(Minghui.org) تحيَّاتي أيها المعلِّم. تحيَّاتي أيها الزملاء الممارسون.

في عام ٢٠٠٥، نصحتني والدتي أن أقرأ الكتاب الرئيسي للفالون دافا، جوان فالون. في البداية، اعتقدت أنَّه كتاب يعلِّم الناس كيف يكونوا طيّبين. عندما قرأت المحاضرة الثانية، وذكر المعلّم أنَّه من الصَّعب الحصول على الـ فا، لم أستطع منع نفسي من البكاء لأنني أدركت أنَّ هذا الكتاب لم يكن عاديًا. ومن خلال مواصلة قراءتي للكتاب، طهَّر المعلّم جسدي. كنت ملتزمة تمامًا بممارسة الفالون دافا.

وبعد أن بدأت في أداء التَّمارين واتباع التعاليم، تحسَّنت طبيعتي الأخلاقية كثيرًا. أودُّ أن أشارك هذين الحدثين.

حصلت إحدى الزميلات في العمل على تقييم ممتاز من مديرها رغم كثرة خروجها في استراحة لشرب الشاي أثناء ساعات العمل. أحست صديقتي أن الأمر غير عادل وأرادت تقديم شكوى إلى رئيسها. اقترحت عليها أن نقوم بعملنا بشكل جيِّد وعلينا ألَّا ننتقد الآخرين.

استاءت صديقتي لأنني لم أتفق معها، فبدأت تتجنَّبني وأخذت تغتابني مستعملة عبارات جارحة أمام زملائنا في العمل. تذكَّرت تعاليم المعلّم وقرّرت في نفسي ألا أدخل في مشاحنة معها. ولم أكن أتوقّع أنَّ صمتي هذا أثار غضبها أكثر، إلى أن حدث ذات يوم، أنها تعمَّدت رفع صوتها وقالت: «انظروا، أنا أشتمها، وهي لا تزال غير مبالية!»

وفي مرَّة أخرى، قمت بمساعدة زملائي في العمل على شراء بعض الفراولة. عند خروجي من الاجتماع، لاحظت أنه بقي سلَّة واحدة فقط من حبات التوت الصَّغير. قال أحد زملاء العمل: "كان هناك بعض الثمار الكبيرة في سلَّتك، و لكن فلان قام بتبديلها". تذكرت قصة المعلِّم عن التلميذ الذي أخذ الآخرون تفَّاحه. شكرت المعلّم بصمت في قلبي. لو لم يعلّمنا المعلّم الـفا، لما عرفت كيف أتعامل مع مثل هذا الموقف.

إزالة التعلُّقات في مكان العمل

في عام ٢٠١٦، عيَّنتني إحدى الشَّركات كمديرة إنتاج. لاحظت أنَّ أعضاء الفريق لا يثقون ببعضهم البعض ويرفضون تحمل المزيد من المسؤوليات. وعندما تظهر المشاكل، يهزون أكتافهم ويتهربون من المسؤولية. نظرت إليهم بدونية، معتقدة أن الناس العاديين متعلقون جدًا بالشهرة. ثم أدركت لاحقاً أنَّ أفكاري لم تكن رحيمة.

أخبرت أفراد الفريق أنَّ مهمتي ليست إلقاء اللوم عليهم، بل حلّ المشكلات والتأكيد على عدم تكرارها. وبعد عدَّة أحداث، بدأوا يثقون بي. أخبرتهم أيضًا، نظرا، لأنني أمارس الفالون دافا، لن أتهرب من مسؤولياتي عندما تسوء الأمور.

لقد تلقينا طلبية كبيرة، لكن قدرتنا الإنتاجية لم يكن بإمكانها سوى توفير عُشر الطلبية خلال فترة زمنية محددة. على الرَّغم من أنَّنا لم نتمكَّن من تلبية الطلبية، إلا أنّنا كنّا ننتج بمستوى غير مسبوق. وبدافع الغيرة، انتقدني بعض المدراء الآخرين في أحد الاجتماعات لعدم تسليم كمِّية البضائع المطلوبة. قالوا إنَّ فريقي ليس مؤهَّلا للعمل. حيث لم يشرح لهم مشرفي المباشر الوضع الفعلي. لقد غضبت جداً لذلك وكنت قلقة أن يعتقد المدير العام أنني أيضاً غير مؤهلة للعمل.

لقد ظهرت كل تعلقاتي، الاستياء والغيرة والغرور والرغبات. غالبًا ما كنت أعمل حتى وقت متأخر من الليل، وأتغيَّب عن وقت دراسة الفا الجماعية واجتماعات المشاريع. لم أكن في حالة تعهُّد جيِّدة ولم أدرك مشاكلي. شعرت أن الوظيفة كانت صعبة للغاية وأردت تقديم استقالتي.

عندما فكَّرت في تعاليم المعلّم، أدركت أنني لم أكن أتصرف كممارسة للفالون دافا. وبعد أن تخلَّيت عن استيائي وغيرتي، توقف زملائي في العمل عن مهاجمتي. اتضح أنَّ الصراعات كانت نتيجة تعلقاتي.

العمل الإعلامي ينقذ النَّاس

في عام ٢٠٢٠، افتتح تلفزيون  (New Tang Dynasty (NTD TV  مكتبًا في منطقتي. طلب مني مدير المكتب أن أصبح مراسلة، واعتقدت أنَّها فكرة ممتازة؛ كانت هذه هي الوظيفة التي كنت أبحث عنها. في الوظائف التي كنت أشغلها سابقاً، كان من الصَّعب تحقيق دراسة الـفا لمدَّة ساعة يوميًا، ولكن الآن يمكنني دراسة الـفا لمدة ثلاث ساعات تقريبًا يوميًا - لقد شعرت بسعادة غامرة!

في أحد الأيام، عندما كنت أقود السيارة للقاء زبون، اصطدمت شاحنة كبيرة بسيارتي. تدهورت السيارة ولفت عدَّة مرَّات قبل أن تتوقَّف. تحطَّم الزجاج الخلفي، وفُتحت الوسائد الهوائية في المقعد الخلفي، وتوقَّف المحرك عن العمل. ومع ذلك، لم نُصب أنا والممارس الذي كان يرافقني بأي أذى؛ كنَّا نعلم أنَّ المعلم أزال الكثير من الكارما التي لدينا. وهذا ما جعلني أكثر عزما على استخدام وسائل الإعلام كأداة قوية لإنقاذ الناس.

وخلال لقائي مع جنرال متقاعد، قال: "محطات التلفزيون الخاصَّة بكم كلُّها تقول أشياء سيئة عن الصِّين". كان عمره ٧٠ عامًا تقريبًا، لذا أخبرته عن برنامج التثقيف الذي يقدمه مكتبنا منذ أكثر من عامين. وعندما سمع كيف ساعدت هذه الأنشطة المدرّسين والطلاب، تأثَّر وقال: "الأخلاق ضرورية!" لقد أراد أن يقدمنا إلى رئيس مؤسسته وقال:" أنتم تتحدثون عن كون الحزب الشيوعي الصيني سيئًا، وليس أنَّ الصِّين سيئة، أليس كذلك؟"

وذات يوم، عندما حضرت مؤتمراً صحفيًّا، تبادلت بطاقات العمل الشخصية مع أحدهم، وكان متحمّسا للغاية. عندما علم أنَّ الممارسين لا يأخذون أموال الآخرين، بل يدفعون سعر تذكرة الحافلة لحضور الأحداث، قال إنَّه أمر لا يصدق. كان يعتقد في البداية أن وسائل الإعلام كانت تجني الأموال لدعم مؤسس الفالون دافا (لي هونغجي). لقد أدرك الحقيقة عندما أخبرته أن شركتنا مسجلة لدى الحكومة، مثل أيّ شركة ربحية أخرى.

علّمنا المعلّم،

"إن تلاميذ دافا هم الأمل الوحيد لخلاص الكائنات في كلّ منطقة ولكلّ أمَّة." ("شكري للكائنات الواعية التي أرسلت بطاقات تهنئة". الأساسيّات من أجل المضيّ قدما بجدٍّ، الجزء الثالث)

عندما زرت أحد الأساتذة الجامعيين في إحدى الجامعات الوطنية، أشاد بجودة برامج محطتنا وسألنا إذا كنَّا منخرطين في السياسة. أخبرته أنَّ إدارة محطة NTD  تصرُّ دائمًا على التقارير الصادقة وفعل ما هو صواب لأننا نحن ممارسو الفالون دافا نؤمن بالحقِّ والرَّحمة والصَّبر. لقد تأثَّر واقترح أن يعرض فيلمنا على العميد.

قال رئيس إحدى الشركات المدْرجة في البورصة أنَّه شاهد تلفزيون NTD لفترة طويلة وأدرك أنَّ الحزب الشيوعي الصيني لن يغيِّر طبيعته المدمِّرة. وقال أيضًا أنَّ محطات التلفزيون الأخرى لم تتمكَّن من دمج الدلالات الثقافية التقليدية في رسوم الأطفال الكارتونية بالطريقة التي نفعلها نحن. وأعرب عن دعمه لنا لإنتاج المزيد من البرامج.

طالما أنَّنا نسير في الاتِّجاه الصَّحيح، فإن المعلّم سيرشد أولئك ذوي الرابطة القدرية أن يأتوا إلينا.

قال المعلّم،"إنَّ رحلتكم هي أن تتمكَّنوا من اتّخاذ الخطوات الصحيحة والمستقيمة، وعندها ستفتح الأبواب التي كانت مغلقة من قبل، وسيصبح الطريق واسعًا. الرحلة هي نفسها، مهما كان المشروع الذي تقومون به”. ("تعاليم الفا المقدّمة في اجتماع Epoch Times" تعاليم الفا المجمعة، المجلد العاشر)

الخاتمة

إذا استرجعت إلى الوراء مدّة الـ ١٩ عامًا من التعهد، أعتقد أنني إذا استطعت دائمًا دراسة الـفا وتعلُّمها جيدًا، فيمكنني التَّعامل مع الصِّراعات والصُّعوبات. الآن بعد أن أصبحت جزءًا من وسائل الإعلام، لديَّ المزيد من الفرص لقول الحقيقة للناس العاديين، لذلك يجب عليَّ أن أصقل نفسي بمزيد من الجدِّية وألَّا أتخاذل في إنقاذ الناس.

شكرا لك أيُّها المعلّم! شكرا لكم، زملائي الممارسين!

(تمَّ تقديم هذا المقال في مؤتمر الفا في تايوان، ٢٠٢٣)