٢٥ يوليو ٢۰۰١

[Clearwisdom Net] قال المعلم ذات مرة في إحدى محاضراته التي ألقاها خارج الصين، "إن الدافا لها كرامتها" وأنه "لا يستطيع الجميع الحصول على الفا". كانت كلمات المعلم ترشدني طوال الوقت، وتجعلني أفكر من منظور الفا في كل تصرفاتي وفي كل كلمة أقولها بين الناس العاديين. بعد التخلص من تعلقاتي وإدراك مشاكلي الخاصة، أصبحت أفكاري أكثر توافقاً مع مبادئ دافا. وفي الحقيقة، هذا له تأثير فعلي على الفهم الصحيح للإمتثال لطرق الناس العاديين، والفهم الصحيح للرحمة الحقيقية (شان)، والفهم العقلاني للعلاقة بين تصحيح الفا والتعهد الشخصي.

بسبب الاضطهاد الذي قام به الشر، كنت بلا مأوى منذ فترة طويلة وأعيش على المساعدة المالية من الأصدقاء. خلال عطلة عيد العمال في أوائل شهر مايو، قمت أنا وزوجتي بزيارة أحد أقاربنا لتوضيح الحقيقة حول دافا، ولإيجاد مكان للإقامة في الوقت الحالي. ومن المؤسف أن ابن قريبنا سرق منا عدة مئات من الدولارات.

اقترحت زوجتي أن ننظر داخل أنفسنا، وأن الحادثة ربما حدثت لنزيل بعض مفاهيمنا أو تعلقاتنا، أو لتنبيهنا إلى خطأ ارتكبناه. كان القريب وعائلته قلقين للغاية، وكانوا يلقون اللوم على الابن باستمرار. حاولت زوجتي تهدئة قريبها قائلة: "اترك الأمر على حاله. لا يهم. لا تأخذ الأمر على محمل الجد". شعرت أن كلماتها سمحت لهم بطريقة أو بأخرى بالتهرب من جميع مسؤولياتهم. فكرت: "هل من السهل على ممارسي الدافا كسب المال؟ أم أن سرقة أموال ممارسي الدافا تعتبر أقل شأناً؟ وأخيراً، أليس هذا هو نفسه تشجيع قوى الشر؟" وبطبيعة الحال، ينبغي لنا أن ننظر داخل أنفسنا لنجد نواقصنا. لكن النظر داخل الذات لا يكون من غير مبدأ؛ علاوة على ذلك، فإنه ليس عذرًا لنا للانغماس في مختلف العناصر الشريرة. لقد ساعدنا أصدقاؤنا ماليًا حتى نتمكن من القيام بعمل أفضل في توضيح الحقيقة بشأن دافا، وكنا صارمين مع أنفسنا في جميع الأوقات. لماذا يجب أن نعتقد دائمًا أنه خطؤنا عندما نواجه هذا النوع من المشاكل؟ أليس صحيحاً أن الشر كان يستغل طيبتنا ويستغل الثغرات في أفكارنا؟ وهكذا شاركت على الفور مع قريبي رأيًا مختلفًا، "يجب على الطفل أن يتحمل مسؤولية سرقة المال. إن سرقة عدة مئات من الدولارات يعد عملاً إجراميًا. لا يمكننا أن نتسامح مع سلوكه هذا. نحن طيبون جدًا معه، ومع ذلك نكتشف أنه أخذ كل أموالنا. لقد مثّل هذا سلوك كائن منحط تماماً؛ يجب أن يتحمل المسؤولية الكاملة. ومن ناحية أخرى، نأمل ألا تضطرون أنتم الآباء إلى تحمل أي عبء نفسي. نود أن نراكم تعيشون بطريقة صحية."

نظرًا لمعرفته بموقفي من هذا الأمر وشعوره بالحزم في كلماتي اللطيفة، هددني قريبي على الفور بمكرٍ و دهاء: "نخشى أن يكون الطفل طائشًا. إذا أبلغنا الشرطة عنه، فقد يكشف عن هويتكم الحقيقية وقد يؤثر هذا على سلامتكم." في ذلك الوقت، كان لدى زوجتي هذا القلق، ووافقت على ما قاله. من جهتي، رأيت من خلال اهتمامه الظاهري بسلامتنا، أنه لم يكن سوى تهديد مفتوح. كنت أعرف أن أفكار قريبي لم تكن مستقيمة على الإطلاق. إذا اتفقت معه، فسوف أؤذيهم في الواقع. لقد كانوا يستغلون طيبتنا وأفكارنا غير المستقيمة التي كانت تخشى أن يتم الإبلاغ عنا والقبض علينا من قبل الشرطة. وهكذا أجبت بشكل لا لبس فيه: "آمل أن يتمكن الطفل من العودة. إذا لم يعود خلال الـ ٢٤ ساعة القادمة، فقد لا يتوقع ذلك، لكنني سأجرؤ على إبلاغ الشرطة بالسرقة". في اليوم التالي أخبرني قريبي أنه سيعيد لنا الأموال بالتأكيد؛ وإن لم يفعل ذلك فلن يستطيع أن يرفع رأسه بين الأصدقاء والأقارب بقية حياته. كنت سعيدًا لأنه تمكن من رؤية المبادئ بوضوح، وقبلت بهدوء الأموال التي أعادها إلينا نيابة عن ابنه.

عند مشاركة تجاربنا في التعهد مع الممارسين، أخبرتني إحدى الممارسات أن زوجها كان يتدخل دائمًا في تعهدها - عن طريق تهديدها وضربها وسبها. والآن يجبرها على الطلاق. سألْتها: "بما أنك تستطيعين التعامل مع هذا دون سخط أو كراهية، ودون أن تطلبي بحصة من المسكن، وبما أن إيمانك المستقيم بالدافا لم يتزعزع ولو قليلاً، فما الذي تخافينه؟ أنت تلميذة دافا، ولديك كرامتك. هل ينبغي أن تكون تلميذة دافا رحيمة (شان) ومع ذلك تصبح مفلسة، وتنام في الشارع وتتسول الطعام؟ ألا تستسلمين للعناصر الشريرة وراء زوجك؟ الحقيقة هي أن الكثير من الناس قد أصبحوا منحطين. كلما كنت جيدة معهم، كلما زاد استغلالهم واضطهادهم لك. بعد أن تقومي بتنقية أفكارك، يمكنك أن تقولي له بكل صراحة وكرامة:"إذا أردت أن تطلقني لمجرد أنني أمارس الفالون دافا، فالقرار يعود إليك. ومع ذلك، يحق لي أن أحصل على حصتي من كل ممتلكات هذه العائلة". وفي الوقت نفسه، يمكنك إرسال أفكار مستقيمة للقضاء على العناصر الشريرة التي تقف وراءه. فقط جربي ذلك. " وفي اليوم التالي، أخبرتني الممارسة أنها عندما هدأت وقالت ذلك لزوجها بكل صراحة وكرامة، أصيب زوجها بالذهول والصدمة، وقال: "ظننتكم أيها الممارسون غير متعلقين بالمال والممتلكات". فأجابت: "بالطبع، نحن لسنا متعلقين بالمال والممتلكات. لكنك تستغل هذا من أجل اضطهاد أحد تلاميذ دافا. نحن لسنا خائفين من امتلاك المال أو الممتلكات. يحق لي الحصول على حصة من كل شيء في هذه العائلة." منذ ذلك الحين، استوعب زوجها الأمر ولم يعد غير عقلاني كما كان من قبل.

كان عمي وزوجته ممارسين. تحت الضغط الكبير لحظر الفالون دافا في ٢۰ يوليو (عام ١٩٩٩) خافوا من الشر وحاولوا إخفاء خوفهم بأعذار مثل "الذراع لا يضاهي الساق في القوة". "هذا ما يسمى بالديكتاتورية." كانوا يعلمون جيدًا في قلوبهم أن الدافا شيء جيد، لذا ظلوا يمارسونها عندما لم يراهم أحد. لكنهم كانوا يخفون تعلّقهم المرتبط بالخوف من خلال القيام بأنشطة مختلفة يقوم بها الناس العاديين يوميًا، مثل تعلم التاي تشي والرقص، وحاولوا تبرير ذلك على أنه يتوافق مع حالة المجتمع البشري. عندما يتحدث بعض الأشخاص العاديين عن دافا أو حتى يشتمون دافا، فإنهم يصمون آذانهم، كما لو أنّ لا علاقة لهم بالأمر أو كما لو أنهم لم يكونوا أبدًا جزءًا من دافا من قبل. حتى أنهم اعتبروا جهودي لتوضيح الحقيقة بمثابة "التدخل في السياسة" و"مجادلات مع الناس" وما إلى ذلك، ولم يرغبوا في تبادل أي علاقة معي.

في أحد الأيام، عندما زرت منزلهم لأعطيهم مقالات المعلم الجديدة، وبّخني عمي وطلب مني عدم الحضور إلى منزلهم مرة أخرى. أشرت إليهم على الفور بشيء صارم، "لقد استفدتم كثيرًا من ممارسة دافا. أنتم تعلمون جيدا أن دافا هي الأكثر استقامةً، وأن نظام جيانغ ينشر الأكاذيب، ومع ذلك مازلتم تنظرون إلى دافا بعقلية الإنسان العادي القذرة. هل لا يزال لديكم ضمير؟ هل تستحقون أن تكونوا تلاميذ دافا؟ عندما تتضرر الدافا، التي حسنت جسدكم وروحكم كثيرًا، بسبب الشر، كيف يمكنكم أن تكونوا غير مبالين، وخائفين جدًا من الدفاع عن دافا؟ بل إنكم خائفون مني حتى، أحد أقاربكم، جاء لزيارتكم. هل مازلتم تستحقون أن تكونوا بشراً؟ أنا أمارس تعهد دافا بشكل علني وبعزة نفسٍ، وبدون أدنى خوف أو مراوغة. لقد اكتسبت احترام زملائي، والمشرفين السابقين، والشرطة الذين يحترمون الآن تلاميذ دافا ودافا؛ لقد تركت صورة الممارس الذي يعيش حياته بانفتاح وكرامة. على الرغم من أنني بلا مأوى بسبب الاضطهاد، أعيش بكل نبلٍ، بعقل متفتّح، وأتقدم. ماذا عنكم؟ أنتم لا تعيشون لا كإنسان، أولا حتى كشبحٍ، ولكن بدلاً من ذلك تعيشون نوعًا من العيش الفاسد والمثير للشفقة. هل هذه حالة طبيعية للإنسان؟" كلماتي الصارمة، التي أظهرت كرامة دافا والأفكار الأكثر استقامة لتلاميذ دافا، هزت قلوبهم، وجعلتهم يرون موقفهم غير المستقيم تجاه دافا على الفور.

كان هناك تلميذة لدافا قد غادرت منزلها لإثبات دافا بشكل أفضل، ذهبت إلى موعد مع صديق على أمل أن توضح له الحقيقة حول دافا. بشكل غير متوقع، تآمر والداها وزوجها وصديقها ومشرفها في العمل مع الشرطة المحلية، وأرسلوها إلى جلسات غسل الدماغ. أدركت الممارسة أن الشر كان يحاول استغلال طيبتها، وأنه استغل مشاعرها (تشينغ) تجاه أصدقائها وأقاربها، من أجل اضطهادها، اضطهاد تلميذة دافا. ولم تنجرف وراء المشاعر الإنسانية والكلمات المنافقة لأقاربها وصديقها الذي ادّعى أنه يفعل ذلك من أجل مصلحتها. وكتلميذة لدافا، فقد خاطرت بحياتها لإثبات دافا، وفعلت ذلك بإيمان مستقيم لا يعرف الخوف. وفي الوقت نفسه كشفت سلوكهم الشرير بأفكارها المستقيمة ورحمتها. وسرعان ما ساعدتهم، من خلال القضاء على التدخلات والعناصر الشريرة التي كانت تتحكم بهم في أبعاد أخرى، على إدراك خطئهم، وهذا بدوره أدى إلى إطلاق سراحها على الفور. لقد بدأ هؤلاء الأشخاص الآن في معاملتها بلطف مرة أخرى. من خلال هذه الواقعة، لم تحرر نفسها فحسب، بل أنقذت أيضًا العديد من الكائنات التي كانت متورطة في هذا الأمر.

ممارس آخر ذهب إلى بكين لإثبات دافا. ولم يتمكن من العثور على مكان للإقامة، لأن جميع الفنادق تطلب بطاقة الهوية وهذا أمر قد يهدّد سلامته. وبينما كان يبحث عن مكان للإقامة، كان يتصارع مع سؤال: هل هذا يعني أنني يجب أن أتحمل المزيد من الصعوبات، أم يعني أن أتخلى عن تعلق معين؟ لقد فكر في الأمر من هذه الزاوية لبعض الوقت، لكنه لا يزال غير قادر على فهم ذلك. لاحقًا فكر، "لقد جئت إلى بكين لأثبت الدافا - العمل الأكثر قدسية وصلاحًا في الكون. لذلك يجب أن يكون كل شيء هو الأفضل، والأكثر استقامةً. كيف يمكن السماح بألا أستطيع العثور على مكان للنوم؟" مباشرة بعد أن خطرت له هذه الفكرة، وجد فندقًا مناسباً لا يطلب بطاقات الهوية.

يمكن للحالة الذهنية الأنقى والأفضل لتلميذ دافا أن تذيب الألماس. إذا لم نسعى وراء المصاعب والمحن، ولم نعتبر "القذارة جمالًا"، فسوف تظهر كرامة دافا من خلالنا. هذا لأنك لن تظن أنهم يعطونك دو (الفضيلة) عندما يضربونك؛ بدلًا من ذلك، سوف تعتقد أنهم يضطهدون دافا. فأنت لا تعتقد أنهم يعطونك دو عندما يأخذون أموالك أو ممتلكاتك؛ بل ستظن أنهم يتعمدون الإضرار بتلاميذ دافا ودافا. عندما يضعونك في السجن، ستعتبره اضطهادًا يستهدف دافا فقط، بدلاً من رؤيته كجزء من تعهدك. في المجمل، عليك أن تنظر إلى كل مظهر من مظاهر الشر من منظور تصحيح الفا؛ يجب ألا تمنحهم أي فرصة للاستفادة من أفكارك غير المستقيمة؛ ويجب ألا تمتثل أبدًا لأي اضطهاد شرير يعترضك.

في أبريل من العام الماضي، تم خداعي ووضعي في مركز احتجاز. لم أشعر أبداً أنه كان يتم استجوابي عندما استمعوا إلي. على العكس من ذلك، لقد أظهرت بكل سعادة أنقى طيبة ورحمة لتلميذ دافا للجميع هناك. علاوة على ذلك، كان وعيي الرئيسي فاهماً جيدًا ضرورة تصحيح كل ما هو غير مستقيم في أي بيئة. سألوني عما إذا كنت أتيت إلى مركز الاحتجاز كي أرفع من مستواي، وأخبروني أن جميع الممارسين الذين أتوا إلى هنا يعتبرونه بيئة جيدة لرفع مستويات تعهدهم. قلت لهم مباشرة: "لا، هذا ليس مكانًا على الإطلاق لشخص شريف مثلي للبقاء فيه. لقد تم خداعي واختطافي هنا. هذا اضطهاد غير منطقي ضدي. لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره مكانًا جيدًا لتلاميذ دافا". لرفع مستوياتهم في التعهد. آمل أن تطلقوا سراحي في أقرب وقت ممكن. " عندما سألوني عن خلفيتي الثقافية ووضعي العائلي، ذكرت جميع الأساتذة الحاصلين على درجة الدكتوراه والطلاب ورؤساء الجامعات، وما إلى ذلك، بين عائلتي وأقاربي، لأخبرهم بنوع الأشخاص الذين يمارسون الفالون دافا. لقد فعلت ذلك لأحاول أن أنقل لهم أننا نحن ممارسو الدافا أشخاص قادرون وموهوبون للغاية؛ فكثيرون منا هم نخبة المجتمع البشري، ولسنا من فئة الذين يشعرون بالفراغ الروحي ويبحثون عن القوت العقلي. كلما قالوا شيئًا ما، تمكنت من توجيه الحديث إلى موضوع كيف تكون إنسانًا طيّباً. خلال كل هذا، أرشدتهم بإيماني القويم الصالح ووعيي الأساسي. ونتيجة لذلك، أصبحوا متحمسين بعض الشيء، وكانت عيونهم ممتلئة بالاحترام لي. لم يعد لديهم أي فكرة لاضطهادي في أذهانهم.

لم ألوم السجناء في زنزانتي على الشجار فيما بينهم. بدلاً من ذلك، تحاورت معهم منطقياً: " عند مقابلة الأفعال الشريرة بالشر، لا يمكن للناس أن يتعلموا سوى الشر لأنك تطلق الشر الذي تحملته من الآخرين إلى شخص آخر. ولكن إذا قابلت الشر بالخير، يمكن للناس أن يتعلموا الخير ويرون مستقبلًا مشرقًا". بما أن الشرطة تظاهرت باللطف تجاهك بينما قلوبهم مليئة بالشر، فإنك ستشعر بشرهم وما تتعلمه يكون هو الشر. ولهذا السبب لا يمكن لمراكز التأهيل القسري أن تغير طبيعة الشخص. ومع ذلك يمكن للفالون دافا أن تغيّر الإنسان بشكل جوهريّ، وتجعله ميّالاً للخير إلى الأبد، وتجعله يتوق إلى الخير إلى الأبد ويتطلع نحو الخير." بعد أن قلت هذا، توقف السجناء عن القتال منذ ذلك الحين وأصبحوا أكثر مراعاة لبعضهم البعض. قبل إرسالي إلى مركز الاحتجاز، سمعت العديد من الممارسين يروون قصصًا عن كيفية نشر دافا بين السجناء، وعن مدى سهولة رفع المستوى في بيئة السجن، لكن عندما كنت هناك بنفسي، تساءلت حقًا كيف يمكن أن يكون هذا مكانًا ليقيم فيه الممارس!

السجون مليئة بالألفاظ البذيئة والقذارة من أفكار السجناء وسلوكهم. لهذا السبب أوضحت لهم الحقيقة وأخبرتهم عن دافا من خلال تجاربي في التعهد. لكن بعضهم سألني أسئلة فقط بغرض قتل الوقت، مما جعلني أفكر: "كيف يمكنني أن أتحدث عن الدافا للجميع كما لو كانت مجرد شيء عرضي؟ أليس هذا تجديفًا على الدافا؟" بهذه الطريقة، حافظت على تفكيري في نشر الدافا في السجن بشكل عقلاني طوال فترة اعتقالي. وبالإضافة إلى ذلك، كيف يمكن لمثل هذا المكان القذر أن يكون جيدًا لتعهد ممارسينا؟ كانت لدي فكرة قوية في ذهني بأنني يجب أن أغادر المكان على الفور وأقوم بما يجب أن أقوم به من أجل دافا.

بمجرد وصولي إلى مركز الاحتجاز، طلبت من الحراس الإذن بممارسة التمارين. لم يوافقوا، وأمروا سجان الزنزانة بمراقبتي. لم أكن على عجلة من أمري، اغتنمت الفرصة لتوضيح الحقيقة لهم بشأن دافا عندما استدعاني الحرّاس للتحدث. أخبرتهم بجوهر تعهد الدافا، وكسرت أفكارهم ومفاهيمهم التي شكّلها الشر بطرق مختلفة، وصححت كل ما لم يكن مستقيماً في أذهانهم، وألهمت جانبهم الجيد. في ذلك الوقت، راودتني فكرة أنني يجب أن أذيب الشر في أذهانهم بأنقى حالات ذهني وأفضلها. في كثير من الأحيان، عندما اجتمع حولي العديد من الحراس، أوضحت لهم الحقيقة وألهمتهم بالخير بمزاجي السعيد وبالتزامي بالخير.

تغيروا جميعهم تدريجيًا، بما في ذلك الشرطي الذي كان السجناء يكرهونه ويعتبرونه الأكثر شرًا. قال لي: "يمكنك التدرب لمدة ١۰ دقائق أثناء فترة مناوبتي. لكن ليس لفترة أطول." قلت له: "لقد بدأت للتو عند علامة الـ ١۰ دقائق. هذا ليس كافيًا." "حسناً، إذن خمس عشرة دقيقة على الأكثر." ابتسمت. كنت أعلم أنه ليست هناك حاجة لمزيد من الجدال-- فقد كانوا يتغيرون. وليس هناك فرق بين الوعد بـ ١٥ دقيقة وساعة واحدة. وبما أنني كنت أبدو سعيدًا دائمًا، طلب مني الحراس عدم الابتسام أمام السجناء خوفًا من عدم قدرتهم على التعامل مع السجناء بشكل جيد. أخبرتهم أنني كائن متفائل تم تشكيله من قبل دافا، وأن هذه هي طبيعتي الحقيقية. وبما أنني كنت أبدو دائمًا مبتهجًا عندما كنت أتحدث مع الشرطة، كان السجناء يخشون أن تكون لدي علاقة خاصة بالشرطة لأن السجناء، بما في ذلك أولئك الذين هم أقوياء جسديًا، لا يمكنهم ألّا يحنوا رؤوسهم أثناء التحدث مع الشرطة، ناهيك عن عدم الابتسام على الإطلاق. مع الأمور بهذه الطريقة، كانت مراقبتهم لي بمثابة إجراء شكلي لم يحقق شيئًا. وعندما كنت أمارس التمارين، كانت الشرطة تساعدني أيضًا. لذلك لم يتمكن السجناء من معرفة ما كان في جعبتي.

لاحقًا، جاءت تعليمات من الأعلى لتشديد المراقبة عليّ. ثم طلب مني حارس الزنزانة عدم نشر دافا بين السجناء. فكرت: "لن أقول شيئا، طالما لم يتم سؤالي". كنت أعلم أن البشر فضوليون، وأنهم سيسألونني عن ذلك. علاوة على ذلك، فإن دافا هي الأكثر كرامة ولا يمكننا التحدث عنها في أي مكان كما لو كانت بعض الكلمات والعبارات العادية. وهكذا أمر الحراس السجان بأن يعلن للزنزانة أنه لا يُسمح لأحد بالسؤال عن الفالون غونغ. لم أقل شيئًا حقًا، وظللت أفكر في دافا أثناء العمل، والابتسامة تعلو وجهي طوال الوقت. عملت بهدوء لمدة ١٨ ساعة يوميًا، مبتسمًا، دون أن أنطق بكلمة واحدة. في اليوم التالي، سارع السجان لإبلاغ الحارس بأن "قوة التأمل لدى هذا الرجل قوية للغاية. عندما لم يقل أي شيء، لم يكن أحد منا يستطيع أن يقول أي شيء". بالفعل، لم يكن لدي أي شعور بالضغط داخل أو خارج أسوار السجن العالية. كنت أعرف بوضوح أنني يجب أن أخرج من هنا. كان ذهني هادئًا مثل الماء الراكد، لكن متحرّراً كما أردته أن يكون.لا شيء يمكن أن يؤثر على ذهني. قلت للسجناء: "أنتم لا تعرفون مدة عقوبتكم، بينما كل شيء خاص بي هو في يدي. في الواقع، كل ما علي فعله هو أن أقول لن أمارس بعد الآن، وسوف يطلقون سراحي". ولكن فقط لأنني أرفض أن أقول هذا، فأنا مسجون هنا." كل كلمة قلتها وكل ما فعلته نال احترام الشرطة والسجناء. لم يبلّغ أحد عني عندما كنت أمارس التمارين. ولن تقول الشرطة أي شيء حتى لو رؤوني أمارسها.

في إحدى الليالي جاء دوري لأكون في العمل. كان الجو حاراً جداً. لذلك قمت بتهوية السجان والسجناء النائمين حولي. ولدهشتي، قفز السجان فجأة على قدميه وقال لي في ذعر: "سيدي، من فضلك تأكد من عدم تهويتنا. فهذا مخالف لمبادئ السماء." توقفت على الفور، ولم أعد أعتبره شيئًا يجب على أن أفعله. وبعد شهر واحد تم إطلاق سراحي. عندما غادرت، لم يجرؤ حارس الزنزانة على الاقتراب مني لأنه كان يذرف الدموع. شعر السجان أنه من المؤسف أنه لم يتناول الوجبة الأخيرة معي. كتبت مقالات المعلم التي أستطعت تذكرها وتركتها معه.

عند عودتي إلى مركز الشرطة الفرعي، طُلب مني أن أكتب عن موقفي تجاه الفالون غونغ، وعن سبب ممارستي لتمارين الفالون غونغ في مركز الاحتجاز، وعن سبب نشري لدافا في السجن. لقد رأيت نواياهم الشريرة بوضوح. لذلك كتبت رأيي حول دافا ورفضت أن أكتب أي شيء آخر. بعد أن قرؤوها وقالوا إنه لا يمكن الموافقة عليها. قالوا، بطريقة بذيئة، إنني لم أكن عاقلاً، بما أنني أجرؤ على الكتابة بهذه الطريقة، وأنهم سيحكمون عليّ بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع العمل القسري لإعادة التأهيل. قالوا إن ذلك غير مقبول وأعادوه إليّ وطلبوا مني إعادة كتابته. لم أقبل في ذهني أي كلمة من تبريراتهم وحججهم، ورفضت كل ما قالوه. اعتقدت أن طلبهم مني إعادة كتابته يعني أنني لم أكتبه بالقدر الكافي من العزم والحزم. عندها كتبت في المقدّمة، "أعتقد أن الفالون دافا هي أعظم طريقة تعهد لفا مستقيمة عرفها التاريخ على الإطلاق." ركزت كل قلبي على هذه الكلمات. وهذا كان ردي على الشر. أطلقوا سراحي على الفور.

في أكتوبر الماضي، طلب مني رؤساء المكتب الإقليمي ٦١٠ أن أتحدث معهم. تعاملت معهم بإيمان وحكمة في كل لحظة. عندما ذكروا اسم المعلم بشكل غير مهذب، قلت لهم بطريقة عقلانية وهادئة، وحتى ثابتة، "يجب أن تحترموا معلمي. هذا هو أساس حديثنا. وإلا فلن يستمر الحديث." لقد نظروا في عيني، ورؤوا البر الذي لا يتزعزع تحت هدوئي. لقد غيروا طريقة كلامهم. على الرغم من أننا كنا نتحدث ونضحك بخفة، إلا أننا كنا نتقاتل في الواقع لنرى من هو الأكثر حكمة وشجاعة. كانت كل كلمة مثل بريق ووميض الخناجر والسيوف. كل كلمة كانت فخًا. لقد تحدثوا معي بهذه الطريقة لمدة يوم كامل، بهدف نهائي هو تخدير وعيي الرئيسي والحصول على ما يحتاجونه مني. لكن منذ البداية كنت مدركًا تمامًا لنواياهم الحقيقية، وتمكنت من حل مكائدهم ومكرهم بالحكمة التي منحتني إياها دافا. كانت هناك تهديدات عديدة في الحديث الهادئ، لكن كل ما عبرت عنه هو إيماني المستقيم بالدافا. في النهاية، لم يتمكنوا من العثور على أي فجوة أو أي شيء يحتاجونه، ولم يستطيعوا سوى الاستسلام. ثم قلت لهم بهدوء: "طالما لا يزال لديكم القليل من حسن النية والموقف الصحيح تجاه الفالون دافا، فإننا، نحن ممارسو دافا، سنقدم لكم الخلاص". ولم يكن لديهم خيار سوى التعبير عن امتنانهم لي.

وفي وقت لاحق، ذهبت إلى منزل إحدى الممارسات في مدينة أخرى. زوجها أستاذ مساعد في مجال علمي معين. بعد أن قرأ بعضًا من مقالاتي المتعلقة بمشاركة الخبرات، أبدى احترامًا كبيرًا تجاهي. لقد أخلى لي أفضل غرفة نوم وغرفة دراسته، حيث كتبت العديد من المقالات وتبادلت الخبرات في بيئة هادئة لإثبات دافا. وفي الواقع، انتقل هو إلى غرفة صغيرة ذات تهوية سيئة، حيث عمل على خططه. لم يتمكن العديد من الممارسين من فهم ذلك، وقالوا: "لم يكن سعيدًا على الإطلاق عندما كنا في منزله. لا يهم من ذهب إلى هناك، كان يرتب لهذا الشخص أن ينام في تلك الغرفة الصغيرة الخانقة. عجبا أنه كان جيدًا معك، وأعطاك الأفضل. من الصعب حقًا تصديق ذلك." في اعتقادي، عندما يكون كل ما تظهره للإنسان هو العقلانية والحكمة والسلام والكرامة التي يمتلكها تلميذ دافا، فلا بد أن يحترم هذا الإنسان الدافا. السبب الذي جعله يعاملني بشكل جيد هو أنني جسدت حكمة دافا وكرامتها. على الرغم من أنه لم يكن لدي الكثير من المعرفة في مجاله العلمي، إلا أنني حاولت إرشاده للتفكير في مجاله من وجهات نظر مختلفة، باستخدام الحكمة التي اكتسبتها من خلال تعهد دافا. قلت: "أيها البروفيسور، لدي معرفة قليلة بمجال بحثك، لكن فهمي له، والذي ناقشته بالتفصيل سابقًا، أعتقد أنه أعمق من فهم أي من طلاب الدكتوراه الذين قمت بتعليمهم. "حتى أنت نفسك قد لا يكون لديك مثل هذه الآفاق الواسعة في تفكيرك. كل حكمتي تأتي من الفالون دافا." قلت له مازحاً: يا أستاذ، ينبغي أن تمنحني درجة الدكتوراه. ابتسم الأستاذ قائلاً إنه سيدرس جوان فالون جيدًا.

______________________________________________________________________

حول "كرامة دافا"

الأفكار الواردة في مقالة هذا التلميذ ممتازة. هذه هي الطريقة التي يختلف بها التعهد في فترة تصحيح الفا عن التعهد الشخصي. وفي الوقت نفسه، فإنه يوضح الأساس المتين الذي تم بناؤه في التعهّد الشخصي للتلميذ. إذا كنتم لا تمتلكون الرحمة (شان) التي يمتلكها تلميذ دافا، فأنتم لستم ممارسين. إذا لم يتمكن تلميذ دافا من إثبات الفا، فهو ليس تلميذ دافا. أثناء كشف الشر، فإنك تقوم أيضًا بإنقاذ جميع الكائنات الواعية وإتمام جنّاتك الخاصة.
لي هونغجي١۷ يوليو ٢٠۰١