(Minghui.org) في العام الماضي، بدأ أحد الممارسين المحليّين يُبدي إعجابه بشخص ما ثم أنشأ موقعًا إلكترونيًا يروّج لهذا الشخص. واجه لاحقًا تحديّات كبيرة في مشروع كان مشاركًا فيه. أدرك أنّه ارتكب خطأً كبيرًا في نشر الموقع الإلكتروني وتألّم ولم يعرف كيف يتصرّف. قرأ ودرس ما علّمنا إيّاه المعلّم عن هذا الأمر واكتسب فهمًا أفضل عن هذه المسألة . وفيما يلي ملخّص لتجربته وما فهمه منها.
لقد روّج الموقع المذكورأعلاه لذلك الشخص المعنيّ بشكل كبير ووضعه فوق الممارسين الآخرين. قال أشياء مثل، "إنه من بين أكثر ثلاثة تلاميذ كفاءة لدى المعلم. "، أو "هو وحده من يثق به المعلّم ليقود التغييرات في العالم، لأنّ الآخرين يعجزون عن تحقيق ذلك. "
كل شخص، بغضّ النظر عن مدى ارتفاع مستواه، ليس أكثر من جسيم خلقته الفا اللامحدودة. إنّ أولئك الذين قاموا بتعهّد أنفسهم بشكل جيّد حقًا يكونون متواضعين ويقومون بالأشياء بهدوء دون التباهي بذلك. إذن من هم هؤلاء الأشخاص الذين لا يفوّتون أيّ فرصة للترويج لأنفسهم بل وحتى أنهم يقارنون أنفسهم بالمعلّم؟ أعتقد أنّهم شياطين تسيطر عليها القوى القديمة لإحداث الاضطرابات.
قام متابعي هذا الشخص بتدوين العديد من خطبه ونسخها في الكتب. وأكّدوا أن هذه "ليست مشاركات عادية وليس بإمكان أيٍّ كان أن يفهم معانيها". إنّهم يروّجون لها بحجّة "السماح لمزيد من الناس بالاستفادة منها".
ولكنْ في وقت مبكّر من عام ١٩٩٧، أشار المعلّم إلى أنّ القيام بذلك محظور تمامًا.
قال المعلّم،
"من الآن فصاعداً ،لا ينبغي لأحدٍ القيامُ بتسجيلاتٍ سمعيّةٍ أو مرئيّة لِخطابات مسؤولي دافا في المناطق المختلفة أو خطابات أيّ تلاميذ آخرين؛ بل أكثر من ذلك لا يُمكن حتّى تحريرُها في نصوصٍ أو نشرُها. هذه ليست مشكلة شخصٍ معيّن، وما أقوله ليس لانتقادِ أيّ شخصٍ هنا على وجه الخصوص؛ بل هو تصحيحُ دافا. ضعوا في اعتباركم: باستثناءِ مؤتمرات تبادل التّجارب لطلاّب دافا لدراسة الفا والأنشطة التي تُنظّمها مراكز المساعدة الرئيسية بتأييدِ من جمعيّة البحوث، أيّ شيءٍ لا يخصّ دافا ولكنْ يتمُّ تداوله داخل دافا هو تخريبٌ لدافا".("ضعوا في اعتباركم إلى الأبد"، الأساسيات من أجل المضيّ قدماً بجدّ، الجزء الأوّل)
سيعرف أولئك الذين درسوا الفا دون أي التباس أنّ تلميذ دافا الحقيقي لنْ يفعل مثل هذا الشيء.
لقد كان بعض الممارسين يعيرون اهتماماً فائقاً بما كان يقوله هذا الفرد ويعجبون به باعتباره "المعلّم الثاني". حتى أنّ بعضهم قام بحفظ بعض النصوص التي قالها، بدلاً من حفظ الفا. ألا يمثّل هذا تدخّلاً شديدًا في تعهّدهم؟
حتى الآن، نشر المعلّم ٥١ كتابًا والعديد من المقالات القصيرة. كلّ هذا لمساعدتنا في تعهّد أنفسنا. وفقاً لهذا، كم هو مقدار ما قمنا بحفظه وفهمه من تعاليم الفا؟ وإلى أي حدٍّ استطعنا أن نحسّن سلوكنا وأفعالنا تبعاً لما علّمه المعلّم؟
"قال المعلّم،
" لذا، فقد كانت كلماتهم، عندما يأخذُها البوذيّون على محملِ الجدّ، تقودُ الناسَ وتحصُرهمْ في الإطارِ المعرفيِّ للرَّاهب. في الظاهرِ كان ذلكَ يبدو شيئاً جيداً، كما وأنَّهم يُشجّعونَ الناسَ على دراسةِ البوذيّة. لكنْ، ألم يكونوا في الواقعِ يقوّضونَ الفوفا؟ تقويضُ الفوفا يُمكنهُ أنْ يتّخذَ أشكالاً مختلفة. وبعضُ المُخرّبين يقولونَ أنَّها جيّدة، لكنّهم في نفسِ الوقتِ يُعطلونها. هذا النّوعُ من التّخريبِ صعب جداً اكتشافه وتمييزِه، وهو الأكثرُ ضرراً.". ("دروس من البوذية"، جوان فالون الجزء الثاني)
إنّ الوقت المعطى والفرصة المتاحة لممارسة التعهّد في دافا محدودان. لقد رتّب المعلّم برنامج تعهّد لتطهير أجسادنا، وتقوية إرادتنا وتحسين عقولنا. كلّ خطوة نقوم بها حاسمة. أيّ خطأ قد يعرقل الترتيبات المستقبليّة. فقط عندما نتّبع تعاليم المعلّم بثبات يمكننا أنْ نسير على الطريق بشكل جيّد. كيف يمكننا أن نتماشى مع هذا الشكل من التدخّل؟ إنّ التعهّد مع إنقاذ شعوب العالم هو في حدّ ذاته صعبٌ في طبيعته. فإذا تسبّب أحد في عرقلة تعهّد ممارسين آخرين وإنقاذ الناس، فكم من الكارما الجديدة سيجلب الممارس لنفسه؟ في اللحظات الحرجة، قد تمنعه هذه الكارما بالذات من إحراز المزيد من التقدم أو قد تتسبّب في فشله في التعهّد.
هناك العديد من الطرق التي يمكن للممارس أن يعطّل بها الفا، وهذه ليست المرّة الأولى التي يتسبّب فيها شخص ما بالتدخلات تحت شعار "المشاركة مع ممارسين آخرين". هؤلاء الممارسون الذين يقعون في هذا الفخ لا يُؤذون الآخرين فحسب، بل يُؤذون أنفسهم أيضًا. عندما يُدركون أخطاءهم، يندمون عليها بشدّة، ولكن لماذا لم يستفيقوا عليها في وقت سابق؟
حسب رأيي، فإنّ السبب الأوّل والأهمّ هو الافتقار إلى الدراسة الجادّة للفا. قد يقرؤون الفا كثيرًا، ولكن ألم تكن دراستهم سطحيّة، هل حقّاً أخذوا الفا على محمل الجدّ. إذا لم يحافظوا على الفا في قلوبهم، فسوف يفتقرون إلى البصيرة والحكمة اللازمين لرؤية القضيّة على الفور.
هناك قضيّة أخرى تستحق الذكر وهي التوق إلى المعرفة والأسرار الجديدة. فعندما يفهمون ويكتشفون "شيئًا جديدًا وعلى مستوى عالٍ"، فقد يستفحلون التعصّب وعقليّة التباهي. وهذا في حدّ ذاته يمكن استغلاله بسهولة من قِبل الشرّ. بغضّ النظر عن مقدار ما يعرفونه، فإنّ ممارسة التشيغونغ لاتزال على مستوى التشي؛ لا يهمّ كميّة التشي التي يجمعونها، فسوف لن يكونوا سوى حاويات تشي كبيرة. إنها ليست مادّة طاقيّة عليا. ليس الأمر أنّه كلّما اكتسبنا معارف أكثر، كان ذلك أفضل. يجب أنْ نتذكّر أنّه لا توجد طرق مختصرة للنجاح في التعهّد. يجب أنْ نحسّن أنفسنا من خلال الدراسة الجادّة للفا والتعهّد.
السّبب الثالث هو أنّ أولئك الذين وصلوا في ممارستهم إلى "حالة الاستنارة التدريجية" يمكنهم بسهولة أن يسبّبوا عراقيل لأنفسهم في ممارستهم بسبب الشيطان المنبثق من داخل النفس. لأنّه بمجرّد أنْ تبدأ الصور المزيّفة في الظهور، يصبح من الصعب عليهم التغلّب عليها. بغضّ النظر عن مدى ارتفاع مستوى رؤية عيونهم السماوية، فإن ما يرونه لا يمكن أن يكون صحيحاً بكليّته. لا ينبغي لنا أن نثني عليهم، بل ينبغي لنا أن نتعامل مع الموقف بعقلانية لنحميهم من الانحراف والدخول في حالة شيطانيّة.
وأخيرًا، نحتاج إلى أنْ نكون واضحين كيف تكون العلاقة سليمةً بيننا وبين الـ فا. كلّ شيء في هذا الكون وكل الحياتات إنما هي من صنع الفا. إنّها ضئيلة بل وغير مرئيّة مقارنة بالفا. عندما يحظى شخص ما بقدرات خارقة، فإنّه يمتلكها فقط لأنّ الدافا أعطته إيّاها. إنّه المعلّم من يساعدنا على أنْ نصبح على ما نحن عليه والحقيقة هي أننا لا نملك القدرة على تحقيق أيّ شيء بدون الدافا. لسنا في وضع يسمح لنا بعبادة أو الإعجاب بأيّ شخص آخر غير المعلّم والفا.