Falun Dafa Minghui.org www.minghui.org طباعة

تظهر الرّحمة عندما تتلاشى الغيرة

9 يوليو، 2024 |   بقلم ممارسة للفالون دافا في الصّين

(Minghui.org) كنت في العشرينات من عمري عندما بدأت ممارسة الفالون دافا. وتأثّرت بشدّة بمبادئ الفالون دافا المتمثّلة في الحقّ والرّحمة والصّبر.

أودّ أن أقول إنّني كطالبة جامعيّة كنت متفوّقة وقادرة جدًا. بعد أن بدأت التعهّد، قام المعلّم لي (مؤسس الفالون دافا) بمساعدتي على تحسين طبعي. ظروفي في الحياة جعلتني لطيفة، ونادرًا ما كنت أواجه صراعات مع الآخرين. ونتيجة لذلك، كانت غيرتي دائمًا مخفية.

التخلّص من التعلّق بالغيرة

منذ فترة، انضمّت إحدى الممارسات إلى مجموعة دراسة الفا لدينا وكانت ظروف عملها مشابهة لظروفي. لا تتحدث كثيرًا وتتصف بشخصية فريدة من نوعها. الجميع يعتقد أنّها غريبة بعض الشيء. في أحد الأيام عندما كان الجميع يشاركون مفاهيمهم بعد إنهاء دراسة الفا، وجاء دوري للمشاركة، عارضتني هذه الممارسة، وعندما قلت شيئا آخر، عارضتني مرّة أخرى. كان الوضع محرجًا بعض الشيء، لذا توقّفت عن الحديث. سألني أحد الممارسين فيما بعد إذا كنت مستاءة منها. أجبته أنّ آراءها منطقية.

نظرت إلى الدّاخل ووجدت أنّ لديّ تعلّقات بروح المنافسة وحفظ ماء الوجه والتّباهي. لكنّني لم أكن على علم بتعلقي بالغيرة.

عندما درسنا الـفا معًا بعد تلك الحادثة، لم نتحدث أو ننظر إلى بعضنا البعض. لاحظ بعض الممارسين الوضع الغريب بيننا وذكّروني برفع مستوى الشينشينغ لدي.

وبعد مرور بعض الوقت، بدأت في التّغلب على روح المنافسة، والتّعلق بحفظ ماء الوجه، والتّباهي، ولكن مع ذلك بقيت آثارهم راسخة. كنت أعلم أنّني لم أتمكّن بعد من استئصالهم من الجذور. لقد تتبعت بعناية الخيط الرّفيع لمنبع أفكاري، ولمّح لي المعلّم أنها كانت الغيرة. لقد صُدمت عندما أدركت ذلك. بعد سنوات عديدة من التعهّد، كنت اعتقد أن غيرتي كانت ضئيلة ولا تُحتسب. هذه كانت المرّة الأولى التي أشعر فيها بتغلغل جليّ للغيرة في داخلي.

أرسلت أفكارًا مستقيمة لإزالة الغيرة في مجال الأبعاد الخاصّة بي. الغيرة عنيدة للغاية وتتواجد متأصلة طبقة تلو الأخرى. في أحد الأيام، فكّرت فجأة في قارورة "كلاين" الزجاجيّة، التي ليس لها داخل أو خارج ولها سعة غير محدودة.

أدركت أن تعهّدي في السّابق كان دائمًا يدور حول توسيع قدراتي و تفكيري، ولكن كانت هناك دائمًا حدود. إذا تمّت إزالة الحدود، فلن يكون هناك مفهوم للقدرة العقلية أو التّفكير، وسيمكن استيعاب كلّ شيء. أفهم أنّ هذه الحدود هي الأنانيّة، والغيرة هي صورة نموذجيّة للأنانية.

وبمجرّد أن أدركت ذلك بوضوح، تخلّصت من الغيرة بسرعة كبيرة. في أحد الأيام، عندما كنت أنظر إلى داخلي، شعرت فجأة بألم قويّ جداً في معدتي. أدركت أن المعلّم كان يساعدني في استئصال جذور الغيرة في بُعد آخر. عندما تضاءل الألم، بدا أنّ كلّ شيء قد تغيّر. على سبيل المثال، عندما راجعت أفكاري حول تلك الممارسة التي جعلتني أشعر بالحرج، أدركت الآن أنّها لطيفة جدًا. لاحقًا، سألتني عن تحميل نظام تشغيل الكمبيوتر، فعلّمتها أفضل طريقة للقيام بذلك. لقد تواصلنا بسلام وبدون مشاكل.

تعهّد الذات عندما ينتابني الشّعور بالاستياء

استخدم المعلّم كلمة "الاستياء" سبع مرات في درس الغيرة والحسد في جوان فالون. عندما يشعر المرء بعدم الارتياح تجاه شيء ما، فمن الممكن أن يجد الغيرة متسللة في أعماقه.

في العامّ الماضي تمّ تكليفي بتولّي عمل أحد الزّملاء بعد تقاعده. لقد كان منتوج عمله ضئيل وقليل في السنوات التي سبقت تقاعده وتراكمت الكثير من الأعمال غير المكتملة. لأكثر من نصف عام، كنت مشغولة بعملي الرئيسي وفي نفس الوقت تسوية العمل المتراكم لهذا الزميل. عندما كنت متعبة، شعرت بالاستياء. استطعت التعرف على الاستياء والتخلّص منه بسرعة.

قال أحد الزملاء: "أنت جدّية كثيراً، ومشغولة جداً. لا يمكن أن تستمرّي على هذا المنوال." وقال آخر:" لن تحصلي على زيادة في الرّاتب مهما اجتهدت في العمل. لا تكوني حمقاء." ابتسمتُ وأجبتُ أنني مختلفة عنه. أنا لديّ إيمان ويجب أن أكون جادّة ومسؤولة عند القيام بالأشياء.

أعلم أن أقوالي وأفعالي هي جزء من توضيح الحقيقة، والجميع يراقب ذلك. إذا لم أؤدي المهام بشكل جيّد، فسوف تشوّه صورة دافا، أمّا إذا قمت بالمهام بشكل جيّد، فسيتمّ إثبات الفا.

قال لي مدير سابق ذات مرّة: "أنت ممتازة في جميع النّواحي. على مرّ السّنين، لم أسمع أحدا يقول شيئاً سيّئاً عنك. قدرتك وطبيعة أخلاقك من المستوى الرّفيع. لولا ممارستك للفالون غونغ..." أوقفته وقلت له: "الإيمان ليس شعارًا. أطبّق في كلماتي وأفعالي مبادئ الحقّ والرّحمة و الصّبر."

لقد كنت منشغلة على هذا النحو لأكثر من نصف عام، وتمّ تسوية عملي. خلال هذه العمليّة، كان المعلّم يرعاني. عندما كنت بحاجة إلى المساعدة، تمّ ترتيب العديد من الأشخاص ليكونوا بجانبي. وعندما لم أتمكن من التقدم في العمل، منحني المعلّم الحكمة. أفهم أنّه عندما يظهر الاستياء أثناء التعهّد، فهذا يعني أنّ المرء لا يتماشى مع قوانين الكون. كنت بحاجة إلى تصحيح نفسي، وإزالة العوامل "المزعجة" والعيش وفقًا لقوانين الكون.

الشعور بالفرح للآخرين

قال المعلّم:

"هذان النوعان المُختلفان من المفاهيم يُمكن أن يُولـّدا نتائج مُختلفة. هذا يُمكن أن يُثير الغيرة عند الإنسان، عندما يتصرّفُ أحدهم بشكل جيّد، يُحسّ الآخرون بالاستياء عوض أن يفرحوا  لأجله. هذا ما يُمكنُ أن يحدُث." (المحاضرة السابعة، جوان فالون)

إنّ الانحطاط الأخلاقي في أوساط المثقفين واضح الآن، والكل يحاول السعي للحصول على الألقاب والرتب. في الماضي، كنت أنظر بازدراء إلى الأشخاص الذين يحبون التباهي، واعتقدت أن شخصيتهم ضعيفة. إذا حقّق زملائي الذين كانوا أقل قدرة مني إنجازات كبيرة في العمل، أو حصلوا على ترقية، وما إلى ذلك، كنت غالباً ما أتجاهلهم.

كثيرًا ما يسألني زملائي أسئلة أكاديمية وأجيب عليها. لكن في الماضي كنت أجيب بتحفّظ لدوافع أنانية. وعندما اكتشفت غيرتي لاحقًا، كان عليّ أن أتخلّص منها وأن أكون مراعية للآخرين حقًا. الآن أقول لهم آرائي دون تحفّظ.

لم أعد أهتمّ إذا كانت مقالاتهم تشملني كمؤلفة مشاركة، أو ما إذا كنت مشاركة في مشروع ما. أدركت المعنى العميق لـ "أن تفرح من أجل الآخرين" وقوّة الرحمة.

التّواضع والامتنان

تستخدم القوى القديمة أساليب مختلفة لتجعلنا معجبين بأنفسنا وكي تضخّم أنانيتنا. إنّه المعلّم الذي أنقذنا. كل ما لدينا مُنح لنا من قبل المعلّم، بما في ذلك الحياة التي نملكها. ليس لدينا الحق في الحكم على أي كائن حيّ، حتى لو كنا ذات يوم أسياد ممالك سماويّة عالية جدًا ومسؤولين على جميع الكائنات الحية هناك. وهذا الحق هو أيضًا الصّولجان الذي منحنا إياه الخالق. بدون المعلّم نحن لا شيء. كحياة شكّلتها دافا، لا يمكننا إلا أن نكون متواضعين وممتنّين للمعلّم والدّافا.

إنني أتعهّد وأمارس منذ أكثر من عشرين عامًا، وما زلت بعيدة عن تلبية معايير دافا. لا أستطيع أن أُعرب عن امتناني بالقدر الكافي للمعلّم. شكرا لك أيّها المعلّم!