(Minghui.org) أبلغ من العمر ٦٧ عامًا وبدأت بممارسة الفالون دافا عام ١٩٩٧. أودُّ أن أحدّثكم عن تجاربي في التعهُّد خلال السَّنوات الأربع الماضية.
سُجنت إحدى الممارسات في منطقتي بسبب توضيح الحقائق حول الفالون دافا في عام ٢٠٢٠. وبعد رفع قضيَّتها إلى المحكمة، جلست أنا وممارسون آخرون بالقرب من المبنى وأرسلنا أفكارًا مستقيمة. وعندما كنَّا على وشك المغادرة، سأل المنسَّق المحلي من يمكنه البقاء ومواصلة إرسال الأفكار المستقيمة. قرَّر أربعة منَّا البقاء. وعندما عاد الممارسون الآخرون في تلك الليلة، اعتقلت الشُّرطة سبعة منهم. لقد كنت على القائمة، لكنَّني لم أُعتقل لأنَّني بقيت سابقاً لمواصلة إرسال الأفكار المستقيمة. عندما عدت بعد بضعة أيَّام، لاحظت أنَّ هناك من يراقبني. عندها تركت المنزل لتفادي المزيد من الاضطهاد.
بعد بضعة أيَّام نشر المعلّم مقالًا جديدًا. قلت في نفسي أنَّه يجب على الممارسين الآخرين أن يقرأوه أيضا. وعلى الرَّغم من المخاطرة الكبيرة، إلّا أنّي تجاوزت هاجسي وعدت إلى المنزل. قمت بطباعة نسخ كثيرة من المقال وسلمتها إلى الممارسين الآخرين.
تم اعتقال ممارس آخر أثناء توزيع المنشورات. سمعنا أنَّ الشُّرطة المحليَّة تريد تفتيش منازل جميع الممارسين للبحث عن مصدر المنشورات. لقد أثار الخبر فيَّ الخوف. كنت قلقا من أنَّ الممارس المحتجز قد لا يتمكَّن من تحمُّل ضغوط الاستجواب وسيفشي عنِّي. شعرت ربَّما سيأتي دوري وسيعتقلونني. اقترح بعض الممارسين عليّ أن أترك المنزل لتجنُّب الاضطهاد.
احتاج ممارس من منطقتي إلى المزيد من المنشورات. علم منسّق الممارسين في منطقتي بوضعي الحرج وأخبرني أنَّه عليّ التوقف عن طباعة المزيد من المناشير. لم أكن أعرف ماذا يجدر بي أن أفعل. هل يجب عليَّ الاستمرار في طباعة المنشورات أم الاختباء؟ وقفت أمام صورة المعلّم وسألته في فكري عمَّا يجب أن أفعله. أدركت أنَّه ربَّما كان وعدي الذي قطعته قبل أن آتي إلى هذا العالم هو إنتاج موادّ توضيح الحقيقة، وأنَّه لا ينبغي لي أن أتوارى عن مسؤوليّتي في هذه اللَّحظة الحرجة. خلصت لقرار أنه ما دام الممارسين بحاجة إليّ في إنتاج المنشورات فسأبقى وأواصل الطباعة. كنت أفعل هذا الشَّيء الأكثر قدسيّة في الكون وكان المعلِّم يعتني بي. ما الذي أخشاه إذن؟
اختفى خوفي بمجرَّد أن سطعت أفكاري المستقيمة. بدأت بالسَّير نحو موقع الطباعة الخاصِّ بنا لعمل المزيد من المنشورات. كان قلبي يستنير مع كل خطوة أخطوها. شعرت أنَّ الشَّبح الشِّرير ضعيف جداً وبعيد. ومنذ ذلك الحين، أقوم بإعداد العديد من المنشورات التي يحتاجها الممارسون المحليُّون.
كما أقوم أيضاً بتسليم المنشورات إلى الممارسين الآخرين، خارج منطقتي. عندما كانت جائحة كوفيد على أشدِّها، تمّ تطبيق حظر التجوّل بشكلٍ صارم على جميع المجمَّعات السَّكنية. كان من الصَّعب الذَّهاب إلى أيِّ مكان. لقد أرسلت أفكارًا مستقيمة وسلَّمت المنشورات بسلاسة إلى زملائي الممارسين طوال الوقت. الأشخاص الوحيدون الذين رأيتهم في الشَّوارع الخالية هم أولئك الذين يؤدون وظائف حكومية. شعرت أنَّ النَّاس كانوا ينتظرون معرفة الحقيقة على أحرّ من الجمر.
عندما تمّ نشر هونغ يين السادس، أردنا توزيعه على الممارسين في أقرب وقت ممكن. ولكن المجمَّعات السكنية أصبحت تخضع لرقابة أكثر صرامة مع انتشار الوباء. كنَّا بحاجة إلى تصريحات موافقة للخروج ونتائج سلبية لتحليل فيروس كورونا. وتمّ بثّ التحذيرات عبر مضخم الصوت مرارا وتكرارا، ممَّا خلق مناخا من الرُّعب. يقع موقع الإنتاج الخاصِّ بنا في منطقة كانت تخضع لرقابة صارمة. لقد حاولت عدَّة مرَّات، ولكن لم أتمكَّن من الدُّخول. توسَّلت إلى المعلّم للحصول على المساعدة وأرسلت أفكارًا مستقيمة لإزالة التَّدخل. وبعد بضعة أيام، تمكَّنت من مغادرة المجمَّع السَّكني حيث أسكن والوصول إلى موقع الإنتاج .
أنا واثنين من الممارسين الآخرين مسؤولين عن طباعة المنشورات، وكان لكلِّ واحد منَّا مهامٌّ مختلفة. نادرًا ما نلتقي ببعضنا البعض، لكن لإنتاج الكتب تطلّب الأمر ثلاثتنا لإنهاء جميع الخطوات، بما في ذلك طباعة أغلفة الكتب ومحتوياتها، وتصفيح الأغلفة، وتقليم الحواف، وتجميع الورق، ووضع اللمسات النهائية.
عندما لم يتمكن الممارسان الآخران من الحضور، بدأت بطباعة محتويات الكتاب، لأنَّ الصَّفحات تحتاج عدّة أيام أن تبقى مستوية قبل تجميعها. استغرق الأمر منِّي بضعة أيَّام لإنهاء طباعة المحتويات. لم يحضر الممارسان الآخران رغم مرور عدة أيام، كنت أردت البدء بتجميع الورق أثناء طباعة أغلفة الكتب. ولكن تعرَّضت آلة الطباعة لمشكلة. اضطررت إلى سَّحب كل صفحة تمَّت طباعتها يدوياُ، لتفادي أن تعلق بالطابعة.
وصلت إلى مرحلة طباعة أغلفة الكتب ومع ذلك لم يتمكّن الممارسان الآخران من الحضور. فبدأت في تصفيحها وتقليم الحوافِّ. لقد استغرق الأمر أكثر من ٢٠٠٠ عملية قص لصنع أكثر من ٥٠٠ غلاف كتاب. وبعد أن انتهيت بدأت بتجليد الكتب ولصق أغلفتها.
لتوفير الوقت، كنت أتغذى على المعكرونة سريعة التحضير فقط. استغرق الأمر ما يقرب من شهر لإنتاج أكثر من ٥٠٠ نسخة من هونغ يين السادس. وكنت سعيدًا جدًا بأخذ الكتب إلى زملائي الممارسين الذين يتطلَّعون إلى قراءتها.
أخبرني أحد الممارسين أنَّ ممارسًا آخر كان يشعر بالقلق من أن الوصول المتأخِّر للكتب قد يؤدي إلى تأخير عمليَّة تصحيح الفا في منطقتنا. شعرت بالاضطراب عند سماع ذلك وفكَّرت: "لقد قمت بمهام ثلاثة أشخاص بمفردي. ومن وجهة نظر أخرى، فإنَّ الدُّخول والخروج للمجمعات السَّكنية بحدّ ذاته هو تحديٌ صعب بما فيه الكفاية، وبالإضافة إلى ذلك قمت بإنتاج أكثر من ٥٠٠ كتاب. من يتفوّه بمثل هذا الكلام لماذا لا يحاول أن يقوم بهذا الأمر بنفسه." أدركت على الفور أنَّ فكرتي لم تكن مستقيمة. لقد رفضت النَّقد وحملت الضغينة. هذا ليس ما أردت. يجب أن أشكر هذا الزميل الممارس لمساعدتي على كشف تعلُّقاتي والقضاء عليها.
نشر موقع مينغهوي مقالاً حول أهمية تحديث أنظمة تشغيل الكمبيوتر لدينا لأسباب أمنيَّة. وبالفعل، تمَّ القبض على الممارس المسؤول عن تقديم الدَّعم التقني الحاسوبي في منطقتنا. فكَّرت أنَّه يجب عليَّ أن أتعلَّم تحديث أجهزة الكمبيوتر لدينا حتى لا يتعرَّض الممارسون المحلِّيون للخطر أثناء تصفُّحهم الإنترنت. لقد تمكَّنت من الاتِّصال بممارس لديه المهارة في ذلك المجال فعلَّمني التقنية. ومنذ ذلك الحين قمت بتثبيت تحديثات حماية أمنية على أنظمة تشغيل الكمبيوتر في منطقتنا.
في الليلة التي قرَّرت فيها أن أتعلَّم ذلك، حلمت أنَّ زهور الأودومبارا تتفتَّح في كل مكان، وتغطّي الأرض. كنت أعرف أنَّ المعلِّم كان يشجِّعني.
على الرَّغم من أنَّني تعثَّرت، إلا أنَّ المعلِّم قام بحمايتي طوال رحلتي وساعدني على اجتياز المحن. أنا ممتنّ جدًا للمعلّم والفالون دافا. الطَّريقة الوحيدة التي يمكنني أن أشكر بها المعلّم هي أن أتعهَّد بجدٍّ!