Falun Dafa Minghui.org www.minghui.org طباعة

متجري الصغير مليء بالسلام

1 نوفمبر، 2024 |   بقلم إحدى ممارسات الفالون دافا في مقاطعة هيلونغجيانغ، الصين

(Minghui.org) فتحنا أنا وزوجي (الذي هو أيضًا ممارس للفالون دافا) متجرًا نبيع فيه المستلزمات اليوميّة. ولأنها مهنة جديدة بالنسبة لنا، فإنّ كلّ شيء كان جديداً علينا. والتعامل مع البضائع المعقّدة وأنواع مختلفة من الأشخاص كان يؤثر على قلوبنا كل يوم.

هناك جميع أنواع الزبائن الذين يأتون إلى المتجر كلّ يوم. البعض يحترم القواعد، والبعض الآخر لا يحترم. يشتكي البعض من السعر دون النظر إلى الجودة. ثمّ، هناك أولئك الذين يتلفون بعض السلع، ثم يعيدونها بهدوء إلى الرفوف. وهناك أيضاً بعض الناس الذين يريدون إرجاع سلعة بعد شرائها بسبب التغليف التالف. هناك أولئك الذين يطرحون الكثير من الأسئلة، ويتجوّلون دون شراء أيّ شيء. وهناك آخرون يقرّرون الشراء عبر الإنترنت بعد تجربة كلّ شيء في المتجر، وآخرون يتركون وراءهم آثار أقدام على الأرض التي قمنا بمسحها للتو. ورغم أنني لا أتشاجر مع هذا النوع من الزبائن إلا أنّني كنت أشعر بالانزعاج من تصرفاتهم في ذهني أو أشتكي لزوجي، من أجل تخفيف شدّة الضغط عليّ.

كنت أدرك أنني لم أتمكن بعد من التخلّص من هذه الأفكار السلبيّة في ذهني ولم أتّبع حقًا مبادئ الدافا: الحقّ والرّحمة والصّبر بشكل كامل. كنت أقرأ محاضرات المعلّم مرارًا وتكرارًا واستنرت من مبادئ الفا أنّنا يجب أن ننظر إلى الداخل عندما نواجه أيّ شيء، بدلاً من التركيز على عيوب الآخرين، لأنّ هذه المشكلات تطرأ لمساعدتنا في تحسين أنفسنا. عندما نظرت إلى الدّاخل بعد رؤية تصرفاتهم، وجدت بشكل مفاجئ أنّ هناك انعكاسات لي في تصرفات كلّ واحدٍ منهم. عندها قلت لنفسي: "أنا المخطئة". إنّ رؤية سلوكيّات الناس السيّئة جاءت لتذكرني وتوقظني كي أرى أوجه القصور الخاصّة بي حتى أتمكّن من التخلّص منها.

علّمنا المعلّم أن نكون:" إنّه مُفْعمٌ بالتطلّعات العظيمة دون أن يُغفِل التّفاصيل الصّغيرة". ("الحكيم" في الأساسيّات من أجل المضيّ قدمًا بجدّ). إذا لم ننتبه لهذه الأمور الصغيرة، فكيف نستطيع أن نتعهّد أنفسنا جيّدًا، وكيف سيُقيّمُ الناس كلماتنا وأفعالنا؟

عندما بدأت أنظر لتصرفات هؤلاء الأشخاص مرّة أخرى، أدركت أنّهم يتصرّفون بهذه الطريقة بسبب بيئتهم المعيشيّة وتجاربهم الشخصيّة وعوامل أخرى. بالإضافة إلى ذلك، بسبب تأثير الإلحاد، أصبحوا بعيدين عن الأعراف و الأخلاق، وانحرفت أفكارهم وسلوكيّاتهم أيضًا عن المسار الصحيح. تخلق هذه الكائنات الواعية الكارما دون أن تدرك ذلك وسوف تضطرّ إلى سدادها في حياتهم القادمة. شعرت أنّني محظوظة جدًا لأنّني حظيت بالرابطة القدريّة للحصول على الفا في هذه الحياة. بالنظر إلى هذه الكائنات الواعية وأفعالها، كيف يمكنني أن أظلّ أتذمّر منهم وأنتقدهم؟ أصبحت أشعر بالشّفقة حقًا عند النّظر إليهم.

هناك أيضًا زبائن يسرقون الأشياء. عندما راجعنا تسجيلات المراقبة، رأينا أنّ الأشخاص الذين كانوا يسرقون كانوا يرتدون ملابس أنيقة ويضعون البضائع في جيوبهم وكأنه شيء عاديّ جداَ. حتّى أنّ بعضهم كان يضع في جيبه أكثر من سلعة. شعرت بالغضب قليلاً، لذا فكّرنا بثّ مقطع الفيديو وتشغيله مرارًا وتكرارًا في المتجر لردع أصحاب النوايا سيّئة. ومع ذلك، بعد إعادة التفكير، أدركت أنّ القيام بذلك سيكون غير لائق. نحن ممارسون ولا ينبغي لنا استخدام الشرّ لردع الشرّ. ولكن لا يمكننا السماح باستمرار حدوث ذلك في نفس الوقت. ماذا علينا أن نفعل إذن؟ بعدها بدأت أن أراقب كل زبون يدخل بعناية، لكن ذلك جعلني أشعر بالتوتر الشديد، وأدركت أن هذا التصرف غير صحيح أيضًا. إنّ معاملة كلّ زبون كمشتبه به هو أيضًا عدم احترام للزبون.

تحدث المعلم عن مبدأ “الربح والخسارة”. توصلت إلى أن الأشخاص الذين يسرقون الأشياء سيستبدلونها بفضيلتهم؛ أو ربما أنه كانت بيننا علاقة كارمية من حياة سابقة، حيث ربما كنت مدينةً لهم في أحدى الحيوات. كنت أفهم جيّداً هذا المبدأ الذي علّمه المعلّم، ولكن رغم ذلك، قلبي لم يكن رحيمًا. بعد أن واظبت على دراسة الـفا والامتثال لمبادئ الفـا، تخلّصت من بعض تعلّقاتي بالشهرة والمكسب وتوقّفت عن التركيز على مكاسبي وخسائري الشخصيّة، شعرت فجأة بالرحمة تجاه الأشخاص الذين يسرقون، لأنه يتراءى لهم أنهم حصلوا على شيء ما في الظّاهر لكنّهم لم يدركوا أنّهم فقدوا شيئًا أكثر قيمة؛ سلوكهم قد يجلب أيضًا عواقب سلبية عليهم، فضلاً عن إعطاء قدوة سيّئة للأجيال القادمة - الأمر الذي سيضرّ حقًا بالآخرين وبأنفسهم.

عندما رأيت مرّة أخرى بضائع مفقودة من على الرفّ، اعتقدت أنّ زوجي باعها أو أن أحد الزبائن وضعها في مكان آخر. لم أعد أبحث أوّلاً عمّا إذا كان شخص ما قد أخذها، لأنّ التفكير بهذه الطريقة كان في المقام الأوّل هو عدم احترام للزبائن، كما أنّه من الممكن أن أكون قد أضعتها بنفسي ونسيت.

بعد أن تخلّصت من تعلّقي بالمصلحة الذاتية، وتوقّفت عن التركيز المفرط على مكاسبي وخسائري الشخصيّة وتوقّفت عن تقييم الصواب من الخطأ وفقاً لما يناسب مكاسبي وخسائري الشخصيّة، وفكّرت في الآخرين أوّلاً عندما تظهر المشاكل، اكتشفت أنّني لم يعد لديّ أيّ استياء تجاه الأشخاص الذين كانوا يسرقون الأشياء. ما حلّ محلّه هو الشعور بالرحمة والرّأفة بهم.

إنّ الفالون دافا تواصل على تصحيحي بشكل مستمرّ. فمع تخلّصي التدريجي من مختلف أنواع المفاهيم البشرية السيّئة والتعلّقات البشرية الأنانيّة، أصبحت غير متأثّرة وأصبحت قادرة على مواجهة الزّبائن بصدق وهدوء. لقد خضعت لتغييرات كبيرة في قلبي وعقلي من الشكوى والنقد والاستياء من الزبائن، إلى الشعور بالرحمة والرأفة تجاههم، مررت بتغييرات كبيرة في قلبي وعقلي – حيث اكتشفت ما هي التعلّقات التي كانت بداخلي. أصبحت واسعة الصبر ومتسامحة. لقد غيّرتني الفالون دافا. ابتسامتي أصبحت صادقة ومن القلب. قال بعض الزبائن: "أشعر براحة كبيرة عند زيارة متجركم. البيئة هنا جيدة والطاقة ايجابيّة والمكان مرتّب ونظيف. هذا يجعل تسوّقنا ممتعا أيضًا". قال البعض: "أنا فقط أحبّ التسوّق من متجرك. يتمتّع أفراد عائلتك جميعًا بسلوك رائع".

كما أن تغييراتنا كان لها تأثير على المتجر الصغير، ممّا جعله مليئًا بالسلم والأمان. أعلم أنّ هذا جاء من قوّة الدافا. أتمنى أن تعكس أفعالي وأقوالي خير الدافا للناس، حتى يتمكّن المزيد من الناس من الاستفادة منها.