(Minghui.org) على مر السنين، أدركت مدى أهمية وقوة أفكارنا. قبل ممارسة الفالون دافا، لم أكن أعتقد أن عقلي يمكن أن يؤثر على جسدي أو محيطي أو مستقبلي. أفهم الآن أنه يجب عليّ أن أتغير بشكل جذري من الداخل لكي أعود إلى ذاتي الأصلية. في هذه المناسبة الخاصة بيوم الفالون دافا العالمي، أود أن أشارككم تجربتي في طريقي لاكتشاف ذاتي وكيف تغيّرت حياتي بشكل كبير.

في بداية مراهقتي، كنت أتساءل عما إذا كان لأفكاري أي أهمية. لم أجرؤ أبدًا على الشتم بصوت عالٍ، ولكن ماذا عن الشتائم التي في ذهني؟ قيل لنا كثيرًا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أن نتبع حدسنا، ولكن ماذا يعني ذلك؟ كنت أعتقد أنني يجب أن أتبع مشاعري وعواطفي. كانت لدي أحلام، وكنت أطمح أن أعيش حياة سعيدة، وأن أسافر حول العالم، وألّا أعاني من الألم. لكنني أدرك الآن أنني سمحت لنفسي بأن تضللني أوهام هذا العالم المادي. لقد كانت ذاتي الحقيقية موجودة بداخلي، لكنها كانت محاصرة تحت طبقات عديدة من مفاهيم هذا المجتمع. الطريقة الوحيدة لأجد فيها نفسي هي أن أتعلّم كيف أتعرّف على هذه المفاهيم وأرفضها.

عندما بدأت قراءة جوان فالون لأول مرة، كنت في أوائل العشرينات من عمري. كنت أبحث عن طريقة للتعامل مع التوتر والتعب الناتجين عن العمل، إذْ كنت أعاني من طفح جلدي يشتدّ كل بضعة أسابيع. كان الاستياء لا يراوحني وكنت أحاول إرضاء الناس من حولي. لقد أذهلني كتاب جوان فالون، وواصلت القراءة رغم أنني لم أفهم كل شيء ولا أهمية بعض المواضيع المطروحة. ومع ذلك واصلت القراءة، وتدريجياً بدأت أفهم شيئًا جديداً في كل مرة وبدأت أشعر بالعديد من التغييرات. كلما قرأت الكتاب أكثر، أصبحت أفهم بشكلٍ أوضح وكلما تمكنت من تسليط الضوء أكثر على ذاتي الحقيقية. توقفت عن طلب زيادة في الراتب. وبدلاً من ذلك، ركزت على الأشياء الجيدة في عملي. توقفت عن اظهار مشاعر الاستياء تجاه زوجي. لم أعد انخرط في الصراعات التي تخصّ أشخاصًا آخرين. توقف ألم ركبتي الذي منعني من الركض وأحيانًا حتى من المشي واختفى تمامًا. كذلك اختفى الطفح الجلدي الناجم عن التوتر والتعب. وهكذا، مثلما كان قلبي يمرّ بكثير من التغييرات، كذلك كان جسدي أيضاً يختبر تغييرات ملحوظة.

قال المعلم، "عندما يرتفع الشينشينغ يحصـل تغيّر كبير في جسمكم، مع ارتفاع الشينشينغ، من المؤكّد أنّ مادّة جسمكم سوف تتحوّل. (المحاضرة الأولى، جوان فالون)

في أوائل الثلاثينات من عمري، بدأت في حفظ هونغ يين ولونيو وجوان فالون. توسّعت آفاقي الفكرية. أصبحت أشعر بالحيوية وتمكنت من القيام بأشياء كثيرة في نفس الوقت الذي كنت أربّي أول ولدين لدي. أدركت أنه عندما كنت أشعر بالتوتر والانفعال بسبب صخب الحياة وضجيجها، كان أبنائي بالمثل أكثر صخباً وأكثر تطلبًا. يومًا بعد يوم، ركزت على قضاء يومي بابتسامة، وعلى التراجع بخطوة إلى الوراء وعيش اللحظة بعقل صافٍ أثناء القيام بالأمور الحياتية البسيطة.

ركزت اهتمامي على كبح مشاعر الاستياء عندما يعود زوجي إلى المنزل متأخرًا من العمل. لقد رفضت الأفكار السيئة حول التشكّي من الأعمال المنزلية التي كانت تبدو وكأنها لا نهاية لها. اكتشفت العديد من القصص المذهلة عن الصين القديمة، وعن الحق والرحمة والصبر. لقد غيرت وجهة نظري للعالم وبدأت في تبنّي المزيد من الأفكار التقليدية. اتخذت تربية أطفالي اتجاهًا جديدًا. كانوا يعيشون بدون شاشة تلفزيون وألعاب الفيديو. نما إبداعهم ومهاراتهم الموسيقية يومًا بعد يوم. إنهم أطفال سعداء ولطيفون وأنقياء.

الآن، في أواخر الثلاثينات من عمري، مررت بالعديد من المحن، بعضها مؤلم للغاية، خاصّة منذ ولادة ابننا الثالث، المصاب بالتثالث الصبغي ٢١ (متلازمة داون). لقد سمحت لي دافا بأن أفرّق بين مشاعري وبين ذاتي الحقيقية والسيطرة الكاملة على أفكاري. لقد تمكنت من استخدام العقلانية التي اكتسبتها على مدى سنوات من قراءة الفا للحفاظ على الهدوء أو العثور على السلام في مواجهة الضغوطات الكبيرة. علاقتي مع زوجي مبنية على اللطف والتفاهم المتبادلين، وقد تمكنّا من تحمل آلام الحياة معاً بوئام. أصبحنا أكثر حكمة والفضل في ذلك يعود لدافا. أشعر الآن أكثر من أي وقت مضى أنه يجب عليّ أن أحافظ على ذهني نقيًا وأبتعد عن كل المغريات في هذا العالم. يجب أن أنتبه إلى ما يدور في ذهني، وأتلو الفا لمساعدتي في الحفاظ على تركيزي. إذا كان ذهني مملوءًا بالصراعات التي لا تنتهي بين الناس في المجتمع، فعندها أكون مثل الناس العاديين. إذا كان قلبي صافياً ولم أقلق بشأن الأشياء التافهة التي تدور من حولي، فأنا خارج هذا العالم ولدي فرصة للحصول على مستقبل مشرق في المستويات العليا في السماء.

أود أن أشارك الجميع قصيدة المعلّم من هونغ يين:

"من لا يكترثللأحزان والأفراح الاعتياديةهو ممارسمن ليس له تعلّقاتبالخسارة والمكاسب الدنيويةهو أرهات"("التحرّر من العوالم الثلاثة،" هونغ يين)

(تمّ اختيار هذا المقال للاحتفال بيوم الفالون دافا العالمي على موقع مينغهوي)