(Minghui.org) كنت سجينًا محكومًا عليه بالإعدام مع تأجيل التّنفيذ لمدّة عامين. وبسبب صعوبة العيش في السجن، وإلى جانب صحّتي السّيئة والعمل المكثّف، كدت أفقد الأملفي الحياة.
في عام ٢٠٠٦، كلّفني حرّاس السّجن بمراقبة ممارسي الفالون غونغ. عندما عشت مع ممارسي الفالون غونغ، كنت ممتنا لفهم المعنى الحقيقيّ للحياة. لقد بدأت في ممارسة الفالون غونغ.
في السجن، على الرغم من أنني لم أتعلّم الـفا بشكلٍ منهجيٍّ ولم أقرأ جوان فالون، إلّا أنّني قد تحملت المحن العديدةبفضل إيماني الراسخ بالحقّ والرّحمة والصّبر، وتحت حماية المعلّم تجاوزت الصّعوبات بكرامة.
عندما تمّ إطلاق سراحي في عام ٢٠٢٢، كتبت تجاربي في ممارسة الدّافا، وأرسلتها للمعلّم، وشاركتها مع زملائي الممارسين، وشجّعت نفسي على التّحسّن.
١– رأيت أمل الحياة عند ممارسي دافا
بعد عام ٢٠٠٠، أُرسل العديد من ممارسي الفالون غونغ إلى السّجن الذي كنتُ معتقلًا فيه. بسبب التضليل الإعلامي المزيّف حول الفالون غونغ على شاشة التلفزيون، ابتعدت في البداية عن ممارسي الفالون غونغ وكنت أراقبهم بصمتٍ.
فيما بعد، رتّب حرّاس السّجن لي ولسجينين آخرين مراقبة أحد ممارسي الفالون غونغ الشباب، أنيو، الذي كان قد دخل السجن للتو. طلب منّا حرّاس السجن عدم السماح لأنيو بالتحدث مع المعتقلين الآخرين، ومراقبته طوال الوقت، وتزويد حراس السجن بتقريرٍ عن وضعه.
كان أنيو شابًا نحيفًا نسبيًا يرتدي نظارات. كان لطيفاً جداً. فيذلك الوقت، أراد أحد موظّفيالمكتب ٦١٠ “تحويله” وإجباره على كتابة بيان يتعهد به أن يتخلى عن الممارسة بعد الآن، لكنه لم يرضى بكتابته. أمر الحارس المسؤول السجناءبالتّهجّم على دافا وإهانته وضربه وتعذيبه. أخبرنا أنيو أنه بغضّ النّظر عن الطريقة التي عامله بها حرّاس السّجن، فهو لا يكرههم؛ لقد اعتبرهم كأفراد عائلته، وطلب منهم ألّا يفعلوا أشياء سيئة.
أثّرت فيّ كلمات أنيو اللطيفة ورفضه معاملة السجناء بالمثل. لقد تعلّمنا جميعاً فلسفة الحزب القائمة على العين بالعين وواحدة بواحدة، وتعرّضنا لغسل أدمغتنا بفعل الدّعاية السّلبية التي أطلقها الحزب الشّيوعيّ الصّينيّ حول الفالون غونغ. لذلك، في ذلك الوقت لم أفهم سلوك أنيو في كيفيّة معاملة حراس السجن بلطف، وشعرت أن أنيو كان جبانًا بعض الشيء. بالاستماع إلى كلماته ومراقبة أفعاله، وجدت أنّ أنيو يعمل بجدٍ، ولا يخاف من القذارة، وإذا واجه الآخرون صعوباتٍ كان يبادر بالمساعدة. لقد كان شخصًا جيدًا في أذهان الجميع.
عندما تمّ سجْن ممارس فالون غونغ يُدعى بايفان، طلب مني أنيو أن أؤمّن المستلزمات اليومية لبايفان، وسألني عمّا يحتاجه بايفان. سألت أنيو إذا كان يعرف بايفان. فقال إنّه لا يعرفه، كلّ ما في الأمر هو أنهما ممارسان ينتميان الى نفس المدرسة. لقد تأثّرت عندما سمعت ذلك في السجن. يتحدّث جميع السجناء عن الحرص علىالمصلحة الشّخصيّة. كلّهم أنانيّون للغاية. يفعلون أشياء ذات نوايا أنانيّة قويّة؛ وهم لن يفعلوا أي شيء فيه إيثارٌ للآخرين أبداً. لقد نما إعجابي بممارسي الفالون غونغ وبدأت في التواصل معهم. سمعت أنّ ممارسي الفالون غونغ لا يمرضون ولا يتناولون الدواء، وقد أثار هذا اهتمامي. أدركت لاحقًا أنه بعد ممارسة الدافا، لا يصاب الجسم بالمرض، بل يزيل الكارما فقط، لذلك لم أتناول الدواء أيضًا.
لقد كنت أشعر بالاشمئزاز الشّديد من التعذيب اللاإنسانيّ في السّجن. عمل العديد من السّجناء ساعات إضافية في الورشة لمدة أربعة أو خمسة أشهر ولم يُسمح لهم بالعودة إلى زنزاناتهم للنوم. كثير من الناس يفكّرون باستمرار في إيذاء أنفسهم أو الانتحار.
رأيت أمل الحياة في تلاميذ دافا. اتّضح أنّه لا يزال بإمكان النّاس أن يعيشوا حياتهم متّبعين أسلوباً كهذا، وفقًا للصّدق والرّحمة والصّبر، وأن يكونوا أشخاصًا مستقيمين، أشخاصًا أفضل.
وفي وقت لاحق، أُرسل أحد ممارسي الفالون غونغ يُدعى تشومينغ إلى السّجن. كثيراً ما كان يلقي محاضراتٍ على السّجناء حول مبادئ دافا. في أحد الأيّام، أصيب أحد السّجناء فجأةً بسكتة دماغية وأغمي عليه. وصدُف أن مرّ تشومينغ وقتها. عندها قال للسجين مرّات عديدة: "تذكّر أنّ الفالون دافا جيّدة، والحقّ والرّحمة والصّبر جيدة، وستكون بخير".
لقد كانت علاقتي جيّدة مع ذلك السجين، وكنت أهتمّ به. لمدّة ثلاثة أيام، كنت أذهب كلّ يومٍ إلى طبيب السّجن لأسأل عن حالته. وقال طبيب السجن: "لقد ظل فاقداً للوعي منذ ثلاثة أيام وليالٍ، وقد يموت."
وبشكلٍ غير متوقّع، في اليوم الرّابع، استيقظ دون أيّ شللٍ. وعندما رأيته سألته: كيف حالك بعد فقدانك للوعي لمدة ثلاثة أيام وليالٍ؟ قال: "لم أكن أعرف أيّ شيءٍ، لقد رددت مرارًا وتكرارًا: "فالون دافا جيدة، والحق والرّحمة والصبر مبادئ كونيّة جيدة’، وبطريقةٍ ما عدت إلى الحياة". وفي الأيام التالية، كان يردد العبارتين باستمرار في قلبه. اكتشف الناس تدريجيًا أنه أصبح بصحّةٍ جيّدةٍ جدًا.
وكان هناك سجين آخر مصاب بالبهاق الشديد من وجهه إلى ساقيه. بعد أن فهم أن دافا كانت جيدة، كان يردّد كلّ يومٍ "فالون دافا جيدة، الحقّ-الرحمة-الصبر جيدة" ويحفظ أيضًا قصائد المعلم. وبعد أربعة أشهرٍ، حدثت معجزة: عادت بشرته إلى طبيعتها.
نظرًا لأنّ تشومينغ كثيرًا ما كان يخبر النّاس عن دافا، كان الكثير من النّاس يضمّون أيديهم معًا عندما يرون تشومينغ، ويحرّكون شفاههم ليقولوا: "فالون دافا جيّدة، والصّدق والرّحمة والصّبر جيّدة". ردّ شومينغ عليهم بنفس الطّريقة. وكان يبدو أن حرّاس السّجن لم تكن لديهم أيّ ردّة فعل على كلّ هذا.
حاول حرّاس السّجن عدّة مرّات إجبار تشومينغ على كتابة التصريحات الثلاثة للتّخلّي عن الفالون غونغ، وكان تشومينغ دائمًا يقول لا. وعندما يحاولون إجباره، كان يدخل في إضراب عن الطّعام. ذات مرّة، سأله أحدهم: "إذا كتبت التّصريحات الثّلاثة، سيخففون العبء عليك في السّجن، ويمكنك أيضًا تقليل عقوبتك، ويمكنك الاستمرار في الممارسة بعد خروجك". قال تشومينغ: "إذا خنت معتقداتي، فكيف يمكنني أن أظلّ إنسانًا؟" فماكانمن مُخاطِبه إلّاالعجزعن الكلام. لقد تأثّرت جدًّا لرؤية هذا. لقد أثّرت فيّ عقولهم النّبيلة. من خلال فهم الدّافا، قرّرت سرًا أن أكون شخصًا وفقًا لمبادئ الحقّ والرّحمة والصّبر، وأن أسعى جاهداً لأكون ممارساً حقيقيًا.
ذات مرّة عندما التقيت بممارس الفالون غونغ أنيو، قلت: "يمكنني تلاوة بعض النصوص المقدّسة للمعلّم". لم يصدّق ذلك، ولكنّي كتبت قصيدةً طويلةً للمعلّم. فقال بسعادة: "لقد تمّ إنقاذك". في أحد الأيام، رأيت ممارس الفالون غونغ دايو في الممر. وضعت يدي معًا وقلت: "فالون دافا جيّدة! الحق والرحمة والصبر جيدة! لقد ذهل للحظة، فقلتها مرة أخرى، وكان سعيدًا: "لقد نجوت."
٢– البدء في تعهّد وتعلّم الدافا
غالبًا ما كان يتحدّث الممارسان أنيو وبيفان عن الدّافا، وتعلّمت تدريجيًا أن الممارسة لها متطلّباتٌ روحيّة، أيّ استيعاب مبادئ الحقّ والرّحمة والصّبر. على الرّغم من أنّني لم أقرأ كتاب دافا، إلا أنّني، بمساعدة زملائي الممارسين، حفظت العديد من تعاليم المعلّم. كما بدأت أنظر إلى الدّاخل أثناء النّزاعات، وأدرس الفا، وأرسل الأفكار المستقيمة، وأوضّح الحقيقة للآخرين.
كانت صحّتي البدنية سيئة منذ أن كنت طفلاً. عانيت في السجن من النقرس وآلام أسفل الظهر والتهاب المفاصل ونزيف المعدة المتكرر. بدأت أردّد "فالون دافا جيدة، والحقّ والرّحمة والصّبر مبادئ كونيّة جيّدة"، وتعلّمت تمرين تأمل الفالون دافا في وضعيّة اللوتس مع تشومينغ. لكنّني لم أستطع التّخلّي عن التمارين التي تعلمتها من قبل. بعد القيام بتمارين الفالون غونغ، لم أتمكن من النوم لعدّة أيّام. أخبرني تشومينغ أنّني يجب أن أركّز على ممارسة واحدة فقط، لذلك قرّرت التخلّي عن التمارين التي كنت أمارسها من قبل والتركيز على الفالون غونغ. وسرعان ما اختفى الألم في جميع أنحاء جسدي.
أخبرني تشومينغ أيضًا أن المعلّم قال:
"سأقول لكم حقيقة: كلّ مسارتعهّدالإنسانهو بالتّحديد مسارنزعٍ مستمرٍّ لتعلّقاته." (المحاضرة الأولى، جوان فالون)
"قدرارتفاع الشينشينغ هونفسهقدر ارتفاع الغونغ." (المحاضرة الأولى، جوان فالون)
"في خطّ مواز، يجب أنيكونالممارسقادراًعلى التّجرّد: التّجرّد من كلّ التّعلّقات و كلّ الرّغبات الخاصّة بالنّاس العاديّين." (المحاضرة التاسعة، جوان فالون)
لقد قلت شيئًا سخيفًا جدًا في ذلك الوقت: "لم يعد لدي أيّ تعلّقات". في ذلك الوقت، كانت روح المنافسة لديّ قويّة جداً، ولم أكن أعرف أن أنظر إلى الدّاخل عندما أواجه الصّراعات. لقد نظرت دائمًا إلى الخارج، مما جعل تعهّدي صعب جدًا في البداية. أعطاني تشومينغ العديد من مقالات دافا لأحفظها. قال لي إذا حملته في قلبك فلن يستطيع أحد أن يسلبه منك.
لذلك بدأت بحفظ تعاليم المعلّم. لاحقًا، كلما التقيت بممارسي الفالون غونغ، كنت أطلب منهم تعاليم جديدة. أصبح الحصول على مقالات دافا سرّاً جزءًا من روتيني الحياتيّ في السّجن.
من خلال التّواصل مع ممارسي الفالون غونغ ودراسة التعاليم، اكتشفت أنّ لديّ عقليّة تنافسيّة قويّة. أثناء النّزاعات مع السّجناء، أخبرني تشومينغ أنّني ممارس ويجب ألا أعطي هذه الأمور أهميّة. فقلت: "سوف أتعهّد مرة أخرى بعد الصّراع معهم". لأنّني لم أنظر إلى الداخل، ولم أتخلص من تعلقي بالصّراع، ولم يتم حل الصراعات مع الآخرين. بعد سنوات عديدة، أدركت أن المعلم قد استخدم هذه الطّريقة لنزع روح المنافسة لديّ، لكنّني لم أنظر إلى الداخل لتنمية وتعهّد نفسي.
ذات مرة، أخبرني تشومينغ عن العين السماويّة. بعد حوالي عام من ممارسة التّأمل، رأيت ورودًا حمراء تتفتح. أخبرت تشومينج، فقال: "قد تكون عينك السماويّة مفتوحة". في أحد الأيّام وكان يوم أحد، رأيت فالونًا ذهبيًا صغيرًا ورمز السفاستيكا. قال تشومينغ: عينك السماوية مفتوحة. لقد كنت متحمسا جدا. وهذا شيء لم أتمكّن من تحقيقه في حياتي من خلال ممارسة تمارين أخرى.
كان هناك سجينٌ، وكان كثير من الناس يتنمرون عليه، ويوبخونه، بل ويضربونه. كان يعاني من مرض التهاب المفاصل الحاد. علّمه تشومينغ أن يردّد "فالون دافا جيّدة، والحق والرحمة والصبر جيدة". وبعد نصف عام شفي من مرضه. في أحد الأيّام، رأى فجأة عينًا كبيرة. سأل تشومينغ، فقال له تشومينغ: "إنه أمرٌ جيّدٌ، عينك السماوية مفتوحة." ومن خلال هذه الظواهر، أدركت عظمة الدافا، والتي عزّزت ثقتي في الممارسة. لم يمض وقت طويل بعد ذلك، أنهى ممارس الفالون غونغ تشومينغ عقوبته غير الشرعيّة وتمّ إطلاق سراحه.
حاولت التّأمّل في وضعية اللوتس الكاملة. وبمساعدة أحد الممارسين، قمت بذلك أخيراً. في البداية، لم أستطع الجلوس في هذا الوضع لأكثر من خمس ثوانٍ فقط، وكان جسمي كله يتصبّب عرقًا. لاحقاً، كنت أُسمع التّعاليم أثناء التأمل. أصبحت قادراً على أداء خمس دقائق، عشر دقائق، نصف ساعة، وأخيراً تمكنت من الجلوس لمدة ساعة.
لم أكن أعرف الكثير عن الفا، لكنّي علمت أن الحق والرّحمة الصّبر هي أعلى فا في الكون. دائماً أحاول أن أتبع مبادئ الحقّ والرحمة والصبر، بدءًا من أن أكون شخصًا جيدًا، ثم أتقدم خطوة بخطوة، وأخيرًا أكون قادرًا على أن أكون شخصًا استثنائياً.
وصلني خبرٌ أنّ والديّ كانا مريضين وتمّ نقلهما إلى المستشفى. كان أجر عملي في السجن لسنوات عديدة هو عدة آلاف من اليوانات، وعادّةً لم أكن أنفق الكثير منها. شرحت الوضع لحرّاس السجن، على أمل إيصال هذه الآلاف من اليوان إلى والديّ. لقد أثّر سلوكي في قلوب حرّاس السّجن: طوال هذه السنوات لم يرسل أيّ سجين أموالاً إلى عائلته من قبل. السّجناء في العادة يطلبون المال من العائلة وليس العكس. لقد أعجب بي الكثير من النّاس، وكان الجميع يعلمون أنني كنت أمارس الفالون دافا بالسّر. من خلال هذه الحادثة، عرف السجناء أنّ الأشخاص الذين يدرسون دافا كانوا مختلفين حقًا، كما أزالت هذه الحادثة تحيّز العديد من حراس السجن ضد الفالون دافا.
٣– توضيح الحقيقة وإنقاذ الناس
بعد أن بدأت الممارسة، أردت أيضًا أن أخبر الآخرين عن دافا، وبدأت في استغلال الفرص المختلفة لتوضيح الحقيقة وإخبار الآخرين بأن يردّدوا بصدقٍ "فالون دافا جيدة، والحقّ والرّحمة والصّبر جيدة" وبأن الأعمال المستقيمة ستُثاب بالجزاء الحسن.
في عام ٢٠١٨، كانت الأعمال الشاقّة في السّجن شديدةٌ للغاية، ولم يستطع السجين الذي يُدعى يان أنْ يتحمّلها، وقال إنه في حالةٍ مزاجيّةٍ سيّئة وأنّه لن يقوم بهذه الأعمال. في ذلك الوقت، كان هذا الحادث مثيراً للغاية. وهدّده العديد من حرّاس السّجن. تحدّث رئيس السّجن الملقّب بـ "المجنون" إلى يان عدّة مرّات، ولكن دون جدوى. وأمر أحد الحرّاس بأن يحبس يان بالأغلال وأن يقوم بتعذيبه.
قمت بزيارة يان عندما كان حارس السجن في استراحة الغذاء. قال يان إنه كان يخشى التعرّض للصّعق بالكهرباء، والتعليق، وأن يتمّ وضعه في الحبس الانفراديّ في المستقبل. وتساءل عما إذا كانت هناك طريقة أفضل لحلّ هذه المشكلة. لقد كان ودودًا معي، فقلت له: "لقد أرادوا جميعًا معاقبتك. الآن هناك طريقةٌ واحدةٌ فقط، وهي الترديد المستمرّ "فالون دافا جيدة، الحقّ-الرّحمة-الصّبر جيدة" وطلب المساعدة من الكائنات الإلهية. كان مقتنعاً. وكان جميع السجناء يتحدثون عن ذلك. كانوا ينتظرون رؤية شيء دراميّ يحدث. قال البعض إن رئيس السجن كان جديدًا، ومن المؤكد أنه يريد أن يفعل شيئًا ليان.
بعد مغادرة العمل في اليوم التالي، دعا رئيس السّجن يان إلى مكتبه. ربّت على كتفه وقال: أنا جديدٌ هنا. لا تسبّب لي مشاكل. يمكنك القيام بأيّ عملٍ تريده." لكنّ يان لم يوافق. وبعد أسبوعٍ، طلب حارس السّجن من يان أن يحزم أمتعته لأنّه تمّ نقله للعمل في مطبخ السّجن، وهو عمل رائع في السّجن. قال لي يان وهو يغادر: "شكرًا جزيلاً لك!" كما فاجأت هذه الحادثة السجناء الآخرين.
وبعد ذلك تمّ نقلي إلى سجن آخر وعملت في عيادة السجن. لقد استخدمت هذه الفرصة لتوضيح الحقيقة للمرضى. كان هناك سجين أصيب أسفل ظهره في مركز الاحتجاز. ولم يكن قادراً على المشي منتصب القامة لمدّة ١٢ عاماً. علّمته أن يردّد الأبيات:
"فكر مستقيم، عمل صالح
تقدّم من كل قلبك، لا تتوقف
تخلّص من الأشباح التي تعطّل الفا
"عامل جميع الكائنات بلطف" ("الآلهة الصالحة"، هونغ يين الجزء الثاني)
وبعد ثلاثة أشهر، شُفي من البواسير الشّديدة. وكانت البواسير قد تسبّبت فيظهور وتهدّل شرجه بمقدار خمس سنتيمترات، إلا أنّه قد شفي الآن، وتحسّنت أيضًا مشكلة معدته التي ظلّ يعاني منها لسنوات عديدة.
علّمته أيضًا أن يردّد"فالون دافا جيدة، الحقّ-الرّحمة-الصّبر جيّدة"، وأخبرْته أن قراءة هذه الكلمات تتوافق مع الفا العظيمة في الكون، وأنه سوف تحميه الكائنات الإلهية. لقد آمن حقًا واستمرّ في التلاوة. وبعد مرور نصف عامٍ، عندما أكمل عقوبته، تمكّن من الوقوف بشكلٍ مستقيم. حتى الحارس الذي رافقه إلى الخارج أصيب بالذهول: كيف يمكن لشخص عاجز عنالوقوف منذ دخوله أن ينتصبقائماً فجأةً ويركض؟
ذات مرّة، اصطحبت سجينًا يبلغ من العمر ٦٧ عامًا مصابًا بنوبةٍ قلبيّةٍ إلى مستشفى السّجن. وعندما شخّصه الطّبيب، أغمي عليه فجأةً، وكان ضغط دمه منخفضًا جدًا. مات في النّهاية. وفي اليوم التالي، اصطحبت سجينًا آخر يبلغ من العمر ٦٧ عامًا إلى مستشفى السّجن. وكان قد أصيب أيضا بنوبة قلبيّة. وصلنا للتوّ إلى هناك وأغمي عليه، وكان ضغط دمه منخفضًا جدًا. بعد أن استيقظ، قلت له، بالأمس توفيّ مريض بسبب نوبةٍ قلبيّةٍ، إذا كنت تريد أن تعيش، فردّد بسرعة "الفالون دافا جيّدة، الحق والرحمة الصّبر جيدة". قال: لا أستطيع تذكّر الكلمات. فقلت: ردّد معي. وعندما وصل الطبيب تمكن من ترديدها. ثمّ تمّ نقله إلى المستشفى وتعافى. وعندما رآني في نهاية فترة سجنه شكرني. فقلت له: لا تشكرني. أشكر المعلّم لي والفالون دافا."
٤– تحت حماية معلّمي، تغلّبت على العديد من الصّعوبات
في إحدى المرّات تعرّضت لتعذيب شديد في السّجن بسبب دراستي للدّافا، وسُجنت في زنزانة انفراديّة مرّتين، حيث تعرّضت للتّعذيب اللاإنساني. لكن لم يزعزع أي من هذا إيماني بكوني شخصًا جيّدًا وأن أتعهّد بثبات. تحت حماية المعلّم، مشيت عبر العديد من المحن الشيطانية بطمأنينة.
وفي عام ٢٠٠٨، تمّ احتجاز رجلٍ في السّجن. قال إنه كان "مسؤول الاتصال في موقع ممارسةٍ للفالون غونغ". لأنّني كنت جديدًا في الممارسة، اعتقدت أن مستوى ممارسته كان مرتفعًا، وأردت التّواصل معه. لذلك أخذت زمام المبادرة للاتصال به. لكنه لم يتمكّن حتّى من حفظ أيٍّ من التعاليم، وقال إنّه لا يمكن للمرء أن يتعهّد في السّجن، لأنّه لا فائدة إن لم يقرأ كتاب دافا.
واعتقد حرّاس السّجن أنه مسؤؤل الاتصال، فوفّروا له أوضاعاً ميسّرة لـ"تحويله". وسرعان ما "تحوّل"، وتعاون أيضًا مع الحرّاس "لتحويل" ممارسي الفالون غونغ الآخرين. لقد كشف عن العديد من مواقع إنتاج المنشورات وقام بالعديد من الأشياء السّيئة الأخرى. ورأى أنني حازمٌ، فأبلغ حراس السجن عني. لقد تم تعذيبي بالأغلال في زنزانةٍ انفراديّة.
طلب مني أحد حرّاس السّجن أن أكتب اعترافًا، لكنّني رفضت ذلك. لقد أرسلت أفكارًا مستقيمةً للقضاء على عوامل الشّرّ التي تقف وراءه. ونتيجةّ لذلك، أصيبت قدمه اليسرى أثناء لعب كرة السلّة في ذلك اليوم. وبعد أيّام قليلة تحسّنت حالته. لقد جاء إليّ مرّة أخرى، فكنت هادئاً وأرسلت أفكارًا مستقيمة مرّة أخرى. مما أدّى إلى التواء قدمه اليسرى أثناء الجري. وبعد أسبوع واحد، تحسّنت حالته، وجاء إليّ مرّة أخرى. لقد أرسلت الأفكار المستقيمة مرّة أخرى. وفي وقتٍ لاحقٍ سقط على الدّرج وأصيبت قدمه اليسرى بجروحٍ خطيرةٍ مرّةً أخرى. ربّما تفطّن للأمر ولم يزعجني أبدًا مرّة أخرى بعد ذلك.
وبعد أربعة أشهر، تمّ نقلي من الزّنزانة الانفراديّة إلى زنزانةٍ أخرى. كنت قد فقدت ١٠ كيلوغرامات من وزني، واضطررت إلى الجلوس في وضع القرفصاء لمدة ١٦ ساعةٍ يوميّاً بسبب ضغط الأغلال، ولم يسمح لي بالجلوس على الأرض. وبسبب التّعذيب، تخدّر كاحلي الأيمن، ولم أستطع المشي. تدربت على المجموعة الخامسة من التمارين، وقرأت تعاليم المعلّم وقصائده التي كنت أعرفها. وبعد شهرين تعافت قدمي. لقد شهد هذا الكثير من الناس ووصفوه بأنّه شيءٌ مذهل.
ذات مرّة، تمّ الإبلاغ عن ممارسين لتمريرهم التعاليم الجديدة للمعلّم، مما تسبّب في ذعر موظّفي المكتب ٦١٠. لقد أرادوا التّحقيق في هذه القضيّة. لقد أرسلت أفكارًا مستقيمة مع زملائي الممارسين. تحت حماية المعلّم، لم يتمكّن موظفو المكتب ٦١٠ من العثور على من قام بتمرير التعاليم، وانتهى التحقيق دون نتيجة.
لقد كنت مكبّلاً وذهبت إلى نائب مدير السّجن وقلت: هناك أربع حالات فقط يجبر فيها السّجين على ارتداء الأغلال، وأنا لا أنتمي إلى أيّ منها. لقد كان غاضبًا ثم عذّبني بشدّة. لقد قمت بإضراب عن الطّعام وإضراب عن الماء لمدّة خمسة أيّام، وأنا أتلو "فالون دافا جيّدة، الحق والرّحمة والصّبر جيّدة". لقد تحدث معي حرّاس السّجن عدّة مرّات، وأرادوا الحصول على بعض المعلومات عن الممارسين في السّجن. لكنّني أفضّل المعاناة بدلاً من خيانة زملائي الممارسين. وسرعان ما تمّ إخراجي من الزّنزانة الانفراديّة.
لأنّ أحد السّجناء ذهب إلى حرّاس السّجن للشكوى، قائلًا إنني علّمت الناس ترديد "الفالون دافا جيّدة، والحقّ والرّحمة والصّبر جيّدة"، رتّب لي حرّاس السجن للانضمام إلى خطّ الإنتاج للقيام بالأشغال الشاقّة من أجل مشروع كهربائيٍّ ثقيل. فقلت لنفسي: "تخلّى عن الحياة والموت، واترك التعلّقات".
"إذا كنت لا تهتمّ ولا تضعها في ذهنك، مع المعلّم والفا هنا، فما الذي تخاف منه؟" (محاضرة في سيدني)
لقد كنت أرسل أفكارًا مستقيمة. وعندما كنت أعمل، كنت أردّد "فالون دافا جيّدة، والحقّ والرّحمة والصّبر جيّدة".
على الرّغم من أنّني حصلت على دافا في عام ٢٠٠٦، إلا أنّني لم أخرج من السّجن إلا مؤخّرًا. لذلك، لم أدرس الفا بشكلٍ منهجيٍ، وفهمي للدافا هو يعتمدعلى أحاسيسي فقط. بعد إطلاق سراحي من السّجن، قرأت جوان فالون عدّة مرّات، وما زلت لا أستطيع فهم بعض تعاليم المعلّم، لذلك ما زلت ممارسًا جديدًا. ولحسن الحظّ، تلقيّت المساعدة من الممارسين الذين التقيت بهم في السّجن. في ممارستي المستقبليّة، سأضاعف جهودي للقيام بالأشياء الثّلاثة، وتنمية نفسي، والوفاء بالعهود التي قطعتها في الماضي، والعودة إلى الموطن الاصلي مع المعلّم.
مازلت مبتدئاً في الممارسة، وفهمي سطحيٌّ. إذا قلت شيئاً لا يتوافق مع الفا، فصحّحوه بلطف.
حقوق النشر لــــ © ٢٠٢٣ Minghui.org. جميع الحقوق محفوظة