(Minghui.org) في التعهّد، يجب علينا أن نتخلّص من المفاهيم البشريّة ونصحّح أفكارنا وأفعالنا باستمرار. غالبًا ما تظهر المفاهيم البشريّة في البيئة العائليّة. المحيط الأنسب للتقدّم في مسيرة تعهّدي، هو العيش مع زوجي.

أخذ الصّعوبات على أنّها سعادة

بدت حياة زوجي مريحة حقًا. تراه إمّا مستلقياً على السّرير يلعب بهاتفه المحمول، أو يتسكّع مع الأصدقاء. غالبًا ما كان يغادر المنزل دون أن يخبرني بذلك. وأحياناً لا يردّ على مكالماتي الهاتفيّة. وكثيراً ما كان ينسى طلباتي لشراء بعض الحاجيات.

في صباح أحد الأيّام، بعد أن انتهيت من القيام بجميع الأعمال المنزليّة – تنظيف النّوافذ، ومسح الأرضيّة، والطّهي، قال زوجي أنّ لديه بعض المهامّ وغادر المنزل. في حين أنني عملت بكدٍ وجدٍ في المنزل، إلا أنه خرج ببساطة لإضاعة الوقت. لم أكن أعرف إلى أين كان ذاهبًا أو ماذا سيفعل. رغم أنّه أخبرني بأنه سيخرج، إلا أنّني بقيت أشعر بالاستياء. ثم فكّرت في طباعه وعاداته السّيئة، وبدأ قلبي يخفق. شعرت بالاستياء الشّديد وفكّرت في الانفصال عنه.

فيما بعد، أدركت أنّه كتلميذة لدافا، يجب عليّ أن أتعهّد نفسي وألّا أوجّه اللّوم للآخرين. حينها، تذكّرت كلمات المعلّم "أخذ الصعوبات على أنها فرحاً" في مقال "مستويات" من كتاب الأساسيات من أجل المضي قدماً بجدّ، الجزء الأوّل. عندها فقط أدركت أنّني كنت بعيدة عن معايير الفا.

قلت لنفسي: "المعاناة هي شيء جيّد لأنّها عمليّة يتم فيها إزالة للكارما". "كيف لا أكون سعيدة؟ من اليوم فصاعداً، سأعتبر المعاناة فرحاً وأتجاوز تلك المفاهيم البشرية السّيئة. بهذه الطريقة، عملت بما استنرت إليه من تعاليم المعلّم. وتدريجياً، أصبحت هادئة وسعيدة.

وبعد بضعة أيّام، عاد استيائي تجاه زوجي مرّة أخرى. قمت بإعداد ثلاثة أنواع من الطعام لوجبة الغداء. وضع الأطباق على الطاولة وبدأ في تناول الطّعام. لم أكن سعيدة بأسلوبه فيما يخص آداب المائدة. لكن في نفس اللّحظة، ذكّرتني تعاليم المعلّم، بأن آخذ المعاناة على أنّها فرحة. كنت في جدال مع نفسي لفترة من الوقت وأتساءل ماذا يجب أن أفعل. قرّرت أن أتّبع تعاليم المعلّم، لأنّها هي الطّريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها تحسين الشينشنغ لديّ. غمرت الفرحة قلبي على الفور.

إزالة التعلّقات ورفع مستوى الشينشنغ

في إحدى الأمسيات، أردت أن أتمشّى مع زوجي، لكنه رفض. ذهبت لوحدي وعندما عدت، خرج وغاب لأكثر من ثلاث ساعات. أزعجني هذا التصرف، وبدأت تراودني أفكار سيّئة عنه مرّة أخرى.

إثر شعوري بالانزعاج، نظرت إلى داخلي وطرحت على نفسي سلسلة من الأسئلة: لماذا شعرتُ بالتّعاسة، هل لأنّه رفض التنزّه معي عمدًا؟ هل شعرت بالإهانة لأنّه تجاهلني؟ هل حياتي الزوجيّة سعيدة؟ هل لديّ تعلّق بالرومانسيّة مثل الأشخاص العاديين؟

لا ينبغي للممارس أن يكون لديه هذا النّوع من التعلّقات. إذا لم أذهب للتّنزه، سيكون لديّ المزيد من الوقت لإخبار الناس بحقيقة الفالون دافا. بغياب زوجي عن المنزل، كان بإمكاني إنجاز الكثير من الأشياء المهمّة. ثم تغيّر مزاجي وهدأ خاطري .

لقد صدمتني تلك الأفكار والمفاهيم التي تطوّرت مع مرور الوقت؛ وفي بعض الأحيان، جملة واحدة كانت قادرة أن تكشف العديد من التعلّقات. في أحد الأيّام، كنت متعبة جدًا بعد تنظيف المطبخ بالكامل، واحتجت أن آخذ قسطاً من الرّاحة. عندما دخلت غرفة النّوم، رأيت زوجي يلعب بهاتفه المحمول. ثمّ ذكر أنّه يودّ أن يأخذ قيلولة قصيرة. انتقدته على الفور، "لقد قمت بالتّنظيف طوال الصّباح، أمّا أنت فلم تفعل شيئًا سوى اللّعب بهاتفك!"

بمجرّد أن خرجت الكلمات، أدركت أنّ الشينشنغ لدي كان بعيدًا جدًا عن المعيار المطلوب. في الواقع، كانت تلك الكلمات تحتوي على تعلّقات من الغضب، والكراهيّة، والغيرة ومشاعر سيّئة أخرى. وسرعان ما عملت بجدّية لطرد هذه التعلّقات. ومنذ هذه الحادثة، أصبحت، كلّما مرّت بذهني فكرة غير مناسبة، أتفطّن لها على الفور، وتختفي تلك الأفكار السّيئة في لحظة.

في إحدى المرّات، وبصفة مفاجئة، راودتني فكرة مفادها أنّه يجب على زوجي أن يصحح سلوكه، ويمكنني أن أرسل أفكارًا مستقيمة لمساعدته على التحسّن. كانت أفكاري صادقة من أعماق قلبي. بعد هذه الفكرة، بدا أنّ زوجي أصبح شخصًا يمكنه تحمّل المسؤوليّة. لقد تغيّر موقفه تجاهي بشكل جذريّ. أصبح يردّ على مكالماتي، ويتّصل بي، ويعلمني عندما يتأخر في الخارج. كما أصبح أيضاً يقوم بشراء الحاجيات اليوميّة. هذه الأشياء لم تحدث من قبل. ومن الواضح أنّ قوة الأفكار المستقيمة تظهر، إذا تمّ إرسالها بإخلاص نحو الآخرين.

رفض التعاون مع الاضطهاد

من خلال دراستي لتعاليم دافا، تعلّمت أيضًا أنّه لا ينبغي لنا، نحن الممارسين، أن نعارض الاضطهاد فحسب، بل يجب علينا أيضًا أن نلهم الآخرين للقيام بذلك.

قال المعلّم لي، مؤسس الفالون دافا،

“… مهما كان الوضع، فلا تتواطأ مع مطالب الشر أو أوامره أو ما يحرّضْ عليه. إذا كان بإمكان الجميع فعل ذلك، عندها سيتغيّر المحيط”. ("الأفكار المستقيمة لتلاميذ دافا قويّة"، الأساسيات من أجل المضيّ قدمًا بجدّ. الجزء الثاني)

ذات مرّة، جاء عدد من ضباط الشّرطة لمضايقتي في المدرسة التي أعمل فيها، وطلب مني المدير مقابلتهم في مكتبه. لكنّي رفضت بحجّة انشغالي بتحضير الموادّ التّعليميّة للحصص. ثم جاء سكرتير المدير، والذي ولم يكن يعرف سبب زيارة الضّباط، واقترح عليّ أن أذهب معه لتجنّب المشاكل.

أردت أن أعطي مثالاً لكي يعرف النّاس أنّهم ليسوا مضطرّين إلى التّعاون مع الشرّ في اضطهاد الممارسين. قلت إنّ النّاس لديهم حرية المعتقد وأن ممارسة الفالون دافا ليست جريمة.

وأكدّت له: "لن أتعاون مع أيّ من المطالب والأوامر غير القانونية، ويجب عليك أيضًا ألا تستسلم لتصرّفاتهم غير القانونية". ثمّ قلت أنه يجب أن أغادر الآن. لم يقل شيئًا ورافقني إلى الطّابق السّفلي، ثم استدار وعاد إلى مكتبه.

لقد أرسلت أفكارًا مستقيمة عندما عدت إلى منزلي. جاء نائب المدير، لكنّني لم أفتح الباب. بعد فترة، طرق بابي عدد من رجال الشّرطة بقيادة سكرتير الحزب ورئيس النقابة العمّاليّة. أردت أن أظهر للنّاس أنّ الشرّ لن ينجح، إذا قاوم الممارسون. لقد تجاهلتهم واستمرّيت في إرسال الأفكار المستقيمة. وبعد فترة قصيرة غادر الجميع.

كما تمنّيت، أن يتعلّم الموظّفون في المدرسة من هذه الحادثة، وأنّه بإمكانهم رفض التّعاون مع السّلطات. وهذا ما حصل! لم أعرف لاحقاً كيف تعاملت إدارة المدرسة مع الضّباط، لكن منذ ذلك الحين، لم تنجح أيّ محاولة لمضايقتي من قبل أيّ شخص.

كسر بروكسي شبكة الانترنت

على مرّ السّنين، تمكّنت دائمًا من اختراق البروكسي للوصول إلى موقع مينغهوي الإلكتروني وEpoch Times. كنت على يقين، أنّ الاتّصال بالإنترنت تمّ ترتيبه بواسطة المعلّم لممارسي دافا، ولا يمكن لأيّ شرّ أن يتدخّل. على الرّغم من أنّني فشلت في بعض الأحيان، إلا أنّني لم أستسلم أبدًا ونجحت في النّهاية بسبب أفكاري المستقيمة القويّة. لقد تمكّنت من إنجاز الأشياء الهامّة عبر الإنترنت كما هو مطلوب، حتّى عندما كان المنع من دخول الشّبكة في أشدّ حالاته. كانت هذه بركة المعلّم.

أضع دائمًا دراسة تعاليم الفالون دافا على رأس أولوياتي. هذا لا فقط يجعلني مرتاحة ويمنعني من التراخي والتراجع في تصحيح الفا فحسب، بل يساعدني أيضًا على تعزيز طاقتي، خاصّة بعد إرسال الأفكار المستقيمة. بتوجيه من دافا وحماية المعلّم، سرت بسلاسة على طريق التعهّد على مرّ السنين.