(Minghui.org) كنت دائمًا أعتقد أنه ليس لديّ أيّ تعلّقات أساسية. عندما أعدت النظر في مسار تعهدي، لم أتمكّن من رؤية أي مشاكل كبيرة. بدأت بممارسة الفالون غونغ لأنني أردت أن أتعهد نفسي. اعتقدت أن دافعي الأصلي للتعهد كان نقيًا للغاية؛ لم أكن أرغب في علاج أي مرض أو تلبية أي رغبات.
على الرغم من أنني نجحت في التخلي عن التعلق بالشهرة والثروة، إلا أنه بعد بدء الاضطهاد، لم أتمكّن من الحفاظ على المستوى الذي كنت عليه ولم يكن لذي الشعور بالرحمة لإنقاذ الكائنات الواعية. لقد أصبحت في حيرة من أمري، وتراجعت في التعهد.
التخلّص من التعلقات الخفية
لقد كنت مجتهدًا للغاية في ممارستي الشخصية وتمكّنت من التغلب على المحن، بما في ذلك كارما المرض. اعتقدت أنه يمكنني التخلّي عن كل الأشياء الدنيوية، وبالتالي سأتمكن من إحراز تقدم سريع نحو الكمال.
ومع ذلك، أصبح هناك مشكلة معينة بارزة للغاية. عندما يتعلق الأمر بتوضيح الحقيقة وإنقاذ الكائنات الواعية، فضّلت أن أسلكَ الطريق السهل. لم يكن لدي أي حماس للقيام بذلك ولم أُبادر بالتحدث مع الناس. لم أكن قريبًا من أي شخص وشعرت باللامبالاة بشأن ما إذا كان الناس قد أُنقذوا أم لا. لقد بدا أنني أزلت التعلّق العاطفي البشري، ولكن في الواقع كنت أفتقر إلى الرحمة.
كانت نقطة البداية خاطئة وعقلي مشوش. لقد تفاخرت ذات مرة أمام الممارسين المحليين بأن التعهد لم يكن بتلك الصعوبة؛ وأنني بالتأكيد لن أفعل أي شيء قد أندم عليه. لقد ساعدني هذا النوع من الأفكار في اجتياز بعض الاختبارات، لكن الدافع الحقيقي كان رغبتي في حماية نفسي.
من السهل تحديد التعلّقات الواضحة، مثل التعلق بالشهرة والثروة والراحة الجسدية، ومن ثم إزالتها جميعها. لكن التخلّص من التعلّقات الخفية، مثل الافتقار إلى الرحمة وانعدام الحماس لإنقاذ الناس، هذا شيء يحتاج الى أن تستنير إليه من خلال التعهّد الدؤوب. كنت أتباهى بأنني ذكي وأتمتع بدرجة يقظة جيدة، لكنني لم أتمكن من رؤية الغطرسة وتقديسي لذاتي المختبئين في أعماقي. بهذه العقلية، كان من الصعب عليّ الالتزام بمسار تعهد جيد أثناء فترة تصحيح الفا، وبالتالي انخفض مستواي في التعهد.
بعد أن بدأ اضطهاد الفالون دافا عام ١٩٩٩، فقدتُ بيئة التعهد المستقرة. لقد اضطررت إلى الابتعاد عن المنزل وأصبحت بلا مأوى لتجنب التعرض للاضطهاد. لقد كنت تحت ضغط هائل، وظهرت العديد من التعلقات. لقد تراخيت ولم أقرأ تعاليم الدافا ولم أمارس التمارين بانتظام. بدأ الخوف يشوشني، وتضاءلت أفكاري المستقيمة، وفي معظم الأحيان كنت أشعر بالتعب والارهاق. وبدأت أسعى وراء الرفاهية والراحة، وتراجعتُ في ممارستي.
في أحلامي، كثيرًا ما كنت أبحث عن مرحاض، لكن عندما أجده، يكون قذرًا جداً. حلمت أيضًا أنني لم أنهِ واجباتي المدرسيّة أوأنني تأخرت عن الامتحانات أو لم أعرف الإجابة على بعض أسئلة الامتحان. في بعض الأحيان كنت أحلم بأنني بحاجة إلى إعادة تقديم امتحانات القبول في الكلية. استمرّ هذا لفترة من الوقت، وأصبحتُ قلقاً، معتقدًا أنني لن أتمكن من النجاح في تعهدي وسيتم التخلّص مني في النهاية.
تفكيري لم يكن متأصلًا في الفا
لم أكن أعرف كيف انتهى بي الأمر على هذا النحو، لذلك حاولت دراسة الفا من جديد وقراءة المقالات على موقع مينغهوي كل يوم. وبعد فترة، شعرت بتحسّن كبير واستعدت بعض الثقة. اعتقدت أنني سأتمكن من العودة إلى المنزل مع المعلّم. ولكن بدون أن أشعر، كنت أتراجع مرة أخرى. عندما سقطت، كنت خائفًا من أن أتخلف عن مواصلة الطريق، لذا كافحت من أجل النهوض مرة أخرى. في كل مرة كنت أتعثر فيها في تعهدي، كان يحدث شيء ما يرشدني إلى النهوض مرة أخرى. استمر هذا في الحدوث.
استمرت هذه الحالة في التعهّد الشبيهة باليويو لفترة طويلة. كانت هناك أوقات شعرت فيها أنني مقيّد بشدة ولا أستطيع التحرر. ولأن وعيي الرئيسي لم يكن قوياً، شعرت بالارتباك حقًا ولم أدرك أنني كنت أسير على الطريق الذي رتبته لي القوى القديمة.
عندما قرأت تعاليم الفا في مؤتمر لوس أنجلوس، لاحظت إجابة المعلّم على سؤال أحد التلاميذ.
سأل الطالب:
" المثابرة وقوة الإرادة تخلقان مع الإنسان ويكون مقدر لهما مسبقاً. وأنا إرادتي ضعيفة. عندما أقرّر أن أبذل قصارى جهدي، أستطيع أن أقوم بعمل جيد لبضعة أيام، ولكن ليس لفترة طويلة. أنا محبطٌ جدًا من هذا الأمر، ولا أعرف ما هي مشكلتي. حاولت جاهداً أن أدرس الفا وأحفظها عن ظهر قلب، لكن لم ألاحظ أي تحسّن. هل السبب أن الرغبة في تحسين قوة إرادتي من خلال دراسة الفا هو شكل من أشكال السعي، أم لأنني لم أدرس الفا بما فيه الكفاية؟ إذا كان السبب الأساسي هو أنني لا أعتز بنفسي، فهل لا يزال هناك أي أمل بالنسبة لي؟ "
أجاب المعلّم:
"إذا كان تلميذ دافا يتعهد نفسه جيدًا ويستطيع أن يفهم ماهية دافا بعقلانية، فمن المؤكد أنه سيبذل جهداً كبيراً ولن يستسلم إذا تعرض لهذا الأمر. من ناحية أخرى، الطلاب الغير مجتهدين هم أيضاً يدرسون الفا ويعرفون أن الفا جيدة، إلا أن فكرهم غير متأصل في الفا وليس لديهم الكثير من الأفكار المستقيمة. لذا، من الطبيعي أن فهمهم لن يكون عميقاً؛ أي أنهم لا يستطيعون حقًا تقدير قيمة هذه الـفا. ولهذا السبب هم ليسوا متحمسين إلى حد ما." تعاليم الفا في مؤتمر لوس أنجلوس
لقد أذهلتني هذه الإجابة بشدة. ألن يكون الأمر خطيراً إذا "لم يكن فكري متأصلاً في الفا!" لقد كنت أهيم داخل وخارج دافا ولكني لم أفهم السبب الجذري لهذه الحالة. كانت التعلّقات تأتي من العدم، وتظهر باستمرار مثل الأعشاب الضارة. لا بدّ أن هناك خطأ ما في تعهدي!
الإيثار هو تذكرة لدخول الكون الجديد
منذ بضعة أيام، قرأت عدة مقالات على موقع مينغهوي كتبها ممارسون يتحدثون عن تعلقاتهم الأساسية. بعد قراءتها، فكرت في حالة تعهّدي وقلت، "ماذا لو طلبت المساعدة من المعلّم!" ثم، فجأة، أدركت تعلّقي الأساسي – السعي لتحقيق الكمال الشخصي. عندما دخلت دافا لأول مرة، كنت أبحث عن تحرير ذاتي. ومع ذلك، على مدى سنوات، تم استغلالي وتعرضت لشكل آخر من أشكال الاضطهاد. لقد رفضت رفضًا قاطعًا الاعتراف أو قبول هذا التدخل.
علّمنا المعلّم أن نقول:
""أنا تلميذ لي هونغجي، لا أريد ترتيبات أخرى ولا أريد الاعتراف بها" – وهكذا لن يجرؤوا على القيام بذلك. لذلك يمكن حلّها كلّها. عندما تتمكن من فعل ذلك حقًا، ليس فقط أن تقول ذلك ولكن أن تضعه موضع التنفيذ، عندها سيدافع المعلّم عنك بالتأكيد". تعاليم الفا في مهرجان المصابيح عام ٢٠٠٣
لقد أعلنْت رسميًا: "ليس لدي سوى هوية واحدة على الأرض، ألا وهي تلميذ دافا. لدي معلّم واحد فقط، وهو المعلّم لي هونغجي! أنا أفعل شيئًا واحدًا فقط، وهو توضيح الحقيقة وإنقاذ الكائنات الواعية!
علّمنا المعلّم:
"إن توضيح الحقائق وإنقاذ الكائنات الواعية هو ما تحتاج إلى تحقيقه. ليس هناك شيء آخر يجب عليك إنجازه." تدريس الفا في مؤتمر للفا في نيويورك عام ٢٠١٥،" تعاليم الفا المجمعة، المجلد الثالث عشر
الكون القديم مبني على الأنانيّة، لكن توضيح الحقيقة وإنقاذ الكائنات الواعية يدور حول الآخرين، وهي التذكرة الوحيدة لدخول الكون الجديد. الكائنات الحية تنتظر أن يتم إنقاذها.
فإذا كان حب الذات هو القاعدة، والأنانية كانت جذور شجرة كبيرة، فعندئذٍ يكون التعلّق بتحقيق الكمال هو جذع هذه الشجرة الكبيرة، وسائر التعلقات، كبيرها وصغيرها، هي أغصانها وأوراقها. لقد سدّت هذه الشجرة طريقي للتعهّد في دافا. لقد قمت الآن بتحطيم الجذع، واقتلاع الجذور، وإزالة الأغصان والأوراق المعيقة، واستأنفت رحلتي نحو المستقبل، على الطريق الوحيد الذي رتّبه المعلّم لي.
والآن اختفى الضغط الذي كنت أشعر به وأشعر الآن بالخفة والاسترخاء. إن التعلّقات التي كانت تطاردني لفترة طويلة فقدت فجأة جذورها وتلاشت. يبدو الأمر كما لو أن عقلي قد قام بتغيير محطة البث، وأنني قادر على وضع الآخرين في المقام الأول في كل مرة تحدث فيها صراعات.
مؤخرًا، أثناء خروجي للتنزه، أدركت أنني كنت أبتسم، وكان قلبي في سلام، وكان ذهني هادئًا. لقد كان شعورًا جديدًا ورائعًا. كان الناس منشغلين في الشارع المزدحم، كل منهم يقوم بواجباته المعتادة، لكن السماء الزرقاء والأشجار الخضراء بدت مختلفة تمامًا الآن.
شكرا لك أيها المعلّم!
ملاحظة من المحرر: هذه المقالة تمثل فقط فهم المؤلف لحالة تعهده الحالية والمخصصة للمشاركة بين الممارسين حتى نتمكن من "المقارنة في الدراسة، والمقارنة في التعهّد". الممارسة الصلبة، هونغ يين