(Minghui.org) لطالما عزمتُ على أن أضبط نفسي وأُحسن التصرّف في تعلّقي بتصفّح الإنترنت واستخدام هاتفي المحمول. قبل بضعة أيّام، بينما كنتُ أُراجع دفتر مُذكّراتي لأرى النقاط التي قصّرت بها في مسار تعهّدي، بقي بند "تصفّح الإنترنت للاطلاع على محتوى الناس العاديين وتصفّح مواقع التسوّق" دون تغيير. ارتجفتُ وسألتُ نفسي: "كيف يُمكن لمُمارسٍ حقيقيٍّ أن يسمح لنفسه بالتصرّف بهذه الطريقة؟ لماذا لم أُتحسّن في هذا الجانب؟ لماذا بقي أدائي سيّئًا على مدى هذه الفترة الطويلة في هذه الناحية؟ ما هو مصدر المشكلة التي تسبّبت في استمرار هذه المشكلة كلّ هذا الوقت؟"

بحثتُ في موقع مينغهوي ووجدتُ مقال "تجميعات مينغهوي: التخلّص من إدمان الهواتف المحمولة واستعادة حالة التعهّد الأصلية". من خلال قراءة المقالات التي شاركها زملائي الممارسين، استلهمت واكتسبت الكثير. هنا، أودّ أن أتحدّث عن فهمي الشخصي بناءً على تجاربي الأخيرة في التعهّد.

من تجربتي الشخصيّة وتجارب زملائي الممارسين، يتّضح أنّ إدمان الإنترنت والهواتف المحمولة مشكلة شائعة ومضرّة للغاية. فالممارس الذي يستطيع التخلّي عن تعلّقه بالحياة والموت ليتصرّف بصلاح، قد تمّ إزعاجه واختطافه من قبل الشرّ الكامن في هذه الشاشات من حيث لا يدري. وهذه حقاً تجربة مؤلمة وخطيرة للغاية.

بالنظر إلى داخلي، اكتشفت أنّني أقلّ درايةً وفهماً لهذا الأمر، وأنّ فهمي لتعاليم المعلّم عن الإنترنت والهواتف المحمولة كان سطحيًّا، وكذلك مقارنة بـ الفا التي تُدرّس في جوان فالون. ولأنّني لستُ على فهمٍ عميقٍ بمبادئ الفا، لم تكن أفكاري المستقيمة قويّةً كما يجب. لم أبذل جهدًا كبيرًا في ممارسة التعهّد الحقيقيّ والراسخ.

قال المعلّم:

"الوضع في مجتمع اليوم فوضى عارمة، والإنترنت أصبح خليطاً من شتّى أنواع الشرور - إنه أشبه بالشيطان، وهذه الأشياء أشبه بدوّامة، كلّ ما يدخلها يختلط ويندمج مع كلّ شيء آخر. إنّه خطرٌ على المجتمع، وعلى عقول الناس وأخلاقهم وتقاليدهم، ويغيّر طريقة عيشهم." ("تعاليم الفا المُقدّمة في مؤتمر الفا بنيويورك ٢٠١٦"، مجموعة تعاليم الفا، المجلّد XIV)

"تلك الأشياء هي تقنيات لكائنات فضائيّة، ويتمّ استخدامها من قِبل الشياطين لإغواء الناس، ودفعهم إلى التخلّي عن كلّ ما يجري في حياتهم، وتجعلهم مدمنين عليها. إنكم تضيعون حياتكم في ملاحقتها، ومع ذلك لا تزالون غير راغبين في التخلّي عنها! هذا لا يليق حتى بالشخص العادي، فكيف بمُمارس يقوم بالتعهّد." ("تعاليم الفا المُقدّمة في مؤتمر الفا بنيويورك ٢٠١٦"، مجموعة تعاليم الفا، المجلّد XIV)

"قد يقول الناس أنّه لا يهمّ ما يشاهدونه بأعينهم، وأنّهم يستطيعون التوقّف عن النظر إلى شيء متى ما أرادوا. لكن هذا غير صحيح. عندما تشاهدون شيئاً ما، يكون هذا الشيء قد دخل بالفعل. ذلك لأنّ أيّ شيء يمكنه أن ينسخ نفسه في أبعاد أخرى، لذا كلما طال نظرك إلى شيء ما، كلما زاد حضوره. بغضّ النظر عن ماهيته، سواء كان على التلفاز أو على الكمبيوتر، فإنّه يدخل بمجرّد أن تنظر إليه. ومع تراكم هذه الأشياء السيّئة في عقلك وجسدك، فإنّها تسيطر على أفعالك." ("تعاليم الفا المُقدّمة في مؤتمر الفا بنيويورك ٢٠١٠"، مجموعة التعاليم المُقدّمة حول العالم، المجلّد XI)

أدركتُ أن العالم الافتراضي على شاشات الأجهزة المحمولة هو في الواقع أشياء ماديّة حقيقيّة، وله حياة في بُعد آخر. كلّ يوم، تمتلئ المواقع الإلكترونيّة للناس بالموادّ السوداء القادمة من البشرية في هذا المستوى المتدنّي، وجميع أنواع الأرواح الشريرة والمنخفضة المستوى، مثل الشهرة والمكاسب الشخصيّة والشهوات والرغبات، التي تُغري باستمرار التعلقات البشريّة التي لم نتخلّص منها بعد. يبدو أنّ الإنترنت، المنتشر في كلّ مكان، يُوفّر الراحة للناس، لكن الحقيقة هي أنّه يُغوي البشريّة ويُفسدها على نطاق واسع. عندما يدخل الناس إلى الإنترنت، تدخل هذه الموادّ وهذه الكائنات إلى أدمغتنا وأجسادنا من خلال أعيننا.

أصبح الإنترنت بالفعل أمرًا طبيعيًّا في المجتمع، لكنّه في الواقع جعل بيئة تعهّدنا أكثر تعقيداً. إن كيفيّة استخدامنا للهواتف المحمولة والإنترنت تُعدّ اختبارًا هامًا لمدى صدق وصلابة تعهّدنا. والحلّ الذي ذُكر في "مجموعة مينغهوي: التخلّص من إدمان الهواتف المحمولة واستعادة حالة التعهّد الأصليّة" هو التخلص من إدماننا عليها.

لقد وضعت لنفسي حلولاً وأنماطاً مُحدّدة للتخلّص من هذا التعلّق، مثل كتابة ملاحظات للتذكير والتحذير وإيقاظ نفسي، والالتزام بتنفيذ هذه الأمور بدقّة. على سبيل المثال، كتبت ملاحظة لنفسي: أوّلاً، الدخول إلى موقع مينغهوي. ثانياً، الدخول إلى المواقع التي يديرها ممارسي الفالون دافا، وأن أكون واضحًا بشأن هدفي أثناء إتمام المهمّة، وعدم تصفّح أيّ محتوى مخصّص للأشخاص العاديّين. ثالثاً، عدم الدخول إلى المواقع الإلكترونيّة للأشخاص العاديين، ولكن إذا كان عليّ الوصول إلى موقع ويب عادي، فسأقوم بالدخول تحديداً لتحقيق غاية معيّنةوأنهي المهمّة في أسرع وقت ممكن. رابعاً، ما لم أكن بحاجة إلى القيام ببعض المهام بهاتفي المحمول، فلن ألمسه وسأضعه فورًا بعد الانتهاء ممّا أحتاج إلى فعله به.

بالنظر إلى الأوقات التي أثّرت عليّ فيها مثل هذه المشاكل، فإنّ السبب المعتاد هو تعلّقي بالراحة ورغبتي في الاسترخاء. عادةً ما كانت فكرة البحث عن الراحة أو الاسترخاء هي التي تجعلني غير قادرة على الحفاظ على الشينشينغ. بعد أن أفتح هاتفي أو أدخل موقعًا إلكترونيًا عاديًا، كان وعيي الرئيسيّ يُهزم أمام الشرّ، بسبب فضولي.

تبدو ثغرات التعلّق البشري، كالبحث عن الراحة والاسترخاء والفضول، أموراً عاديّة، بل وحتّى بديهيّة، لكنّها في الواقع خطيرة للغاية. أيّ عنصر قد يدفع الممارس للانحراف عن معايير الـ"شينشينغ" التي وضعها لنفسه هو عنصر خطير. وكلّما بدت هذه العناصر عادية، كلّما زادت قدرتها على تخدير وعينا الأساسي، ممّا يزيد من خطورته.

كلما اقتربنا من النهاية، ارتفعت متطلّبات ومعايير الـ"شينشينغ" لدينا. لذلك، كلّما اكتشفنا تعلّقات، يجب علينا فورًا التعرّف عليها، والتخلّص منها، وعدم السماح لها بالسيطرة علينا. عندما تظهر الأفكار النابعة من التعلقات، يجب علينا رفضها فورًا، وعدم الاعتراف بأنّ هذه التعلّقات والأفكار نابعة من وعينا الرئيسيّ، حتّى لا ننجرف وراءها. ويمكننا تلاوة"الفا" فورًا كوسيلة للتخلّص منها.

في الماضي، عندما كنت أدخل إلى موقع Dynaweb، كنت أتابع الأوضاع السياسيّة المحلية، وجرائم الحزب الشرير، وتعليقات الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، وأطّلع على الأخبار التي تحكي عن سقوطه الوشيك. حتى أنني وجدتُ عذرًا واهياً يُساعدني على توضيح الحقيقة. لكنّني اكتشفتُ أنّ مجرّد القيام بذلك يُحرّك مشاعري ويُثير فيّ التعلّق.

قال المعلّم:

"لا تُعرِ اهتمامًا لشؤون السلالات الغابرة،

فكلّ شيء سيُصبح واضحاً عند عودتك إلى الوطن عند وصولك إلي الكمال" من قصيدة ("الوضوح عند الحصول على الطريق"، هونغ يين الثاني).

هناك أيضًا العديد من الأمور في العالم الدنيوي التي قد تبدو صحيحة، لكنّنا جميعًا بحاجة إلى التعهّد الفعلي من خلال التفكير في معانيها من منظور الفا. كلّما كان عالم المُمارس أنقى، كانت أفكاره المستقيمة أقوى.

في الماضي، كنتُ أعتاد النظر إلى هاتفي المحمول قبل النوم. الآن، أصبحت أستمع إلى بودكاست مينغهوي، محوّلاً العناصرالسيئة إلى أمور جيّدة.

بعد أن وضعتُ معايير واضحة لنفسي، كانت تجربتي أثناء تأمّلي في صباح اليوم التالي أنّه بمجرّد أن دخلتُ في حالة من الهدوء، خطرت لي كلمة "العالم السفلي". عندها أدركتُ أنّ الأشياء الموجودة على مواقع الناس اليوميّة هي مواد ماديّة من العالم السفلي، ولا يمكنني أن أسمح لهذه المادّة السوداء والقذرة القادمة من العوالم الدنيا أن تلوّثني. لا يمكنني أن أسمح لكائنات شريرة ضعيفة القدرة والمستوى من هذه العوالم الدنيا بدخول فضائي ومجال طاقتي.

شعرتُ لاحقًا أنّ وعيي الرئيسي قد ارتفع إلى السماء، على ارتفاع آلاف الأمتار. نظرتُ إلى أسفل فرأيتُ قطعة مظلمة تحت قدمي، وأصبحت مشاعري تجاه العوالم الدنيا أكثر وضوحًا ووعياً. نحن ممارسو الدافا نمارس التعهّد منذ سنوات طويلة، ونحن بالفعل في عوالم المستويات العليا. لذا لا يمكننا العودة لجمع القمامة من المستويات الدنيا. بل وأكثر من ذلك، أصبح وعيي الرئيسي مستيقظًا وهادئًا. شعرتُ بسكينة عميقة، كما لو أنّ أجزاء أخرى من دماغي قد غطّت في سبات. شكرًا لك أيّها المعلّم!

خلال الأيّام القليلة الماضية، أشعر أنّني بصحّة جيّدة وأنني أنقى ولم يعد هناك الكثير من التداخل كما كان الحال من قبل.

مستواي محدود، لذا يُرجى تصحيحي إن كان هناك أي مجال للتحسين.

المقالات التي يشارك فيها الممارسون فهمهم عادةً ما تعكسُ إدراك الفرد في مرحلة زمنيّة معيّنة بناءً على حالة تعهّده، وتُقدّم بهدف الارتقاء سويّة.