسون معلوماتٍ جمعوها مسبقًا ووزّعوها على مجموعات. اكتشفتُ أنّ عبء العمل في هذا المشروع هائل - فقد تعرّض مئات الممارسين للاضطهاد، وكلّ حالة من هذه الحالات تحتاج إلى التحقّق والتدقيق، وهو ما سيستغرق وقتًا طويلًا، وهو عملٌ لم أكن قد قمت به فيما مضى. هل سنتمكّن من القيام بعمل جيّد؟ شجّعنا الممارسون في المدينة وقرّرنا تولّي المهمّة. كما تشارك معنا الممارسون في المدينة والذين أعدّوا مثل هذه التقارير في السنوات السابقة، وأرشدونا طوال الطريق. كانوا صارمين في متطلّباتهم وطالبوا بالتدقيق والمراجعة بكلّ تفانٍ.

استقال اثنان من الممارسين الذين عملوا في المشروع بسبب انخراطهما في مشاريع أخرى، وتركتُ لوحدي لإكمال المهمّة. تتطلّب كتابة التقرير الموجز وقتًا وصبرًا كبيرين، لكنّني قرّرت القيام به مهما كانت التحدّيات، يجب أن أثابر. كنت أيضاً مواظبة على حضور مجموعة دراسة الفا اليوميّة، والقيام بالتمارين، ولم أفوّت أبدًا إرسال الأفكار المستقيمة. شجّعني الممارسون في المدينة باستمرار. بعد عام، أعددنا ملخّصًا يغطّي الاضطهاد على مدار عشرين عامًا في جميع مدن وقرى المقاطعة. بعد مراجعة الممارسين له وإضافة بعض التعديلات عليه، نُشر على موقع مينغهوي. كانت الصعوبات التي واجهتها في هذه العمليّة تُصقلني وتختبر صبري، لقد مكّنتني هذه التجربة من تعهّد الصبر في كلّ مرّة أشعر فيها بالاستياء أو الانزعاج. تخلّصت من العديد من الأمور المرتبطة بثقافة الحزب الشيوعي الصيني، بما في ذلك عادّة التقصير المتجذّرة. بالنظر إلى الماضي، كان المعلّم هو من دفعني إلى الأمام. من خلال جمع حالات الاضطهاد، اكتسبت خبرة أكبر في كتابة المقالات لاحقًا.

رأى الممارسون في المدينة، الذين استمرّوا في مساعدة منطقتنا في إعداد التقرير، خبرتي في هذا المجال، وطلبوا منّي المساعدة في كتابة حالات اضطهاد الممارسين في المدينة. وهكذا بعد أن ظننت أنّني أستطيع أن أتنفّس الصعداء، تأتيني مهمّة جديدة. كنت خائفةً بعض الشيء، وفكّرت أن أرفض الانخراط في المشروع، ولكن بما أنّ الممارسين تواصلوا معي، فربّما كان هذا ترتيب المعلّم. يجب عليّ أن أتحمّل هذه المسؤولية، ولذلك تحمّلتها. ولأنّني فعلتها سابقًا، كنت أعرف كيف أفعل الأشياء، لذا كان الأمر أسهل هذه المرّة.

كانت هذه أيضًا عمليّة تعهّد. أحيانًا كنت أقضي ساعات وأنا أبحث في حالة اضطهادٍ واحدة دون أن أجد شيئًا. ما وجدته على الإنترنت كان ناقصًا، كنت أشعر بالاستياء وألوم الممارسين الآخرين أثناء بحثي عن المعلومات: "لماذا لم يقدّموا معلومات كاملة عند إعدادهم التقرير؟ أين تمّ اعتقال الممارس؟ أين صدرت عقوبته؟ وفي أي وقت؟ أحيانًا، تأتيني حالات تتكون من جملة واحدة، كيف يمكنني إعداد تقريرٍ والعمل على هذا؟" ثم فكّرتُ: "في ظلّ ظروف الاضطهاد آنذاك، لم يكن من السهل الحصول على المعلومات عن الممارس واختراق جدار الحماية على الإنترنت ونشرها على مينغهوي. جميع الممارسين استثنائيّون. كيف لي أن أكون انتقائيةً في اختيار التقارير؟" مرّة أخرى، كشف هذا استيائي. ومع العمل على المشروع لعدّة أشهر، تمكّنتُ أخيرًا من تصنيف وتنظيم تقرير عن حالات الاضطهاد يغطّي مئات الممارسين.

عندما أُطلق سراحي من السجن، اقترح عليّ ممارسون في المدينة أن أكتب وأكشف تجربتي مع الاضطهاد. وهكذا كتبتُ تقريرًا يبيّن المعاملة الظالمة التي تعرّضتُ لها، ونشرته على موقع مينغهوي. في أحد الأيّام، أحضر أحد الممارسين طبعة محليّة من مجلة مينغهوي الأسبوعيّة وجاء إلى منزلي. قال: "هذا يصف ما مررتي به. لقد تبادلنا الآراء مع بعضنا البعض للتوّ، وفكّرنا في توزيعه. أردنا أن نسألك أوّلًا إن كانت لديك أيّ مخاوف، لأنّ الناس في منطقتنا يعرفونك جيّدًا." قلتُ: "بما أنّني لا أخشى فضح الاضطهاد، فلا مشكلة في توزيع نسخ كثيرة من هذه الصحيفة. من يجب أن يخشى الفضيحة هم رجال الشرطة الأشرار الذين قاموا باضطهادي".

في ذلك الوقت، نشرت ثلاث طبعات محليّة من صحيفة مينغهوي الأسبوعيّة روايتي عن كيفيّة تعرّضي للاضطهاد. ولاحقاً عندما تمّ اعتقالنا من جديد، استمرّت صحيفة مينغهوي في الإبلاغ عن الأفعال الشريرة التي ارتكبتها شرطة أمن الدولة، حيث أجرى الممارسون مكالمات هاتفيّة مع رئيس شرطة أمن الدولة والقاضي، وأرسلوا رسائل لتوضيح الحقيقة. سمعتُ رئيس شرطة أمن الدولة يقول إنّه يتعرّض لضغوط شديدة. بعد إطلاق سراحي، ذهبتُ إلى مركز الشرطة لأطالب باستعادة ممتلكاتي التي حُجزت بشكل غير قانوني، نفى الرئيس مصادرتهم لأيّ مقتنيات وقالوا لي أنّه لم يكن موجودًا في المكتب ورفض رؤيتي.

علاقة مُقدّرة مقدّسة

أشعر أنّ لديّ علاقة مُقدّرة وعميقة مع الممارسين من حولي. ربّما كنّا خلال تناسخاتنا في التاريخ آباء أو أشقّاء أو أصدقاء مقرّبين أو أقارب. ندرس الفا معًا، ونمارس التمارين، ونخرج لنُعرّف الناس على الدافا، ونعقد مؤتمرات لتبادل الخبرات. عندما اشتدّ الاضطهاد، كان من يتعثّر يساعده الآخرون على النهوض؛ ومن يضلّ، لا يتركه الممارسون ولا يتخلّون عنه. ومن يُضطهد، يستخدمون تعاليم فا المعلّم لإيقاظه مرارًا وتكرارًا. شكّل الجميع جسدًا واحدًا، وأرسلوا أفكارًا مستقيمة، واستخدموا الفا كبوصلة لمقاومة الاضطهاد.

في سنوات إثبات الفا، معظم الأنشطة والمشاريع نجحت بفعل التعاون وبفضل مشاركتي العمل مع الممارسين الآخرين. "يو" وهي زميلة ممارسة لديها الكثير من الأفكار المستقيمة والفهم الواضح المبني على مبادئ الفا. قاومت الاضطهاد بأفكار مستقيمة ولم تستسلم أبدًا عندما كانت في السجن. بدا أنّها تعاني من كارما المرض، ولم يكن أمام الشرطة خيار سوى إطلاق سراحها. مرّ على تلك الحادثة أكثر من عشر سنوات ولا نزال نواظب على دراسة الفا ضمن مجموعة صغيرة محليّة. لدينا انسجامٌ رائعٌ في العمل معًا، ونخرج لتوضيح الحقيقة وتوزيع المنشورات. أنا ويو شريكتان جيّدتان. ننتج الموادّ بسرعةٍ وسلاسة. عندما نلاحظ مشاكل في بعضنا البعض، نقولها علناً دون تحفّظ، ولا ينزعج أحداً. الآن وقد انتقلت إلى منطقةٍ أخرى، أتذكّر الأوقات التي وثقنا فيها بترتيبات الفا، وأدركتُ كم كانت تلك الفترة ثمينة.

"هونغ" وهي ممارسة محليّة تكبرني بثلاث سنوات، كانت أكثر شخصٍ تشاركت معه العمل على مشاريع الفا. نسّقنا وتعلّمنا المهارات معًا، واشترينا اللوازم والمعدّات، وساعدنا الممارسين في إنشاء مواقع إنتاج الموادّ. خرجنا معًا لتوزيع الموادّ، وتعاونّا، وبذلنا كلّ ما في وسعنا لإثبات الفا. هونغ في حالةٍ جيّدةٍ من التعهّد، وهي مسؤولة عن موقع التمارين في منطقتها الجديدة، وتواظب العمل على مشاريع الدافا وتنسيق الأمور.

بحكم عملنا معًا لفترةٍ طويلة، كانت تظهر خلافات بين الحين والآخر، ومع أنّني أقول لنفسي دائماً "انظري إلى الداخل"، إلّا أنّ المشكلة تبقى قائمة، لأنّني غالباً ما كنت أنظر إلى الخارج. لاحظ الممارسون انشغالنا الدائم، وخروجنا المتكرّر، وأشاروا إلى بعض المشاكل مثل تعلّقنا المتمثّل بإنجاز أشياء عديدة، وكيف أنّنا كنّا نسعى للقيام بكلّ شيء وتحمّل مسؤوليّة كافّة الأشياء المتعلّقة بالفا، وكيف كنّا نتأثّر حين يتمّ إطراؤنا ومدحنا من قِبَل الممارسين. إلّا أنّني لم أُعر اهتمامًا لهذه الملاحظات ولا لتعهّدي رغم سماعي ومعرفتي بوجود هذه التعلّقات لديّ.

تمّ اعتقالي أنا وهونغ أثناء توزيعنا للمنشورات. بعد تفكير عميق، أدركتُ أنّني كنتُ منشغلةً جدًّا بالعمل على طباعة الموادّ، ولم أتعهّد بثبات. تسبّب هذا في خسائر فادحة لجماعة الممارسين بأكملها. بعد عودتنا إلى المنزل، تبادلنا أنا وهونغ عدّة حوارات صادقة، وصحّحنا ما لا يتوافق مع الفا. استأنفنا مسؤوليّاتنا وعملنا معًا.

أمّا "موتشون" وهو ممارس آخر في منطقتي، فهو يجيد ترديد الفا عن ظهر قلب، ولديه حسّ عالٍ بالمسؤوليّة. بسبب الاضطهاد، تمّت معاقبته وأصبح يتقاضى معاشًا تقاعديًا منخفضًا. وجدت له زوجته وظيفة سهلة في مدينة أخرى براتب جيّد، لكنّه رفض الانتقال. اختار البقاء ووضع التعهّد في المقام الأوّل، وعمل في وظائف محليّة. من توصيل الطلبات على درّاجة ناريّة، ثم درّاجة ثلاثيّة العجلات، والآن أصبح سائق سيارة أجرة، يسافر بين المدن والقرى، ودائمًا ما يفعل الأشياء لإثبات الفا. كثيرًا ما نستخدم سيّارته لتوصيل المطبوعات، ويحصل أن نتشاجر بين الحين والآخر. كلٌّ منّا يصرّ على أنّه هو المحقّ، ولكن دائما يكون موتشون هو من يستسلم.

في إحدى المرّات، اتّفقنا مع محامٍ على الذهاب إلى مركز الاحتجاز لزيارة الممارسين المحتجزين. كنّا سنتأخّر على الموعد، ولم نكن نعرف الطريق جيّدًا. أشرنا أنا وهونغ بقلق إلى الاتّجاهات عشوائيًّا، وأصررنا على أن موتشون يسلك الطريق الخطأ. انزعج وبدأ يقود بسرعة، حتّى أنّه لم يخفّض من سرعته عندما اقتربنا من حفرة في الطريق، الأمر الذي جعلني أتقيّأ، وارتطم رأسي بسقف السيارة. أدركت حينها أنا وهونغ أنّنا أخطأنا الطريق وأنّه كان محقّاً في المسار الذي سلكه، فاعتذرنا. خلال عملنا معًا في الماضي، كانت هناك حالات كثيرة أصرّيتُ فيها على أنّني على حقّ، لكنّني كنتُ غالبًا ما أُلقي باللوم على موتشون. كنتُ أتحدّث بحدّة وتعالٍ، وقد كان جليّاً أنّ هذه الأفعال هي مظهرٌ من مظاهر ثقافة الحزب الشيوعي الصيني. تأمّلتُ في داخلي بعد عودتي إلى المنزل، وكيف أنّني لم أُحسّن تعهّد نفسي. ضربتُ رأسي في سقف السيّارة، ومع ذلك لم أنظر إلى داخلي. اعتذرتُ في اليوم التالي عندما التقيتُ بموتشون. ضحك كأن شيئًا لم يكن.

أمّا "مي" وهي ممارسة تقطن معي في نفس المنطقة تتّسم بالعقلانيّة والحكمة. إنّها بارعة في تنظيم الأمور. في عام ٢٠٠١، بعد عودتي من بكين، كانت أوّل شخصٍ أذهب لرؤيته. اشتريتُ قماشًا لصنع لافتات صغيرة تحمل رسالة "فالون دافا جيّدة". ربطنا أكياس رمل صغيرة من كلا الطرفين، وخرجنا ليلًا لتعليق اللافتات على الأشجار. لاحقاً واظبنا على الخروج معًا لتوصيل الموادّ ولصق الرسائل في الأماكن العامّة. كانت تدير عملًا تجاريًّا وكانت دائماً مشغولة. كلّما لجأتُ إليها طلبًا للمساعدة في أمورٍ تتعلّق بإثبات الفا، كانت دائمًا تترك أشغالها في المتجر وترافقنا. وكانت مي هي من ينسّق العمل بين الممارسين في المجموعات الصغيرة لدراسة الفا، وتخرج لتوضيح الحقيقة، وتكتب رسائل تُخبر الناس بفوائد ممارسة الدافا، وتبلي بلاءً حسنًا في إنقاذ الممارسين ومقاومة الاضطهاد. من حينٍ لآخر كنّا نتعرّض لمشاكل كانت بمثابة اختبارٍ لتعهّدنا أثناء عملنا معًا. من خلال النظر إلى داخلنا، حُلّت هذه المشاكل لاحقًا.

يسرّني أن أتذكّر دائمًا كيف عاملني الممارسون معاملة حسنة، وكيف ساعدوني مساعدة غير مشروطة، وأنا ممتنةٌ لهم. في الأوقات الصعبة، ساعدني الممارسون بإيثار. عندما كنت في السجن، ساعدوا عائلتي التي رأت السلوك النبيل لتلاميذ الدافا، وأشادت بجودتهم.

تقدّمنا يدًا بيدٍ لأكثر من عشرين عامًا على طريق إثبات الدافا. لم تُثنِنا الصعوبات والعوائق. سنواصل التعاون، ونتصرّف بأفكار مستقيمة، ونسير معًا على درب الألوهيّة الذي أعدّه لنا المعلّم.

شكرًا لك أيّها المعلّم! شكرًا لزملائي الممارسين!

(تمّ اختيار هذا المقال لمؤتمر الفا الصيني الثاني والعشرين على موقع Minghui.org)