(Minghui.org) خلال سنتها الأولى في المدرسة الثانوية، خضعت ابنتي لتبدّلٍ ملحوظٍ وأصبحت الطالبة الأولى في صفها. كان العديدُ من آباء زملائها في الفصل يشعرون بالفضول لمعرفة قصة نجاحِها. لقد كنت أنفعل عندما كنت أتذكر مسار رحلتها. لقد أدركت أن ما جعلها تتفوّق هو ممارستُها للفالون دافا.

منذ خمسة عشر عامًا، بعد وقت قصير من ولادة ابنتي، بدأتُ ممارسة الفالون دافا الروحية. والتي بدورها لا فقط ساعدتني على الشفاء من داء الفقار العنقي والتهاب الكبد الوبائي (ب) فحسب، بل أدّت أيضًا إلى تغييراتٍ إيجابيةٍ في نمطِ حياتي. لقد أقلعْتُ عن التدخين والشرب وابتعدت عن أصدقائي المشاكسين. لقد تعلمت إعطاءَ الأولوية لعائلتي والتفاني في وظيفتي. كان لدافا تأثيرٌ عميقٌ على صحتي الجسدية والعقلية.

عندما كانت ابنتي في المدرسة الابتدائية، عرّفتهاّ على دافا. بدأنا بتحفيظها بعض القصائد من هونغ يين التي ألّفها المعلّم لي، مؤسس الفالون دافا. في المدرسة الإعدادية، بدأت في التعمّق أكثر في عالم الفا، وخصّصَت من خمس إلى عشر دقائق كل يوم لتعاليم المعلّم. وقد انعكسَ هذا التفاني باستمرار في علاماتها العالية.

ومع ذلك، في الفصل الدراسي الثاني من عامها الأول في المدرسة الإعدادية، خلال جائحة كوفيد عام ٢٠٢٠ والتحوّل إلى الدراسة عبر الإنترنت، انخفضت درجاتها بشدة. أصبحت مهووسةً بالإنترنت إلى درجة الإدمان. غالبًا ما فشلتْ في إنهاء واجباتها المدرسية اليومية. لقد عاندت توجيهاتنا، وفي بعض الأحيان كانت تفقد أعصابها عندما نوبخها. غالبًا ما كانت تنسحب إلى غرفتها بحثًا عن العزاء في هاتفها المحمول وجهاز الكمبيوتر.

ومع مرور الوقت، تدهورت حالتها المعنوية. كانت تتصارعُ مع مشاعر شديدة، وكانت تتلفظ أحيانًا بكلمات يائسة مثل "الحياة لا معنى لها". أصبح الوضع سيئًا للغاية لدرجة أنها فكرت في اتخاذ إجراءات جذرية.

عندما استؤنفت الدراسة وجها لوجه بعد انتهاء جائحة الكوفيد، كانت مثقلةٌ بتراكم الواجبات غير المنجزة منذ فترة التعليم الإلكتروني، مما أدى إلى إحجامها عن العودة للمدرسة. لقد بذلنا أنا وزوجتي كلَّ ما في وسعنا لإقناعها، ولكن لم ترضَ بالعودة إلا بعد مرور أسبوع، حيث كانت متأخرة بالفعل. وكما كان متوقعا، انخفضت علاماتها. لقد كانت فترة صعبة بالنسبة لعائلتنا، حيث عانت زوجتي كثيرا إثر معاناتها.

على الرغم من أنني أيضًا كنت قلقاً بشأن ابنتي، لكن باعتباري تلميذاً لدافا، كنت أعلم أنه يجب علي أن أنظر أولاً إلى الداخل في هذا الوقت العصيب. أدركت أن التأثيرات المجتمعية ساهمت في هوسها. لقد فشلت أنا وزوجتي في تدارك الضرر وسمحنا بحدوث ذلك دون أن نتّخذ الإجراءات المناسبة. لقد قررنا عدم إلقاء اللوم على ابنتنا، بل مواجهة هذا التحدي معًا. لقد ساعدناها في التغلب على العقبات، واحتفلنا بتقدمها مهما كان صغيرا. تم وضع خطة لتقليل الوقت الذي تقضيه أمام الشاشات تدريجيًا دون قيود مفاجئة. قدمت زوجتي دعمًا لها أثناء قيامها بواجباتها المدرسية وحتى أنها كانت تنام في غرفتها. لقد بحثنا أيضًا عن أنشطة مفيدة لمشاركتها معها.

وبفضل جهودنا المتضافرة، تحسنت ابنتي. على الرغم من أنها لم تتخل تمامًا عن الإنترنت، إلا أننا لا نزال ثابتين في الالتزام بخطتنا. لقد حققت أداءً جيدًا بشكل استثنائي في امتحان القبول بالمدرسة الثانوية وتم قبولها في مدرسة ثانوية مرموقة. وقد سهّلت البيئة الإيجابية في مدرستها الجديدة عملية انتقال سلسة، وارتفعت علاماتها إلى القمة.

وهي الآن تحاول ممارسة ضبط النفس. مع زيادة المتطلبات الأكاديمية، شجعناها على مواصلة الاستماع إلى تعاليم المعلّم لي ودراسة الفا. وهي الآن تخصص ساعة يوميًا لدراسة الفا، لأنها تدرك العلاقة بين دراسة الفا ونجاحها الأكاديمي.