Falun Dafa Minghui.org www.minghui.org طباعة

لا شيء مما يحدث لنا من قبيل الصّدفة

25 سبتمبر، 2024 |   بقلم ممارسة لدافا في الصّين

(Minghui.org) مع تدهور الاقتصاد في الصين، تعلّمت، مثلي مثل العديد من الناس العاديين، تقنين نفقاتي. أحاول التوفير قدر الإمكان في حياتي اليوميّة. أعلم أنّ عيش حياة مقتصدة ليس أمرًا خاطئًا، ولكن بالنسبة للممارسين، إذا ذهبنا إلى التطرّف، فقد ينقلب الأمر إلى تعلّق. قد لا يدرك المرء ذلك ويظنّه فضيلة.

حدث مؤخّرًا أمران بسيطان ويبدو أنّهما من قبيل الصدفة، ولكنْ عندما نظرت إلى الدّاخل، وجدت أنّه لا شيء كان في الواقع صدفةً؛ لقد كان مرتبطًا فعلاً بتعلّقاتي.

غطاء الساعة لا يمكن فتحه

توقّفت ساعتي اليدويّة مؤخّرًا عن العمل. وكان استبدال البطارية في المتجر سيكلّف عشرات اليوانات، بينما استبدالها بنفسي سيكلّف بضعة يوانات فقط. ولهذا اشتريت البطارية عبر الإنترنت. ولكن ما حدث بعد ذلك هو أنّني لم أتمكّن من فكّ الغطاء الخلفي للساعة.

لقد حاولت عدّة مرّات بجهد كبير، لكنّ الغطاء لم يتزحزح. وضعت السّاعة جانبًا دون الكثير من التفكير، إذ كان لديّ أشياء أخرى لأقوم بها. وبعد بضعة أيّام، فكّرت في تغيير البطاريّة مرّة أخرى. وبعد المحاولة لمدّة ٢٠ دقيقة تقريبًا دون أيّ نتيجة، كدت أن أستسلم. فكّرت: "إذا لم ينجح الأمر، فسأذهب إلى المتجر لاستبدالها ولكنّي سأضطرّ إلى دفع المال". أدركت فجأة أنّه لا يوجد شيء عرضي يحدث للممارسين.

فسألت نفسي بعد أن هدأت:" لماذا أردت أن أغيّر البطاريّة بنفسي؟" أليس فقط لتوفير بعض المال؟ إنّ العيش بحياة مقتصدة ليس أمرًا خاطئًا طبعاً، ولكن في حالتي الرّاهنة كنت أقارن أسعار الأشياء التي أود شرائها وأحاوِل غالبًا العثور على أرخص الحلول. لقد تحوّل هذا السلوك الظاهريّ المقتصِد على ما يبدو إلى تعلّق قويّ بالرِّبح.

قال المعلّم لي:

"نحنُ لدينا أهداف واضحة، إننا نرمي مباشرة إلى هذا القلب، ونستأصِلُ روح التعلـّق منه. بهذه الطريقة تتقدّمُ الممارسة بنسق سريـع جدّا." (المحاضرة الخامسة، جوان فالون)

بالتفكير في هذا، قلت في قلبي: "شكرًا لك، يا معلّم، على تنبيهي لهذا وعلى رحمتك، باستخدام هذه الحادثة للإشارة إلى تعلّقي. أعلم أنّني كنت مخطئةً، وأريد التخلّص من هذا التعلّق بالرّبح." ثمّ حاولت بعد ذلك فكّ الغطاء الخلفي للسّاعة مرّة أخرى. وفي هذه المرّة تمكنت من فتحه بكل سهولة.

انكسار الغطاء البلاستيكي لآلة الطّحن الكهربائيّة

إنّ طحن مسحوق الفلفل الحار بنفسي أرخص من شراء مسحوق الفلفل الحار الجاهز، لذلك أقوم بطحن الفلفل الحار باستخدام الآلة الكهربائيّة. كنت أجمع الفلفل الحارّ المجفّف، وأقطعه إلى قطع صغيرة وأضعه في الآلة الكهربائيّة. في إحدى المرّات، انكسر الغطاء البلاستيكي للآلة الكهربائيّة بمجرّد تشغيل الزرّ، وتفتّتت القطع المكسورة واختلطت مع مسحوق الفلفل الحار. وبالتالي ضاعت كلّ جهودي هباءً.

بعد أن تعلّمت الدّرس من غطاء السّاعة، أدركت أنّ لا شيء يحدث بالصّدفة، وسرعان ما نظرت إلى الداخل. لقد وجدت أنّ الأمر لم يكن مجرّد تعلّق بالرّبح، بل كان أيضًا إضاعة للوقت الثمين. الوقت الذي مدّده لنا المعلّم هو ليتمّ استخدامه في إنقاذ الكائنات الواعية، وليس لكي أعيش حياة عاديّة. يمكن حلّ مشكلتي بالخروج لشراء المنتجات الجاهزة، لكنّي بذلت جهدًا كبيرًا في إعداد الطعام، الأمر الذي أضاع وقتًا ثمينًا. ثمّ توقّفت عمّا كنت أفعله، وقمت بتشغيل الكمبيوتر، وكتبت هذا المقال.

من خلال هاتين الحادثتين، فهمت عدّة أشياء: لا شيء أواجهه خلال التعهّد يحدث بالصّدفة. فالمعلّم دائمًا بجانبي ويرعاني، ويسخّر كل فرصة للإشارة إلى تعلّقاتي ونقاط ضعفي.

غالبًا ما نكون خاضعين لتأثير الإلحاد ونعتبر الأمور التّافهة في الحياة "صدفة"، أو قد لا تكون لدينا أفكارٌ مستقيمة قويّة ولا نستطيع دائمًا أنْ ننظر إلى داخلنا، وبالتالي نضيّع فرصة التحسّن.

لقد كتبت هذا المقال لتشجيع الممارسين الآخرين، على أمل أنّ نتمكّن من التحسّن من خلال "الأشياء الصغيرة" و نتعهّد أنفسنا للقيام بعمل أفضل في إنقاذ الكائنات الواعية. ما سبق هو تجربتي، وإذا كان هناك أيّ نقص، يرجى تصحيحه لي.