(Minghui.org) ذكر المعلّم لي كلمة "النقاء" عدّة مرّات في تعاليمه. فكّرت في هذا بعمق وحاولت فهم أهميّتها. نحن نطهّر أفكارنا وأجسادنا باستمرار. وفي الوقت نفسه، فإنّ الغونغ الذي نمارسه نقيّ و طاهر أيضًا، ومع استمرارنا في الارتقاء وتجاوز عالم البشر، سيصل هذا الغونغ بدوره إلى مستوى عالٍ من النقاء أيضاً.
عندما نكون في حالة تعهّد جيّدة، يمكننا أن نشعر حقًا أنّ المعلّم يطهّرنا باستمرار ويساعدنا في الوصول إلى معايير ونقاء المستويات والعوالم المختلفة.
ومع ذلك، عندما نتعرّض للإغراء أو التشتّت أو التأثّر بالفوضى في العالم، فإنّنا نتلوّث ويصبح مجال طاقتنا غير نقيّ.
على سبيل المثال، عندما تكون متعلّقاً بهاتفك المحمول أو بجهاز الكمبيوتر الخاصّ بك، سواء كنت تنظر إليه عن قصدٍ أو بغير قصدٍ، فسوف يمتلئ حقلك بالعديد من الأشياء الملوّثة. هذه الأشياء حيّة، لها صور وأصوات، وتملأ عقلك بأفكار منحرفة، وهي أيضًا حيّة. ومع مرور الوقت، يمتلئ حقلك بهذه الأشياء، وهي تضرّ عقلك وجسدك، وتجعلك تشعر بعدم الرّاحة.
تتفشّى الأفكار المنحرفة والسلوكيّات الفاسدة في المجتمع الحديث. تسكن الأشباح أجساد العديد من الناس، بعضها ثعالب، وبعضها أبناء عرس، وغيرها من الحيوانات. مثل تلك الفيديوهات للقطط والجراء التي شاهدتموها، تلك المخالب الصغيرة والأسنان الحادّة تعبث بعقلك.
إذا توافق عقلك مع رأيٍ أو مقالٍ ما قرأته عبر الإنترنت، فقد يكون المؤلّف ملحدًا، وقد لا يتّفق مع الدافا، وقد يدعم حتى الحزب الشيوعي الصيني الشرير خلف الكواليس. في بُعد آخر، سوف تلتصق العوامل المختلفة من آراء هذا المؤلّف بجسدك. إذا كنت معجبًا ببعض المطربين ونجوم السينما وتشاهدهم على هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك، فقد تتداخل معك الكيانات التي يحملونها.
في إحدى المرّات، بعد النظر إلى هاتفي لفترة طويلة، تأثّرت الرؤية لديّ. رأيت الكلمات تقفز وتتغيّر. لقد كانت سوداء وتشبه الديدان الخيطية والضفادع ودودة الأرض. كانت مثيرة للاشمئزاز ولم أستطع التخلّص منها. بقي بإمكاني رؤيتها حتّى بعد أن تركت هاتفي جانبا. عندما فتحت النافذة ونظرت إلى السماء، بقيت أراها لبعض الوقت.
بعد النظر إلى هاتفي لفترة طويلة، شعرت بالدوار. كنت متعبًا وظهرت لديّ أعراض كارما مرضيّة، حيث كان لديّ ضيق في التنفّس أثناء الاستلقاء - كما لو كنت مصابًا بمرض خطير. كانت الأغاني تتردّد في رأسي من وقت لآخر. شعرت بالتعب والإرهاق بعد تصفّح الإنترنت لفترة طويلة.
نحن ممارسون. نحن مطالبون بتلبية معايير معيّنة ونقيس أنفسنا وفقاً لمبادئ استثنائيّة. بعد أن أدركت هذا، احتجت إلى الكثير من الوقت لتصحيح نفسي من خلال دراسة الفا، وإرسال الأفكار المستقيمة، والقضاء على الرغبة في إلقاء نظرة على هاتفي وجهاز الكمبيوتر، والتخلّص من شغفي المفرط. خاصّة عندما كان لديّ وقت فراغ وأكون بمفردي، رفضت بحزم الاستسلام لرغباتي. بعد مرور بعض الوقت، تمكّنت أخيرًا من التخلّص من كلّ الأشياء الملوّثة في مجال طاقتي. وأصبح فضائي مشرقًا مرّة أخرى، ولم يعد لدي مشاكل في جسدي.
بعد ممارسة التعهّد لسنوات عديدة، شعرت بالأسف لأنّني ما زلت أمتلك مثل هذه التعلّقات القويّة وأنّ التخلّص منها استغرق وقتًا طويلاً. ألهمني المعلّم من خلال محاضرات الفا الأخيرة. أفهم الآن وبشكلٍ جيّدٍ لماذا يحتاج الممارسون إلى عمليّة التطهير: إنّه متطلب أساسيّ في الفا، وهو معيار يجب أن يصل إليه كلّ ممارس.
فقط من خلال مواجهة الفوضى في العالم وعدم الانحراف وراء أنواع مختلفة ممّا يسمى الرفاهيّة، والحفاظ على وعي رئيسي قوي، وأخذ مسألة التعهّد على محمل الجدّ، والقضاء على التعلّقات والرغبات المختلفة، ودراسة الفا جيّدًا، والتوافق مع مبادئ الدافا، وتصحيح أيّ انحرافات على الفور، يمكننا الوصول إلى حالة نقيّة وعالم في درجة عليا من النقاء.
هذا هو مستوى فهمي الحالي، يرجى الإشارة إلى أيّ شيء لا يتوافق مع الفا.
حقوق النشر لــــ © ٢٠٢٣ Minghui.org. جميع الحقوق محفوظة
الفئة وجهات نظر