(Minghui.org) منذ العصور القديمة، كان السلوك الأخلاقي مهماً في الحفاظ على النظام في المجتمع. من خلال الامتناع عن الانغماس في الرغبات الغير مقبولة، يتجنب المرء المخاطر ويتلقى البركات. القيام بخلاف ذلك قد يؤدي إلى الهلاك.

فيما يلي بعض الأمثلة حول كيفية اتباع الناس للمبادئ الأخلاقية في العصور القديمة في الصين، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع العلاقات بين الرجل والمرأة بشكل لائق.

الملك شوان والملكة جيانغ

كانت الملكة جيانغ زوجة الملك شوان خلال عهد أسرة تشو (١۰٤٦ قبل الميلاد - ٢٥٦ قبل الميلاد) في الصين. كانت شخصا فاضلا يتبع دائما المبادئ الأخلاقية.

ذات مرة استيقظ الملك في وقت متأخر ولم يذهب إلى البلاط الملكي في الوقت المحدد كالمعتاد. في اليوم التالي، خلعت الملكة غطاء رأسها وثوبها الملكي وارتدت الملابس الخاصة بالسجناء، وركعت في الخارج أمام القصر. ثم أرسلت خادمة لتقول للملك: "بسبب شهوتي، أساء جلالتك التصرف ووصل متأخرا إلى البلاط الملكي. عندما تجعل الشهوة الملك ينسى الفضيلة، فهذه بداية الفوضى. لأنني أنا التي افتعلت المشكلة، من فضلك عاقبني".

قال الملك، الذي كان رجلا عاقلا، "هذا خطأي وليس خطأك". ومنذ ذلك الحين أصبح يذهب دائما إلى البلاط الملكي مبكراً ويعمل بتفاني. وبسبب ذلك، ازدهرت البلاد، وتم الاعتراف به كملك بارع في عهد أسرة تشو.

هناك قول مأثور مفاده أن "الملكة الجيدة تجلب ازدهار الأمة، والزوجة الصالحة تجلب السعادة للعائلة، والصديق الجيد يعطي نصائح مفيدة".

بان جييو والإمبراطور تشنغ

كانت بان جييو (٤٨ قبل الميلاد إلى ٢ م) شاعرة خلال عهد أسرة هان (٢۰٦ قبل الميلاد إلى ٢٢۰ م). ولدت في لوفان (في مقاطعة شانشي اليوم)، وكانت ابنة المسؤول العسكري بان كوانغ وخدمت لاحقا في بلاط الإمبراطور تشنغ.

أعجب الإمبراطور بجمالها وموهبتها، وأمر بصنع عربة فاخرة خاصة به ودعا "بان" لتركبها معه. لكن "بان" رفضت قائلة: "على مر التاريخ، كان دائماً يرافق الملوك المحترمون وزراء بارعين. إذا كنت سأركب معك في الأماكن العامة، سيقارن الشعب سلوكك بسلوك جي من أسرة شيا، وتشو من أسرة شانغ، ويو من أسرة تشو [كل منهم هو الأخير في سلالاتهم]. أنا لن أخالف/أنتهك مبدأ أخلاقيا من خلال/ب تفضيل الشهوة على الفضيلة". فهم الإمبراطور ولم يصر على أن تركب معه.

أشادت وانغ تشنغجون، والدة الإمبراطور ببان قائلة: "نحن محظوظون لأن لدينا فان جي في العصور القديمة وبان جييو في الوقت الحاضر". كانت فان ملكة الملك تشوانغ ملك تشو. عندما رأت فان زوجها مشغولا بالصيد والشرب والنساء كل يوم، رفضت أكل اللحوم وارتدت ملابسها بمفردها (دون مساعدة الخدم) تحت القمر والنجوم لتعلمه درسا وتكون له قدوة. إثر ذلك غير الملك تشوانغ سلوكه وأصبح فيما بعد أحد أكثر الملوك إنجازا خلال فترة الربيع والخريف (۷۷٠ قبل الميلاد - ٤٨١ قبل الميلاد).

على الرغم من جهود بان، إلا أن الإمبراطور تشنغ انغمس في الشهوة في السنوات اللاحقة، خاصة مع الإمبراطورة تشاو فيان وشقيقتها تشاو هيدي. ومات في بؤس ولم يترك وريثا.

مثال آخر هو الإمبراطور شوانزونغ من أسرة تانغ (٦١٨ إلى ٩۰۷). في بداية حكمه، أدار البلاد بشكل جيد مع المسؤولين المخلصين والبارعين. ومع ذلك، في وقت لاحق وثق في المسؤولين الغادرين مثل لي لينفو، وانغمس هو في الرفاهية والشهوات، مما أدى إلى تراجع أسرة تانغ.

وبالمثل، كان تشين شوباو، منغمسا دائما في النساء والغناء، بل ودعا مسؤولي البلاط للانضمام إليه. وفي النهاية، أدى نمط الحياة هذا إلى نهاية عهد أسرة تشن.

كتب لاو زي في تاو تي تشينغ، "أكبر خطيئة هي الانغماس في الشهوة. أكبر كارثة هي عدم الرضا. أكبر خطأ هو الجشع. لذلك، عندما يعرف المرء حدود الشهوات، سيكون سعيدا دائما".

مقاومة الإغراءات

هناك حكاية في التاريخ الصيني حول "خداع النبلاء بنار المنارة". حاول الملك "يو" من سلالة دجو جاهداً أن يجعل ملكته باوسي تضحك لكنه لم ينجح. ثم أشعل نار المنارة، إشارة لجميع الشرفاء/النبلاء للتجمع ومحاربة العدو الغازي. عندما جاء الشرفاء/ النبلاء، لم يكن هناك عدو، وضحكت باوسي عليهم. تكررت هذه الخدعة عدة مرات، لذلك لم يعودوا يثقون بالملك ويصدقونه. ولسوء الحظ، عندما ظهر العدو فعلا، تجاهل النبلاء نار المنارة، وهزم الملك ثم قتل.

كانت تشنغ ماو خادمة في مملكة تشو. في أحد الأيام، صعد الملك تشنغ على منصة عالية تطل على القصر الداخلي. نظرت جميع سيدات البلاط الملكي إلى الأعلى، على أمل أن يجذبن انتباهه، باستثناء تشنغ، التي تابعت سيرها بشكل عادي.

عندما رأى الملك أنها تختلف عن الآخرين، فوجئ وقال، "مهلا!أيها السيدة، هل تنظرين إلي؟

لكن تشنغ لم ترد أو تنظر إلى الأعلى.

قال الملك: "إذا نظرتِ إلي مرة واحدة، فسوف أجعلك قرينة (سيدة بلاط أقل من الملكة بمستوى واحد)".

لكن تشنغ لم تنظر إلى الأعلى.

"إذا نظرتِ إلي، سأعطيك ألف قطعة من الذهب"، تابع الملك. وسيصبح والدك وإخوتك مسؤولين أيضا".

استمرت تشنغ في السير ولم تنظر إلى الأعلى.

أثار تصرفها فضول الملك ونزل من المنصة وسألها، "القرين هو منصب مرموق، وكان من الممكن أن يكون والدك وإخوتك مسؤولين مهمين. كان من الممكن أن تحصلي على كل ذلك أذا نظرتِ إليّ. لماذا رفضتِ؟"

"جلالة الملك، لقد سمعت أن المرأة يجب أن تتمتع بأخلاق حميدة وأن تحافظ على كرامتها. إذا نظرت إليك عندما كان جلالتك واقفاً على المنصة العالية، فلن يكون هذا محترماً. إذا كنت تغريني بلقب أو رتبة رسمية ونظرتُ إلى الأعلى، فهذا يعني أنني أسعى وراء الشهرة والثروة. سأتصرف ضد مبادئي. لو فقدتُ أخلاقي وكرامتي، فكيف لي إذن أن أخدم جلالتك؟

أشاد بها الملك لأخاقها العالية ومنحها لقب قرين.

التصرف بشكل لائق مع الجنس الآخر

يمر الوقت بسرعة، وقد تخلى العديد من الناس في الوقت الحاضر عن القيم الأخلاقية التقليدية. لكن ممارسي الفالون دافا، الذين يتبعون مبادئ الصدق والرحمة والصبر، قادرون على العيش بكرامة وطهارة.

قال شاب جميل ذات مرة لممارس يدعى دينغ، "عيد الحب قادم. هل اشترت لك زوجتك الزهور؟

"لا، نحن متزوجين منذ سنوات عديدة، ولا نكترث لهذه الأمور" ، أجاب دينغ.

عندما سأل الشاب، "ماذا لو اشتريت أنا لك الزهور؟" قال دينغ، "لا، من فضلك لا تفعل ذلك."

لدى الممارس جينغ العديد من زميلات العمل. في أحد الأيام، قالت له واحدة منهن، "أنت تبدو لطيفاً جداً. هل يمكن أن أقبّلك؟"

"توقفي عن هذا الهراء الآن"، أجاب جينغ.

ذات مرة، أثناء تناول الطعام في مطعم، أمسكت زميلة أخرى كانت تجلس بجواره بيده تحت الطاولة. ولكن جينغ سحب يده على الفور وغادر.

الطهارة والكرامة

هونغ هي أم عزباء غيرت شقتها السكنية عدة مرات على مر السنين. وتحاول دائماً أن تفعل الأشياء بنفسها بدلا من طلب المساعدة من زملاء العمل الذكور أو الممارسين الذكور.

من صيانة الشقق إلى أعمال الإصلاح البسيطة، قضت أحيانا الكثير من الوقت في البحث عبر الإنترنت كي لا تطلب المساعدة من أحد. ذات مرة، توقف محول الدش عن العمل، ومرة أخرى تعطلت مروحة الحمام. وقامت بتصليح كلاهما بنفسها.

كما أمضت الوقت في مساعدة ابنتها في واجباتها المدرسية. عندما عاشت الفتاة مع والدها (كان الزوجان مطلقان)، كان تحصيلها في المدرسة متدني. لكن بعد شهر من بدء هونغ في الاعتناء بابنتها، تقدمت وأحرزت علامات عالية. بعد فترة، أصبحت هي الأفضل في المدرسة.

قالت هونغ: "تعلمني الفالون دافا أن أعيش بكرامة وطهارة". "لا توجد محناً يمكن أن تمنعني من أن أعيش هكذا."